سورة العنكبوت | أهم المعلومات حول سورة العنكبوت وأبرز مقاصدها وموضوعاتها

تعرف على سورة العنكبوت وعلى أهم المعلومات حول تلك السورة القرآنية الشريفة وعلى نبذة عن أهم مقاصدها وموضوعاتها عبر موقع محيط، حيث تعد سورة العنكبوت من أكثر السور القرآنية التي تحتوي على مقاصد وموضوعات هامة، فنجد آياتها الكريمة تتحدث عن كافة الأمور المتعلقة بالعقيدة الإيمانية وتوحيد الله سبحانه وتعالى، كما أنها تتحدث أيضا عن البعث والثواب والحساب في يوم القيامة، وفيما يلي سنتعرف على سورة العنكبوت وسنذكر أهم المعلومات العامة حول تلك السورة الشريفة، كما سنتعرف على أهم موضوعاتها ومقاصدها بالتفصيل.

معلومات عامة حول سورة العنكبوت

سورة العنكبوت من السور المدنية والمكية، حيث نزلت أول إحدى عشر آيه منها على النبي (صل الله عليه وسلم) وهو في المدينة المنورة.

ثم نزلت باقي آيات سورة العنكبوت على الرسول (صل الله عليه وسلم) وهو في مكة المكرمة، وكان ذلك خلال أسوأ وأصعب الفترات التي عاصرها المؤمنون في مكة المكرمة لما كان يواجهونه من تعذيب شديد من الكفار، وكان ذلك قبل الهجرة للمدينة المنورة.

سورة العنكبوت من السور المثاني ويبلغ عدد آياتها تسع وستون آية وهي السورة التاسعة والعشرين وذلك حسب ترتيب السور القرآنية في المصحف الشريف.

فهي بالتحديد في كل من الحزبين الأربعين والحادي والأربعين من الجزء الحادي والعشرين من المصحف الشريف.

ونزلت سورة العنكبوت بعد نزول سورة الروم، كما بدأت سورة العنكبوت بالحروف الهجائية وهي (الم)، ومن أهم موضوعات سورة العنكبوت العقيدة بشكل عام.

حيث تحدثت عن العقيدة الإيمانية بأكبر أصولها، وذلك من خلال الخوض في أمور الرسالة والوحدانية والبعث والجزاء.

ونزلت سورة العنكبوت على النبي (صلوات الله وسلامه عليه) لتثبيت وتقوية قلوب المؤمنين وحثهم على الإستعانة بالله والصمود أمام كافة الإبتلاءات والأضرار والفتن التي يواجهونها من الكفار.

وتعد سورة العنكبوت من أواخر السور القرآنية التي نزلت على النبي (صل الله عليه وسلم) وهو في مكة المكرمة.

حيث لم ينزل على النبي (صلوات الله وسلامه عليه) بعد تلك السورة قبل الهجرة إلى المدينة المنورة إلا سورة المطففين، فهي السورة الثالثة والثمانون من حيث ترتيب السور المكية نزولا.

لا تفوت فرصة التعرف على: ما هي السورة التي تمنع الحسد

سبب تسمية سورة العنكبوت بهذا الإسم

لقد اختص الله سبحانه وتعالى هذه السورة الشريفة بذكر مثل العنكبوت في آياتها، وذلك حين قال سبحانه وتعالى:

(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا ۖ وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ ۖ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)

حيث شبه الله سبحانه وتعالى الكفار والمشركين الذين يقومون بصناعة الأصنام بأيديهم ويعبدونها ويتخذونها آلهة لهم بالعنكبوت الذي يصنع لنفسه بيته ويتخذه مأمنا له، وهو من أضعف وأوهن البيوت.

سبب نزول سورة العنكبوت

قال جمهور الفقهاء في سبب نزول سورة العنكبوت ثلاثة أقوال، وهي كما يلي:

القول الأول لنزول سورة العنكبوت

تم نزول سورة العنكبوت لتختص بالحديث عن مجموعة من المؤمنين الذين كانوا يتواجدون في مكة المكرمة، وقد كانوا أقروا بوحدانية الله سبحانه وتعالى وأمنوا بالدين الإسلامي.

فبعث لهم النبي (صل الله عليه وسلم) وأخبرهم بأنه لن يقوم بقبول إقرارهم بإسلامهم إلا إذا قاموا بالهجرة إلى المدينة المنورة.

وبالفعل فقد إنطلقوا مهاجرين إلى المدينة المنورة، ثم ذهب المشركين والكفار خلفهم ليقوموا بإلحاق الأذى بهم.

وقد علموا أولئك المؤمنون بنزول سورة العنكبوت فيهم، وهذا هو ما حثهم على الهجرة والصمود والقتال ضد المشركين، وهو ما أدى إلى موت بعضهم ونجاة بعضهم الآخر.

ثم جاء قول الله سبحانه وتعالى:

(ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذينَ هاجَروا مِن بَعدِ ما فُتِنوا ثُمَّ جاهَدوا وَصَبَروا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعدِها لَغَفورٌ رَحيمٌ)

القول الثاني لنزول سورة العنكبوت

نزلت سورة العنكبوت في شخص يدعى (مهجع)، وهو مولى (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه وأرضاه، وقد قتل (مهجع) في معركة بدر.

حيث قام بقتله (عامر بن الحضرمي) بسهم وأصاب الحزن كل من والديه وزوجته، فحزنوا عليه حزنا شديدا فنزلت سورة العنكبوت لتثبيتهم وتثبيت المؤمنين.

القول الثالث لنزول سورة العنكبوت

تم نزول سورة العنكبوت في الصحابي الجليل (عمار بن ياسر) رضي الله عنه، حيث كان يعذبه المشركين بشدة فنزلت سورة العنكبوت لتثبيته وتقوية إيمانه وبشرته بالثواب الجزيل والأجر الكبير يوم القيامه.

لا تفوت فرصة التعرف على: سورة يس | ما هو فضلها وما هي أسرارها وأسمائها

موضوعات سورة العنكبوت

تتواجد العديد من الدلالات والأمور التي تضمنتها آيات سورة العنكبوت الشريفة، وفيما يلي بيان بأهم تلك الموضوعات والمقاصد:

حث الله عز وجل المؤمنين على الجهاد في سبيله وقتال الكفار والمشركين، وقد ذكر سبحانه وتعالى الجهاد في سبيله في موضوعين مختلفين في سورة العنكبوت.

جاء الموضع الأول في قول الله سبحانه وتعالى:

(وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)

 وجاء الموضع الثاني في قول الله سبحانه وتعالى:

(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)

ودلت الآيات الشريفة السابقة على أن الجهاد في سبيل الله وإعلاء كلمة الحق ونشر الدين الإسلامي هو فرض على كل من يتواجد في مكة المكرمة من المسلمين.

ويتضمن الجهاد أيضا جهاد النفس، وذلك عن طريق الصبر على الشقاء وتحمل العناء الذي يواجهه كافة المسلمين إثر التعذيب والقتال ضد المشركين.

حيث أوضح لنا الله سبحانه وتعالى أن الجهاد يمكن أن يكون عن طريق جهاد النفس بالقيام بالدعوة والتبليغ والإنقياد أيضا لأوامر الله سبحانه وتعالى والخضوع لها، وكذلك إقامة الأدلة والبراهين التي تدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى.

فلا يجب الجهاد بالسيف إلا مع من يصد ويرد الدعوة لدين الله جل جلاله ويقف في طريق إنتشار الدين الإسلامي.

وقد بين إبن القيم رحمه الله في كتابه (زاد المعاد) جميع مراتب الجهاد حيث قال بأن الجهاد يتمثل في أربع مراتب وهم:

• جهاد الشيطان.
• جهاد المنافقين.
• جهاد النفس.
• جهاد الكفار.

ويكون جهاد الشيطان عن طريق رد الشبهات والشكوك، ويحتاج هذا الأمر إلى يقين قوي وإيمان كامل بالله عز وجل، كما أن جهاد الشيطان يكون عن طريق رد الشهوات والإرادات.

ويتمثل جهاد الكفار والمنافقين في أربع مراتب وهم:

• جهاد العقل.
• جهاد اللسان.
• جهاد القلب.
• جهاد النفس.

وقد أوضح الله سبحانه وتعالى في سورة العنكبوت أن الإبتلاء يعد سنة من سنن الحياة، حيث جاء في قوله تعالى:

(أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ*وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)

فقد دلت الآية السابقة على أن الإبتلاء يعد من الأمور التي تلازم المؤمن في الحياة الدنيا، ويجب على المسلم الصبر على الإبتلاءات والرضا بقضاء الله وقدره.

لا تفوت فرصة التعرف على: سورة الحشر | سبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم 2024

وقال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنبياء:

(وَنَبلوكُم بِالشَّرِّ وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينا تُرجَعونَ)

وقد صبر الرسول (صل الله عليه وسلم) وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين على الإبتلاء والأذى لمدة طويلة، حيث بلغت تلك المدة ثلاثة عشر عاما، ثم أذن الله سبحانه وتعالى لهم بالهجرة إلى المدينة المنورة.

كما أشار الله سبحانه وتعالى في بعض آيات سورة العنكبوت إلى إنتقامه الشديد ممن قام بعداوة الأنبياء، حيث خاطب الله عز وجل النبي محمد (صل الله عليه وسلم) في آيات سورة العنكبوت وأخبره بأنه سينصره على أعداؤه.

وأشارت الآيات أيضا إلى قصة سيدنا إبراهيم حين أراد قومه حرقه بالنار، وقام الله سبحانه وتعالى بنجاته منهم ثم قام سيدنا إبراهيم بالهجرة.

وقد قال الله سبحانه وتعالى في أمر سيدنا إبراهيم:

(وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

وقال ابن كثير في ذلك الأمر:

(ولهذا لما ضاق على المستضعفين بمكة مُقامُهم بها، خرجوا مهاجرين إلى أرض الحبشة ليأمنوا على دينهم، ثمّ بعد ذلك هاجر الرسول صل الله عليه وسلم والصحابة الباقون إلى المدينة)

لا تفوت فرصة التعرف على: سورة الطارق | سبب نزولها وتسميتها بهذا الإسم وشرح آياتها

مقاصد سورة العنكبوت

ذكر في سورة العنكبوت بعض المقاصد الهامة، والتي تتمثل في كل ما يلي:

• تحدثت سورة العنكبوت عن توحيد الله سبحانه وتعالى وإفراده بالإلوهية، كما تحدث عن أمور العقيدة المختلفة.
• ذكر في آيات سورة العنكبوت الجزاء الأخروي لكل الصابرين من المؤمنين بالجنة ونعيمها، وذلك ليثبت قلوبهم على الدين الحق رغم مواجهة الفتن والبلاء الشديد.
• جاء في سورة العنكبوت بعض قصص الأنبياء السابقين، وقد أوضح الله عز وجل في تلك القصص طغيان أقوام الأنبياء لهم، وقيام الله سبحانه وتعالى بنصرة أنبياؤه ومن آمن معهم.
• أخبارنا الله سبحانه وتعالى في آيات سورة العنكبوت بقدرتنا على الإبتعاد والإعراض عن المشركين والكافرين وعن ظلمهم وعدوانهم، والقيام بالهجرة إلى أرض بعيدة عنهم، فإن أرض الله سبحانه وتعالى واسعة.

بذلك نكون قد تعرفنا على أهم المعلومات العامة حول سورة العنكبوت وعلى سبب تسمية سورة العنكبوت بهذا الإسم،

كما تعرفنا على أسباب نزول سورة العنكبوت، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على موضوعات سورة العنكبوت وذكرنا أيضا بعض المقاصد الهامة التي وجدت في آيات سورة العنكبوت.