قصة عمر بن الخطاب كاملة

قصة عمر بن الخطاب كاملة عبر موقع محيط بالتفصيل، عمر بن الخطاب من أبرز الشخصيات الإسلامية المعروفة بالحكمة والعدل والقيادية، وقد كان إسلامه بمثابة انتصار كبير في طريق الدعوة الإسلامية، كما أن خلافة عمر بن الخطاب مرحلة ازدهار كبيرة في الفتوحات الإسلامية، حيث اتسعت الدولة الإسلامية ووصلت حدودها إلى العديد من دول إفريقيا وآسيا وأوروبا.

قصة عمر بن الخطاب كاملة

قصة عمر بن الخطاب كاملة
قصة عمر بن الخطاب كاملة

عمر بن الخطاب هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة عام، أو بعد أربعة أعوام من الفجار الأعظم.

وكان بيته قبل دخول الإسلام في أصل “جبل عمر”، والذي كان يطلق عليه جبل العاقر في الجاهلية، نشأ في قبيلة قريش وتعلم القراءة والكتابة، وقد عرف أبيه بالقسوة والغلظة، حيث عمل عمر منذ صغره برعاية الإبل لأبيه وخالاته من بني خزيم.

نشأ عمر بن الخطاب في البيئة العربية الجاهلية واعتنق عبادة الأصنام مثل قومه، وكان من المتعصبين الذين حاربوا الإسلام قبل إسلامه.

كما كان سفيرًا لقبيلة قريش يقضي في المنازعات والحروب مع القبائل العربية الأخرى، كما كان من زعماء القوافل التجارية التي سافرت إلى الشام واليمن التجارية التي سافرت إلى الشام واليمن.

إسلام عمر بن الخطاب

يعتبر إسلام عمر بن الخطاب بمثابة انتصارًا كبيرًا للمسلمين، حيث كان عمر بن الخطاب من المشركين الذين حاربوا الإسلام، وقد كان إسلام عمر استجابة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حيث قال: “اللهم أعز الإسلام بأحب العمرين إليك”، وقد دخل عمر الإسلام وهو في عمر السادسة والعشرين، وقد كان الرجل الأربعين في ترتيب من دخلوا في الإسلام، وكان ذلك بعد الهجرة الأولى إلى الحبشة.

كانت قريش قد اتفقت على قتل النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وتم انتداب عمر ليقوم بهذه المهمة، وبينما هو في طريقه إلى دار الأرقم.

حيث كان النبي يجتمع بأبي بكر وحمزة وبعض أصحابه، اعترضه نعيم بن عبد الله النحام، وعندما سأله عن وجهته أجابه عمر أنه يريد أن يقتل رسول الله “فقد سب آلهتهم وسفه دينهم”.

فحاول نعيم عدة محاولات لصرف عمر عن قتل النبي، حتى قال له أن أخته وزوجها وابن عمه قد دخلوا في الإسلام.

توجه عمر بن الخطاب غاضبًا إلى بيت أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد، وكان خباب بن الأرت يقرأ عليهما آيات القرآن الكريم من سورة طه.

فدخل عمر مسرعًا وسألهم عن هذا الصوت الذي سمعه، فقال له سعيد: “أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك”، فضربه عمر.

وعندما دافعت فاطمة بنت الخطاب عن زوجها ضربها عمر أيضًا، وعندما يئس منهما طلب أن يقرأ الكتاب، فلم توافق فاطمة حتى يقوم عمر ويتطهر.

استجاب عمر مع إصرار أخته وتطهر ثم بدأ بقراءة الآيات: “طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى الرحمن على العرش استوى”.

ارتجف قلب عمر وشعر أنه ليس بكلام البشر، ثم قام عمر فتوجه إلى مكان رسول الله، فظن أصحاب الرسول الكريم أنه ينوي قتل النبي.

إلا أن النبي أمرهم أن يتركوه، وعندما سأل عمر عن سبب مجيئه، قال عمر أنه يريد الدخول في الإسلام، فكبر النبي صلّى اللَّه عليه وسلم.

بعد أن أسلم عمر بن الخطاب أصبح المسلمون يصلون علانية ويطوفون بالكعبة، حيث اشتهر عمر بالقوة الجسمانية والعدل والحكمة ورجاحة الرأي، ولذلك فقد كان إسلامه بمثابة صدمة كبيرة أصابت قريش بالهزيمة والكآبة.

خلافة عمر بن الخطاب

كان عمر بن الخطاب هي الذراع الأيمن لأبي بكر الصديق، كما كان هو أول من بايعه على خلافة المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كما كان عمر بن الخطاب هو خير معين لأبي بكر في حروب الردة وفتح الشام، وعندما اشتد المرض بأبي بكر الصديق وشعر باقتراب أجله، فخاف أن تحدث الفتنة من جديد بين صفوف المسلمين، ولذلك فقد قرر أن يستشير المسلمين في أمر الخلافة.

استقر أبو بكر الصديق على رجلين وجد أنهما أنسب من يخلفه في قيادة المسلمين واستكمال الفتوحات، وهما عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب.

إلا أنه وجد أن عمر هو الأنسب حيث كان يؤثر المصلحة العامة على نفسه وأهله، كما أن خبرته السياسية وتحمله المسؤوليات كان أكبر.

إلى جانب أن علي كان يميل إلى الشدة، ثم استدعى أبو بكر عمر وأوصاه بتحري الحق واستكمال الفتوحات الإسلامية، كما أنه أول من بدأ العمل بالتقويم الهجري وتقسيم الدولة إلى دواوين.

كانت خلافة عمر بن الخطاب نقطة انطلاق كبيرة في الفتوحات الإسلامية، حيث تميز بالحنكة والدهاء في مواجهة الأعداء، فاستطاع إخضاع العديد من الممالك تحت لواء الإسلام مثل العراق وفارس والشام ومصر والقدس وليبيا.

والأناضول وجنوب أرمينية، كما اتسعت الدولة الإسلامية في عهد خلافة عمر لتصل إلى ثلثي مساحة الإمبراطورية البيزنطية في قارة أوروبا، وكامل الأراضي الفارسية داخل قارة آسيا.

قد يهمك أيضًا: اسماء الصحابة ونبذة عن العشرة المبشرين بالجنة

شجرة نسب عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان العدوي القرشي.

أخوه هو زيد بن الخطاب، والذي سبقه إلى الإسلام، وابن عمه هو زيد بن عمرو بن نفيل وهو من المؤمنين الموحدين على دين إبراهيم عليه السلام، ويجتمع عمر بن الخطاب في النسب مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الجد كعب بن لؤي بن غالب.

أم عمر بن الخطاب هي حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن نزار بن معد بن عدنان،

كما أن أمه هي ابنة عم أم المؤمنين السيدة أم سلمة، وابنة عم الصحابي خالد بن الوليد، كما أن ابن عمها عمرو بن هشام المعروف باسم أبي جهل، كما يجتمع نسب أم عمر بن الخطاب مع النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم في الجد كلاب بن مرة.

له تسعة من الأبناء وأربعة من البنات، ومن بين أبناءه: عبد الله وعاصم وعبيد الله وعبد الرحمن وزيد والسيدة حفصة أم المؤمنين.

عمر بن الخطاب عند الشيعة

انقسمت وجهات النظر الشيعية حول الصحابي عمر بن الخطاب إلى قسمين:

الشيعة الاثنى عشرية

ينظرون إلى عمر ابن الخطاب نظرة سلبية، ويرون أنه خائن ومتقلب، كما يرون أنه مغتصب لحق علي بن أبي طالب في الخلافة.

كما يرى بعضهم أنه هو قاتل السيدة فاطمة زوجة الإمام علي وابنة النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، حيث تقول إحدى الروايات أنه تهجم على بيت الإمام علي وجاء بقبس من نار وهم أن يضرم النار في دارهم، وذلك ليأتي بعلي بن أبي طالب والزبير بن العوام من أجل مبايعة أبي بكر الصديق على الخلافة.

يزعم الشيعة الاثنى عشرية أن السيدة فاطمة قاومته فتعرض لها بالضرب، مما تسبب في إجهاض حملها ومفارقتها الحياة، ولم يزعم الشيعة ذلك فقط، بل إنهم طعنوا في نسب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كما أنهم أطلقوا لقب الفاروق على علي بن أبي طالب.

الشيعة الزيدية

اختلفت نظرة الشيعة الزيدية إلى عمر بن الخطاب وتميزت بالحيادية، حيث أقروا بصحة خلافة عمر بن الخطاب، كما لم يجرؤوا على سب عمر بن الخطاب أو الطعن في شخصه.

إلا أنهم على الرغم من ذلك رأوا أن علي بن أبي طالب كان أولى بالخلافة من عمر بن الخطاب، وذلك من خلال مبدأ الأفضلية، حيث اعتقدوا أنه لا يمكن أن يتم تولية عمر بن الخطاب، طالما وجد من هو أفضل منه، وهو علي بن أبي طالب.

لا يفوتك معرفة: أبناء عثمان بن عفان هل ستصدق عددهم وما قاموا به في حياتهم؟!

ماذا كان عمر بن الخطاب يعمل؟

نشأ عمر بن الخطاب نشأة قاسية بحسب الطبيعة الصحراوية القاسية، وتعلم القراءة والكتابة والعديد من المهارات الرياضية القاسية مثل المصارعة والفروسية، وعمل منذ صغره برعي الإبل، حيث كان يرعى الإبل لأبيه وخالاته من قبيلة بني خزام.

كما سافر في القوافل التجارية إلى الشام واليمن، وكان يحضر العديد من الأسواق مثل سوق عكاظ وسوق ذي المجاز وسوق المجنة.

كما كان عمر بن الخطاب هو سفير قبيلة قريش في الخلافات والتجارة مع القبائل الأخرى، كما اشتهر بحكمته وعدالته في القضاء والحكم بين الناس، ولذلك فقد لقب بالفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل.

تولى خلافة المسلمين بعد وفاة أبي بكر الصديق في 23 أغسطس عام 634 ميلادية، واستمرت خلافته حوالي عشرة أعوام وستة أشهر، وقام فيها بالعديد من الإنجازات والفتوحات التي زادت من خلالها الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها.

مواقف عمر بن الخطاب

تجلت شخصية عمر بن الخطاب المتواضعة في العديد من المواقف الإنسانية أمام رعيته من المسلمين حين تولى الخلافة:

عام الرمادة

كان في عام الرمادة حين أصيب المسلمون بالقحط والجوع، فلم يأكل عمر وقتها سوى الخبز والزيت حتى اسود جلده.

وكان يقول دائمًا: “بئس الوالي أنا إن شبعت والناس جياع”، كما كان يقول لبطنه: “قرقري أو لا تقرقري، لن تذوقي اللحم حتى يشبع أطفال المسلمين”.

كان يحمل الطعام والماء على ظهره من أجل إطعام فقراء المسلمين.

يحمل الطعام للمرأة وأطفالها

يروي أسلم مولى أنه ذهب مع عمر بن الخطاب إلى مكان كانت تقيم فيه امرأة مع أطفالها، فرأى المرأة تشعل النار على الماء والأطفال يبكون من الجوع.

وعندما سألها عما تفعل في الإناء فقد قالت: “ماء أعللهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر”، فأسرع عمر إلى بيت المال وهو يبكي وحمل على ظهره الدقيق والشحم، وانطلق إلى المرأة وأخذ يصنع الطعام من الدقيق والشحن بنفسه حتى أطعم الصغار وأوصى لهم بنفقة.

مرض عمر

مرض عمر مرضًا شديدًا وقد أوصى له الطبيب بالعسل، فلم يرغب عمر أن يتداوى بعسل من بيت المال إلا بعد أن استأذن المسلمين: “لن أستخدمه إلا إذا أذنتم لي، وإلا فهو على حرام”، فبكى الحاضرون إشفاقًا على حال أمير المؤمنين.

الخوف على البعير

رأى علي بن أبي طالب عمر رضي الله عنه وهو يعدو إلى خارج المدينة، وعندما سأله إلى أين يذهب، فقال إنه ذاهب خلف بعير من إبل الصدقة قد هرب.

فقال علي: “قد أتعبت الخلفاء من بعدك يا عمر”، فأجاب عمر بقوله الشهير: “لو أن بغلة تعثرت في العراق لسئل عنها عمر، لما لم تمهد لها الطريق”.

كم عاش عمر بن الخطاب؟

عاش عمر بن الخطاب ثلاث وستين عامًا، حيث ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، أي بعد ميلاد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بثلاث عشرة أعوام.

كما توفي بعد النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم بثلاث عشرة سنوات، حيث استشهد بعد أن قام أبو لؤلؤة المجوسي باغتياله، بعد أن تسلل بين صفوف المصلين وطعن عمر أثناء الصلاة ثلاث طعنات حتى أغشي عليه، وذلك يوم 26 من ذي الحجة عام 23 هجرية.

ننصحك بقراءة: ابن عمر من هو لن تصدق إذا عرفت!

إلى هنا نصل لختام هذا المقال، بعد أن قدمنا لكم من خلاله قصة عمر بن الخطاب كاملة، وهو من أبرز الشخصيات الإسلامية التي تميزت بالحكمة والعدل.

والسعي من أجل نصرة المظلوم ورفع لواء الإسلام، كما أنه من أبرز الشخصيات العسكرية التي عُرفت بالحنكة والدهاء في قيادة جيوش المسلمين نحو الفتوحات وتوسيع الدولة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق