قصة قابيل وهابيل كاملة بالتفصيل

بدأ تعمير الأرض مع نزول سيدنا آدم هو وزوجه من جنات الخلد في السماوات إثر الخطيئة التي اقترفاها بأكل الفاكهة التي حرمها الله عليهما وذلك بعد أن أغراهما الشيطان بأكلها. ومع نزول أول أنبياء الله على الأرض الفانية كانت حواء وهي زوجته تلد في كل مرة توأمين من ذكر وأنثى. وبذلك بدأ تعمير الأرض ببشر أو أبناء آدم نسبة لكون جميع البشر ينحدرون من نسل حواء وآدم. وقابيل وهابيل هما من أول أبناء سيدنا آدم وارتبط اسميهما بقصة ذكر تفاصيلها في القرآن.

فما هي تفاصيل أحداث قصة قابيل وهابيل؟ وهذا ما سوف يعرضه محيط وتفاصيل عن قصة قابيل وهابيل كاملة.

 

تحديد شخصيات وإطار قصة قابيل وهابيل

لقد ذكرت قصة قابيل وأخيه هابيل في القرآن الكريم وتحديدا في سورة المائدة. ووقعت أحداثها في عهد سيدنا آدم عليه السلام بعد أن عاقبه الله على ذنبه فأنزل إلى الأرض التي توصف بالزوال والشقاء غير صفات الجنة التي كان يسكنها هو وزوجته حواء. على الأرض رزقت أمنا حواء باثنين من التوائم أحدهما قابيل وأخته، والآخر هابيل وأخته في سنة لله تعالى لتواصل نسل آدم فيتسنى لقبيل الزواج بأخته توأم هابيل والعكس صحيح. في هذه القصة حصلت أولى الجرائم على الأرض حيث قتل قابيل أخوه هابيل بسبب الغيرة والحسد.

وتوصف هذه الجريمة بقتل ربع سكان الأرض حينها لوقوعها مع بدأ الوجود الآدمي في

العالم.

قصة سيدنا عمر بن الخطاب كاملة

أحداث قصة قابيل وهابيل

بدأت أحداث القصة حين ارتأى سيدنا آدم تزويج كل من التوأمين أخت الثاني حفاظا على تواصل نسله. وقد كانت أخت قابيل التي ولدت معه من نفس البطن أكثر جمالا من أخت هابيل التوأم. شعر قابيل بالغيرة الشديدة واستكثر على هابيل زواجه بأخته الأكثر جمالا وأراد الزواج بها.  لفض النزاع اهتدى آدم عليه السلام من الله تعالى إلى طريقة لحله، فاقترح على الأخوين تقديم قربان لله تعالى فمن تقبل منه صدقته فهو على حق أما من لم يتقبل منه فقراره باطل.

توجه كل من قابيل وأخيه هابيل إلى تحضير قربان لله تعالى، فقدم قابيل شيئا من زراعته حيث أنه كان مسؤولا عن حرث الأرض وزرعها أما هابيل الذي كانت مهمته المرعى قد قدم بهيمة سمينة من الحيوانات التي يرعاها.

وضع الأخوين القرابين منتظرين من الذي سيقبل قربانه من الله، فنزلت نار من السماء ذات نور وهاج والتهمت قربان هابيل تاركة صدقة قابيل دون مساس بها. وقد ذكر القرآن أنه حين لم يتقبل من قابيل صدقته توعد أخيه بالقتل وقلبه ملآن بالغل حتى لا يتسنى لهبيل الزواج أخته.

لكن هابيل لم يرد التهديد بالتهديد وهدأ من روع أخيه وذكره أن الله لا يتقبل الصدقة الا من عباده المتقين. وقال له ما معناه أنه حتى لو بادر إلى قتله فإنه لن يقابله بالمثل ولن يضره أبدا.

وكان هابيل يمتاز عن أخيه بالحكمة ورجاحة العقل. وكان دائم البحث عن رضا الله تعالى عنه. وكان ولدا بار بوالديه ومطيع لأوامرهما. راضيا بقضاء الله وقدره.

لم يسكن لقبيل ساكنا بل كان قلبه قد اسود من الحسد والغيرة. فما كان له إلا أن يقدم على قتل هابيل يوم وجده نائما بجانب مرعاه حين بعث آدم قابيل ليرى سبب ابطاء هابيل في مرعاه.

ويذكر أن جريمة القتل حدثت في جبل قسيون بمنطقة دمشق داخل مغارة تعرف بمغارة الدم. وبذلك ارتكبت أول جريمة قتل على الأرض حيث قتل قابيل أخوه هابيل اثما وعدوان وبذلك اعتبر أنه قتل ربع سكان العام حينها. وعند تحريم الله بعدها للقتل العمد ذكر أن قتل نفس واحدة تعادل قتل الناس جميعا.

ارتبك قبيل بعد موت أخيه فحمله على ظهره داخل جراب وتقول بعض الروايات أنه حمله سنة وأخرى تقول إنه حمله أكثر من مائة سنة والله أعلم.

وفي يوم ما بعث الله لقبيل غرابين يقتتلان أمامه، فلما قام أحد الغرابين بقتل الآخر أخذ بالحفر بمنقاره في الأرض حتى تكونت حفرة وضع فيها الغراب نظيره المقتول وأرجع عليه التراب حتى أخفى جثته تماما.

قام قابيل متأثرا بما شاهده من الغراب في عملية دفن صاحبه وشعر بالندم والحسرة لعدم معرفته بما يفعله بجثة أخيه وعدم دفنه في الثرى كما فعل الغراب بأمر ربه.

وبذلك دفن قابيل أخاه بعد أن حفر له حفرة واخفى فيها جثته.

ويحكى أن سيدنا آدم قد حزن حزنا شديدا على وفاة هابيل والاثم الذي ارتكبه قابيل في حقه ويقال أيضا أن قابيل قد نال عقابه في الدنيا فور قتله لأخيه هبيل.

موضع ذكر قصة قابيل وهابيل في القرآن الكريم

ذكرت قصة قابيل وهابيل في سورة المائدة وتحديدا من الآية 27 إلى الآية 31، وقد ذكرت القصة في موضع واحد في القرآن إثر حديث الله عن قوم موسى عليه السلام ورذائلهم وما فعلوه في حق نبيهم بعد أن أراهم معجزات الله ولم يصدقوه بل تمادوا وطلبوا منه الذهاب والقتال مع ربه بينما هم ينتظرون مكانهم.

فذكر الله تعالى قصة قابيل وهابيل كمثال للتخفيف عن الرسول محمد أهوال ما رآه من قومه وأنه من سلك طريق تكذيب الأنبياء قد سلك طريق قابيل حين قتل أخاه هابيل حين رفض الانصياع لأوامر النبي آدم ثم أمر الله حين لم يتقبل صدقته.

العبر المستفادة من قصة قبيل وهبيل

كل قصص المذكورة في القرآن نستخلص منها العبر والهدف من روايتها وتحمل قصة قابيل وهبيل عدة فوائد نذكر منها:

1-   صدق القرآن وصدق رسول الله محمد حيث أن هذه القصة تدور أحداثها مع بداية البشرية وما كان لأحد ليعلمها لولا أن الله أوحى بها لنبيه ويذكرها في كتابه المجيد حتى ينتفع بها وأخذ العبرة منها.

2-   ليتقبل الله الصدقات والأعمال يجب إخلاص النية لله والتحلي بتقوى القلب قبل كل شيء.

3-   وجود الخير والشر منذ نزول آدم إلى الأرض وفي هذه القصة يمثل قابيل قسم الأشرار ويمثل هابيل قسم الأخيار.

4-   الحسد والغيرة من أشد الصفات الرذيلة فهي تعمى القلوب والبصيرة حيث من الممكن للأخ أن يقتل أخاه مثلما فعل قابيل بأخيه هابيل فقد قتله اثما وعدونا. وهو أول من سن القتل على الأرض.

5-   الندم بعد الإقدام على الإثم لا يلغي عقوبة الله بل الذي يكفر من هذا الذنب هو التوبة لله تعالى من الذنب وعدم تكرار الذنب ثانية كذلك رد الحقوق إلى أصحابها.

6-   تعلم طريقة الدفن ومواراة الجثة الصحيحة من مخلوقات الله الضعيفة وهي الغراب حيث لم يكم قابيل يدري ما الذي يفعله بجثة أخيه.

إن قصة قابيل وهابيل هي قصة من بين الكثيرات غيرها التي أوحى بها الله تعالى إلى رسوله الكريم في كتابه، ويذكر الله وقائع القصص لأخذ العبرة منها ولا يتطرق إلى تفاصيل لا يمكن أن تفيد القارئ في شيء كذكر أداة القتل في هذه القصة حيث يذهب بعض المؤولين إلى قول أن قبيل قتل أخاه بحجارة وآخرون يقولون بل بحديدة فما يهمنا هنا هو أخذ العبر والاستفادة وليس البحث عن بعض التأويلات التي لا معنى لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق