شجرة الزقوم شكلها ومن يأكل منها وحقيقة وجودها في الدنيا!

أعد الله للمؤمنين الجنات وأعد للكافرين العذاب ومنها: شجرة الزقوم والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم في الآيات، وقد ازداد كلام الناس عن شجرة الزقوم ووصفها وصورها، فما هي شجرة الزقوم وما طبيعتها وما أوصافها وأين هي؟ وهل حقًا لها صور في الدنيا؟ كل ذلك سوف نتحدث عنه شجرة السطور القادمة بالتفصيل ونبين حقيقتها.

شجرة الزقوم

شجرة الزقوم هي شجرة كبيرة موجودة في جهنم حيث النار التي أعدها الله عز وجل العصاة والمشركين والكافرين الذين سيدخلون النار بسبب عصيانهم لله، وعدم اتباع أوامره، وما جاء القرآن به وما دعا إليه آخر الأنبياء، فهي عقاب لهم.

هل شجرة الزقوم موجودة في الدنيا؟

شجرة الزقوم
شجرة الزقوم

يمكن توضيح ذلك فيما يلي:

اختلفت الأقوال عن وجود شجر الزقوم في الدنيا، وعن معرفة العرب لها بصفتها أم لا، فأحد هذه الأقوال يُذكر أن شجرة الزقوم معلومة في الدنيا، أما دليلهم على ذلك هو قول أبا جهل لجاريته: زقمينا، فلما قال لها ذلك جاءته بزبد وتمر.

وأيضًا قوله لأصحابه: تزقموا (ويقصد به أن يأكلوا من الزبد والتمر) فإن محمد يخوفنا به، وكان أبو جهل يسخر من قول النبي، ويتعجب كيف تكون شجرة ولا تحترق في النار.

أما القول الثاني:

هو أن شجرة الزقوم غير معروفة ولا معلومة في هذه الحياة الدنيا، وذلك لأنه لما نزلت آية مذكورٌ فيها شجرة الزقوم نُقِلَ عن كفار ومشركي قريش أنهم لم يكونوا يعرفون هذه الشجرة، ولما جاءهم رجل قاموا بسؤاله فأجابهم بقوله أنها الزبد والتمر.

وهناك أقوال اختلفت فقال أصحابها بأن كل نبات يتسبب في القتل هو شجرة الزقوم ووصفهم النبات، بأنه قاتل المقصود به وجود مادة به تتسبب في الموت.

بينما ذكر قطرب بأن شجرة الزقوم هي شجرة لها مذاق مُر ومكان تواجدها هو تُهَامة، وهي من الشجر الخبيث.

ولكن المؤكد أن صفة شجرة الزقوم في النار غير موجودة في شجر الدنيا فهي مشتركة معها من ناحية الاسم فقط.

وقد كانت هذه الشجرة بذلك فتنة لمشركي مكة أمثال أبي جهل، ويظهر ذلك من حديث باستخفاف عنها وقوله لأصحابه تزقموا وسخريته من أنها مُعَدَّة لأهل النار.

والسبب في ذلك عدم قدرتهم على استيعاب أن الله تعالى قادر على خلق شجرة تضرب جذورها في أصل النار ومعلوم أن الشجر تأكله النيران وتحرقه.

يمكنك التعرف على: آيات التأمل في القرآن الكريم ومعانيها 2024

شجرة الزقوم في القرآن

أصل معرفة المسلمين بـ شجرة الزقوم وشهرتها راجع إلى ذكرها في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، وهذه المواضع هي: –

(ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ، لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ، فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ) [الواقعة: 51 – 53].

(أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ 62 إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ 63 إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ 64 طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ 65 فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ 66)

[الصافات 37:62-66].

(إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ 43 طَعَامُ الْأَثِيمِ 44 كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ 45 كَغَلْيِ الْحَمِيمِ 46) [الدخان 43 : 44 – 46].

والآيات الواردة في ذكر شجرة الزقوم هي آيات ترهيبية، فيرهب الله بها العباد ليمتنعوا عن الكفر والمعاصي والشرك حتى لا يكون طعامهم وأكلهم من هذه الشجرة الملعونة.

يمكنك التعرف على: قصة عمر بن الخطاب كاملة

شجرة الزقوم في الجنة

أعد الله للمؤمنين في الجنة ألوانًا وأشكالًا من نعيمٍ أبدي غير زائل ومن هذا النعيم أشجار الفواكه والثمار التي لا تتشابه مع ثمار الدنيا وفواكهها إلا في أسمائها فقط.

أما ثمار الجنة وطِيب طعمها وحلاوتها ووفرتها لدى أهل الجنة المنعمين ليس يخطر على بال أحد.

أما الزقوم فهو شجر ملعون طعمه مُر جدًا، إلا أنه هو الأكل الرئيسي لأهل النار لا يجدون غيره، فيجوعون ويضطرون للأكل منه.

شجرة الزقوم تتغذى على النار في جهنم وجذورها ضاربة في عمق الجحيم، وهي ذات شكل قبيح.

وعندما يأكل منها أهل النار والمشركين بسبب استغاثتهم حيث يهلكون من الجوع تغلي في بطونهم كما تغلي الحمم البركانية، فيعطشون عطشًا شديدًا، ولا يجدوا إلا ماء الحميم فيشوي وجوههم بمجرد أن يقربوه منهم لكي يشربوا.

ولكنهم مضطرين للشرب بعدما أكلوا الزقوم ليدفعوا طعمه وحرارته وعندما يفعلون ذلك؛ تتقطع أمعاءهم وتخرج منهم.

وكل هذه الأصناف المؤلمة من العذاب لا تتواجد في الجنة بل في النار حيث العصاة الذين لم يطيعوا الله والمشركين المستكبرين الذين استكبروا عن العبادة.

شكل شجرة الزقوم

شجرة الزقوم هي من الغيبيات مثل: الجنة والنار والمسلمون مأمورون أن يؤمنوا بها وبوجودها، وبأنها من عذاب جهنم للعاصين والمشركين والكفرة.

شبه الله عز وجل ثمار هذه الشجرة وطلعها بأنه يشبه رءوس الشياطين وذلك يشير إلى بشاعة منظرها مما يزيد من عذاب وألم أهل النار.

يمكنك التعرف على: اسئلة عامة سهلة بالاجابة مع الخيارات

من يأكل من شجرة الزقوم؟

شجرة الزقوم
شجرة الزقوم

وصف شجرة الزقوم حسب الآيات القرآنية هو أنها شجرة ملعونة يأكل منها أهل النار حتى تمتلئ بطونهم منها.

واسمها الزقوم مشتق من الفعل تزَقّم الطعام أي يبتلعه سريعًا، ويكثر من شربه، فأهل النار يفعلون ذلك بسبب جوعهم الشديد ولشدة مرارة وحرارة طعامهم المُعد لهم.

وهي مجهزة خصيصًا للكفرة الفسقة والمشركين والعصاة الذين يدخلون النار، كما ذُكر في الآية حيث نداء لهم ووصفهم بـالضالون المكذبون.

حديث شجرة الزقوم

وقد حذر الرسول من الأعمال الخبيثة والطالحة التي يكون من جزاءها دخول النار والمكوث بها والأكل من هذه الشجرة الملعونة التي تزيد من عذاب أهل النار ألمًا وبؤسًا أبديًا.

فمن يختار الظلم والقهر والفساد طريقًا والكفر والشرك والعناد مذهبًا يكون مصيره النار.

في حديث النبيّ – صلّى الله عليه وسلّم- حين أخبر عنها قائلاً: «لو أنّ قطرةً مِنَ الزّقّوم قُطِرتْ في دارِ الدنيا، لأفسدتْ على أهل الدنيا معايِشَهم، فكيفَ بمنْ يكونُ طعامُهُ».

شجرة الزقوم وعلاقتها باليهود

ورد أن هناك نوعًا معينًا من الشجر لا يفضح من يختبئ وراءه من اليهود واسم هذا الشجر هو الغرقد.

فقد ورد عن أبو هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون.

حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر و الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود”.

شجر الغرقد من شجر الدنيا المعروف لدى الناس، ويكثر اليهود من زراعته وإنباته، ولكن شجرة الزقوم من شجر الآخرة، وبالتحديد جهنم ولا يعرفها أحد، ولذلك نلاحظ أن الآيات القرآنية ذكرت أوصافها بالتفصيل؛ فهذا لكونها غير معروفة.

يمكنك التعرف على: قصة نبي الله يونس| دعاء سيدنا يونس عليه السلام

شجرة الزقوم بالفرنسية

شجرة الزقوم
شجرة الزقوم

وتُكتب شجرة الزقوم بالفرنسية بهذه الطريقة L’arbre Zaqqum بصيغة التعريف وبصيغة النكرة تكون un arbre du Zaqqum، فتُكتب كلمة زقوم بنفس هجائها في اللغة العربية، ولكن بحروفٍ فرنسية.

وفي الختام، يعتقد البعض أن شجرة الزقوم هي تلك الموجودة في عدد من الصور التي انتشرت على مواقع ومنصات البحث.

وتتضح فيها صور لشجر تحمل ثماره أشكال جماجم ورؤوس بشرية، ولكن تلك الأشجار ليست هي شجرة الزقوم التي وعدها الله للكفار في النار.

ولكن في الحقيقة هي من شجر الزينة الذي يستخدمه البعض لتزيين الحدائق والمنازل ويكون شكله في الأصل جميلًا، ولكن بعد ذلك عندما يجف يتحول لشكله لمنظر الجماجم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق