لماذا سميت صنعاء بهذا الاسم

صنعاء تلك البقعة اليمنية العريقة والتي يرجع تاريخها إلى ما قبل القرن الخامس قبل الميلاد، ولكن لماذا سميت صنعاء بهذا الاسم؟ وأين تلك العاصمة الجميلة بالتحديد؟ وما هي أبرز المناطق والأحياء بها؟ كلها اسئلة سنتعرف على إجاباتها بشيءٍ من التفصيل في السطور التالية لنقف على عظمة تلك المنطقة وأصالة تاريخها كواحدة من أكبر عواصم عالمنا العربي العريق.

لماذا سميت صنعاء بهذا الاسم
لماذا سميت صنعاء بهذا الاسم

لماذا سميت صنعاء بهذا الاسم

صُنفت صنعاء كواحدة من أقدم الدول المأهولة بالسكان على مستوى العالم والتي سكنها الإنسان وعَمرها منذ عصور تاريخية طويلة، وهي عاصمة اليمن السياسية وأكبر مدنها، ويطلق عليها رسميًا أمانة العاصمة.

وقد سُميت صنعاء قديمًا “صنعو” وفق اللغة السبئية والتي اشتقت من “مصنعة” أو الحصن، لتصبح بعدها صنعاء؛ وطبقًا لما ذكره بعض المؤرخين فقد سُميت قديمًا “بمدينة سام” نسبةً إلى سام بن نوح؛ أو “أزال” نسبةً إلى أزال بن يقطين حفيد سام بن نوح.

كما أطلق عليها “أرض همدان” في النصوص السبئية التاريخية وتُعني أرض الهمد أو الجفاف.

موقع مدينة صنعاء الجغرافي

تقع صنعاء الجميلة على مجموعة جبال السروات بوسط اليمن، على ارتفاع   2,150متر من مستوى سطح البحر، وتبلغ مساحة تلك المدينة الجميلة 5,552 كم².

كما يبلغ عدد سكانها ما يقارب 2,957,000   مليون نسمة لذا فهي المحافظة الأكبر من حيث عدد السكان في اليمن السعيد،

يحد صنعاء من الشمال محافظة الجوف وعمران، ومن الجنوب محافظة ذمار، ومن الغرب محافظة الحديدة والمحويت، ومحافظة مأرب من جهة الشرق.

شاهد ايضًا: لماذا سميت اليمن بهذا الاسم واهم المعلومات عنها

أهم المعالم السياحية في صنعاء

بجانب المناخ المعتدل على مدار العام الذي تتميز به صنعاء، فهي تمتلك العديد من مقومات السياحة التي ميزتها وجعلت منها واحدة من اجمل مدن العالم حتى أدرجت صنعاء القديمة ضمن مواقع التراث العالمي بمنظمة اليونيسكو.

حيث تتميز بأسلوب عمارتها الفريد والمميز الذي جعل من مبانيها تحفة فنية تخطف الأنظار تجمع بين الأصالة والعصرية، ومن أهم المعالم التاريخية بصنعاء:

المتحف الحربي

والذي يضم الكثير من القطع التاريخية من الأسلحة والمعدات الحربية والعسكرية، بالإضافة إلى العديد من المخطوطات والوثائق التي تعد كمصدر للتعرف على التاريخ اليمني العسكري على مر العصور.

وقد تأسس ذلك المتحف في ثمانينات القرن العشرين، ويقع ذلك المعلم البارز في الجزء الجنوبي الغربي بميدان التحرير بالقرب من مبنى أمانة العاصمة.

أبواب صنعاء

قد أطلق على صنعاء مدينة الأبواب السبعة وأهمها باب خزيمة وباب الروم وباب القاع وباب الشقاديف وباب البلقة، ولكن لم يبق من تلك الأبواب إلا باب اليمن، حيث تعرضت أسوار المدينة وأبوابها التاريخية للعديد من حوادث التدمير والتخريب.

المتحف الوطني

أو دار الشكر، والذي تم تأسيسه منذ عام1971   والواقع بقلب المدينة، ويضم قسمًا للآثار اليمنية التاريخية وقسمًا للتراث الإسلامي.

بالإضافة إلى قسمًا للتراث الشعبي، ويقع المتحف بالقرب من جامع قبة المتوكل في ميدان التحرير بصنعاء اليمنية، ويعرض بالمتحف الكثير من القطع الأثرية النادرة التي جمعت من العديد من المواقع التاريخية.

وقد بلغ عدد الزوار المتوافدين على المتحف خلال عام 2009 ما يزيد عن 38 ألف زائر بينهم عدد من الشخصيات الشهيرة عالميًا.

الجامع الكبير

واحد من أقدم مساجد العالم الإسلامي وأول المساجد المشيدة في اليمن، حيث يرجع تاريخ إنشائه إلى السنة السادسة للهجرة، فقد أقيم منذ عهد النبوة الكريم، ليظل شاهدًا على عراقة التاريخ اليمني في صنعاء.

وخاصةً بعد التوسعات والتجديدات التي قام بها الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي، ويحرص زوار صنعاء على زيارة ذلك المعلم العظيم بشكل كبير.

دار الحجر

واحد من أقدم المباني العريقة في صنعاء والموجود تحديدًا في وادي ظهر، ويرجع تاريخ ذلك القصر العريق والمميز إلى القرن 18 الميلادي، حيث أسسه على بن صالح العماري أعلى قمة صخرة غرانتيتية مرتفعة ليستخدمه كمقر إقامة صيفية له.

ثم توارثه العديد من ملوك اليمن المتعاقبين على مدار عصور طويلة، ليصبح أحد أهم مراكز الجذب السياحي بصنعاء.

قبة البكيرية

أو مسجد قبة البكيرية والذي بني منذ عهد الخلافة العثمانية والقائم بصنعاء القديمة منذ عام 1597، ويتميز المسجد بتصميمه الفريد المكون من بيت الصلاة المغطى بجانب صحن أو حرم المسجد.

بالإضافة إلى المنبر الموجود في الجهة الشرقية من المحراب والذي تم إدخاله كواحد من أهم التجديدات التي أدخلها السلطان عبد الحميد حيث يزين المسجد بما يحمله من زخارف ورسوم هندسية رائعة الجمال، مما جعل منه اجمل وأعرق المساجد اليمنية.

لماذا سميت صنعاء بهذا الاسم
لماذا سميت صنعاء بهذا الاسم

النشاط الاقتصادي في صنعاء

تضم صنعاء العديد من أوجه النشاط الاقتصادي وعلى رأسه التجارة، والصناعة خاصةً الصناعات اليدوية والحرفية، بجانب النشاط الزراعي وهي المصدر الرئيسي للدخل بالمحافظة، حيث تمتلك كافة مقومات الطبيعية والبشرية لقيام الزراعة بها.

ومن أهم المحاصيل التي تنتجها صنعاء المحاصيل النقدية والبقوليات والخضراوات؛ كما يعمل أهل صنعاء بالإنتاج الحيواني،

حيث تحتل صنعاء الترتيب العاشر بين المحافظات اليمنية من حيث الإنتاج الحيواني؛ بالإضافة إلى تربية النحل حيث تحتل المحافظة الترتيب ال14 بين المحافظات اليمنية من حيث إنتاج العسل.

اسماء أحياء صنعاء البارزة

تتنوع مظاهر السطح بها بين الأودية الخصبة والسهول والسلاسل الجبلية الضخمة، وأبرز جبال صنعاء هو جبل النبي شعيب والذي يعد أعلى قمة جبلية بشبه الجزيرة العربية والأراضي اليمنية.

وتنقسم العاصمة صنعاء إداريًا إلى 9 من أبرز مديريات اليمن وهي صنعاء القديمة وشعوب وأزال، بالإضافة إلى الصافية والسبعين والوحدة، وكذلك التحرير ومعين والثورة وبني حارث.

لا تفوت الاطلاع على: في أي دولة تقع مدينة صنعاء

أجمل ما قيل عن صنعاء القديمة

أبو محمد الهمداني:

«وهي أم اليمن وقطبها لأنها في الوسط منها ما بينها وبين عدن كما بينها وبين حد اليمن من أرض نجد والحجاز، وكان اسمها في الجاهلية أزال ويسميها أهل الشام القصبة، وتقول العرب: لابد من صنعاء، ولو طال السفر.»

قال أبو العباس القلقشندي:

«مدينة عظيمة تشبه مدينة دمشق في كثرة مياهها وأشجارها، وهواؤها معتدل وكانت في الزمن المتقدم تسمى أزال وهي بيد إمام الزيدية داخلة تحت طاعته هي وما حولها. وقد استحدث عليها حصن تعز فصار منزل لبني رسول ملوك اليمن الآن.».

قال ابن رستة:

«هي مدينة اليمن وليس باليمن لا تهامة ولا بالحجاز مدينة أعظم منها ولا أكثر عملا وخيرا وأشرف أصلا ولا أطيب طعاما منها.»

قال عمارة بن أبي الحسن الحكمي:

«ليس بجميع اليمن أكبر ولا أكثر مرافق وأهلاً من صنعاء، وهو بلد في خط الاستواء، وهي من الاعتدال من الهواء، بحيث لا يتحول الإنسان من مكان طول عمره صيفاً ولا شتاءً، وتتقارب بها ساعات الشتاء والصيف، وبها بناء عظيم قد خرب، وهو تل عظيم عال وقد عرف بغمدان.»

في ختام محاولتنا للإجابة عن سؤال هام هو لماذا سميت صنعاء بهذا الاسم فقد حازت صنعاء على مكانة كبيرة بين المدن العربية واليمنية،

والتي اعتنقت الإسلام على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه منذ القرن السابع الميلادي، لتتعاقب عليها العصور والحضارات الإسلامية العظيمة والتي تمتد آثارها ومعالمها إلى وقتنا الحالي حتى اختيرت عاصمة للثقافة العربية عام 2004.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق