قصة سيدنا لوط ومن هم قوم لوط

سيدنا لوط عليه السلام هو أحد الرسل الذي أرسلهم الله تعالى للبشر لتبليغ الرسالة ودعوتهم لعبادة الله وحده لا شريك له والتحلي بأخلاق وصفات الإسلام الحميدة وترك الفواحش والمعاصي، وفي هذا المقال سوف نسرد لكم قصة سيدنا لوط وكيف قابله قومه بالكفر والجحود ولم يستجيبوا لدعوته لذلك نقدم لكم من موقع محيط قصة سيدنا لوط عليه السلام .

من هم قوم لوط

هم قوم كانوا يسكنون في منطقة سدوم في إحدي قري الأردن وهي في مكان البحر الميت حالياً، وأرسل الله سبحانه وتعالى النبي لوط عليه السلام لقومه برسالة التوحيد، والنبي لوط هو ابن أخ إبراهيم عليهما السلام.
ودعا لوط عليه السلام قومه إلى الإيمان بالله سبحانه وتعالى وطاعته، ولكن هذا الأمر صعب عليهم حيث أنه اعتادوا على الشرك بالله وامتلأت قلوبهم بالكفر، وكانت من أسوأ صفاتهم أن الرجال منهم يأتون الرجال شهوة دون النساء وهذا على غير ما فطره الله تعالى.
وأمرهم سيدنا لوط بترك هذه الفاحشة والتوبة منها لكنهم لم يستجيبوا له وهددوه بإخراجه من قريتهم إن استمر في دعوته، وجهاد لوط عليه في دعوته واستمر فيها ولكن قومه استمروا أيضاً في كفرهم، فعذبهم الله عذاباً شديداً وأهلكهم هم وزوجته التي استمرت في شركها ولم تتبع أمر الله سبحانه وتعالى فكانت من الهالكين.
قصة سيدنا لوط
ذكر اسم سيدنا لوط عليه السلام في القرآن الكريم أكثر من خمسة وعشرين مرة، وذكرت تفاصيل قصته مع قومه مراراً، وبدأت تفاصيل القصة عندما أرسل الله تعالى سيدنا لوط لقومه ليدعوهم إلى التوحيد بالله تعالى وترك الفاحشة التي كانت منتشرة كثيراً في قومه، ولكن قوم سيدنا لوط لم يستجيبوا لدعوته وهددوه بإخراجه من قريتهم، ثم تحدوا النبي لوط عليه السلام أن يلاقوا العذاب الذي توعدهم به إذا استمروا في كفرهم، وحينئذ دعا النبي لوط الله سبحانه وتعالى أن يظهر الحق وينصره على قومه الكافرين.

استجابة الله سبحانه وتعالى لدعوة سيدنا لوط

استجاب الله سبحانه وتعالى لدعوة سيدنا لوط وأرسل له ثلاثة ملائكة وهم جبريل و ميكائيل و إسرافيل ليهلكوا قومه وينزلوا بهم العذاب، فجاءته الملائكة على هيئة شبان وجوههم حسنة وسمحة، ومر الملائكة في طريقهم على قرية إبراهيم عليه السلام حيث أمره الله أن يخبروه بأنه سيأتيه غلام وهو إسحاق عليه السلام وكذلك أخبره أنهم سوف يذهبوا إلى قوم لوط لأن الله سبحانه وتعالى أمرهم بإهلاك وعذاب هذه القرية.

وعندما علم إبراهيم عليه السلام بذلك خاف على ابن أخيه لوط، ولكن الملائكة طمأنته وأخبره أن الله سبحانه وتعالى سينجيه هو وأهله إلا زوجته فهي لم تستجب لدعوته ولم تؤمن بالله تعالى، وذهب إبراهيم عليه السلام لقوم سيدنا لوط وأخذ يدعوهم لترك الفواحش بنفسه وينصحهم بأن يعبدوا الله سبحانه وتعالى وإلا لاقوا عذاب عظيماً، وعندما علم الملائكة بما فعله إبراهيم قالوا له أن أمر الله قد أحل وأن عذابه لا مفر منه.

واتجه الملائكة إلى سيدنا لوط ودخلوا عليه في صورة شابان جميلان وحسن المظهر ولم يخبره أنهم ملائكة وإنما قالوا له أنهم ضيوف جاءوا لزيارته، فرحب سيدنا لوط بهم وخاف عليهم من قومه ولكن حدث ما كان يخشاه وعلم قومه بأمرهم، وذهبوا إلى بيت سيدنا لوط وأرادوا بضيوفه الفاحشة.

فأخذ سيدنا لوط يتناقش مع قومه وينصحهم بالرجوع عن هذه الفاحشة وأن يتزوجوا من بنات القرية، ولكنهم أخبروه أنهم لا يريدون نساء القرية وصارحوه بغرضهم السيئ من ضيوفه دون خجل أو استحياء، فازداد غضب سيدنا لوط وخوفه على الشبان وأغلق الباب بيته وحينئذ أخبره الملائكة أنهم ليسوا بشر وأنهم لن يستطيعوا إيذائهم، وأن الله سبحانه وتعالى أرسلهم لإهلاك قومه وأن موعد عذابهم قد حل، وأنه عليه أن يغادر القرية مع أهله قبل طلوع الصبح.

عذاب قوم لوط عليه السلام

استأذن الملائكة ربهم سبحانه وتعالى في عقوبتهم فأذن الله لهم وضربت الملائكة بوجوه قومه فطمس أعينهم حتى لا يروا لوط وأهله وهم يخرجون من القرية دون زوجته فسوف يحل بها ما سيحل بقومه، وأنزل الله عليهم صيحة من السماء وأرسل عليهم حجارة من سجيل وهي حجارة صلبة وقوية وقيل أن كل حجر كان مكتوب عليه اسم الشخص التي ستقتله حتى لم يبق أحد منهم، وقيل أيضاً أن جبريل عليه السلام قلب القرية بأكملها بريشة من جناحه حتى أصبح عاليها سافلها، وسمع أهل السماء أصوات نباح كلابهم وصراخهم عند حلول العذاب بهم وتحولت قريتهم إلى خراب ودمار.

موقع قرية سيدنا لوط حالياً

تبين من الدراسات الحديثة أن مكان قرية قوم سيدنا لوط كان يقع في منطقة سدوم، وتشير المعلومات والدراسات الأثرية أنها تقع في مكان البحر الميت الذي يقع على الحدود الأردنية الفلسطينية، وقد تعرضت هذه المنطقة لهزات أرضية عنيفة وذلك لأنها منطقة زلزالية وبها صدوع وفوهات بركانية وطبقات من مادة البازلت الناتجة عن الحمم البركانية، وتعد هذه المنطقة من أخفض مناطق سطح الأرض حيث تنخفض أربعمائة متر تقريباً عن سطح البحر ويصل عمق بحيرة لوط إلى ثمانمائة متر، وكشفت بعض الصور التي التقطت بواسطة الأقمار الصناعية وجود ست نقاط في أعماق البحيرة ويعتقد أنها ترجع إلى قرى قوم لوط عليه السلام، كما توجد آثار أشجار وأغصان حفظتها مياه البحر.

وفي الختام كنا قد ذكرنا لكم قصة سيدنا لوط وما أحل الله بقومه من عذاب شديد، لذلك يجب علينا أن نأخذ الحكمة من هذه القصة ونتعلم منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق