غسل الجنابة | ما هي الجنابة وما كيفية الإغتسال منها بالتفصيل

تعرف على غسل الجنابة وعلى ما هي الجنابة وما كيفية الإغتسال منها وما هي فوائد الإغتسال من الجنابة بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث حثنا الله سبحانه وتعالى ورسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم) على التطهر من الجنابة عن طريق الإغتسال منها، وتتواجد كيفية معينة للإغتسال من الجنابة، حيث يجب الإلتزام بتلك الكيفية وإتباع خطواتها لضمان التطهر من الجنابة بشكل سليم، كما تتواجد بعض المُوجبات التي تستدعي وتستوجب الغسل، وفيما يلي سنتعرف على ما هي الجنابة وعلى كيفية الإغتسال منها وعلى الفوائد العظيمة للإغتسال من الجنابة بالتفصيل.

ما هي الطهارة

تعرف الطهارة بأنها النظافة والنزاهة عن كل شيء غير نظيف، وعكس الطهارة النجاسة، والشيء الطَّهور هو الطاهر المُطهِر، أي الذي يُتطهّر به ويستخدم للتطهير، والماء الطهور هو الماء الذي يستخدم للتطهر ويُتطهر به.

فعلى سبيل المثال، الماء النازل من السماء هو ماء طهور، وهو ما جاء في قول الله سبحانه وتعالى في سورة الفرقان، حيث قال عز وجل:

(وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا)

ويعرف ماء البحر بأنه ماء طهور أيضا، حيث قال رسول الله (صل الله عليه وسلم):

(هو الطَّهورُ ماؤُهُ، الحِلُّ ميتتُهُ)

هذا وقد قال سيبويه عن الماء الطهور ما يلي:

(الماء الطهور هو الماء الذي يرفع الحدث، ويُزيل النجس)

وقد قام الكثير من العلماء بتعريف الطهارة إصطلاحاً بتعريفات عديدة، وبالإستناد إلى ذلك يمكننا القول إن الطهارة هي عبارة عن إزالة النجاسة ورفع الحدث.

ويتم القيام برفع الحدث الأكبر بالغُسل والحدث الأصغر بالوضوء، أو القيام بإيصال مطهر إلى أحد الأماكن التي يجب تطهيرها، ويكون المطهر هو الماء، وذلك عند وجوده أو الصعيد عند عدمه.

وهو ما جاء في سورة المائدة في قول الله سبحانه وتعالى بعد ذكر الطهور من الحدثين الأكبر والأصغر، حيث قال عز وجل:

(مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

ويتصف الشخص الذي لم يتطهر بالمُحدث، وقد قال فيه رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) الحديث الشريف الذي يحثنا فيه على التطهر، حيث قال:

(لا يقبلُ اللهُ صلاةَ أحدِكم إذا أحدثَ حتَّى يتوضَّأَ)

هذا ويتم القيام بإزالة النجاسة عن طريق رفعها عن المحل، فعلى سبيل المثال يتم تطهير الإناء من النجاسة، حيث قال رسول الله (صل الله عليه وسلم):

(طَهورُ إناءِ أحدِكم إذا ولَغ فيه الكلبُ، أن يغسِلَه سبعَ مرَّاتٍ، أُولاهنَّ بالتُّرابِ)

غسل الجنابة
غسل الجنابة

لا تفوت فرصة التعرف على: كيفية الغسل من الجنابة

تعريف غسل الجنابة

يمكن تعريف الجنابة لغة بأنها البعد وكل ما هو ضد القرابة، وقد سمي الشخص الجُنُب بهذا الإسم لمجانبته الناس وبعده عنهم ما لم يغتسل، أو لبعده عن أداء فريضة الصلاة حتى يتطهر.

ويصح إستخدام لفظ جُنُب لكل من الذكر والأنثى والمفرد والجمع، وتعرف الجنابة إصطلاحاً بأنها هي كل أمر معنوي يحدث في البدن ويمنع صحة الصلاة، وتقع الجنابة أيضا على من جامع أو أنزل المني.

هذا وقد أجمع جمهور الفقهاء على وجوب الغُسل للجنابة لكلا من الرجل والمرأة، وذلك في حالتين:

أولاهما الجماع، وذلك حتى ولو لم يحصل إنزال أثناء عملية الجماع، فقد قال رسول الله (صل الله عليه وسلم):

(إذا جَلسَ بينَ شُعَبِها الأربعِ ثم جهَدَها فقَد وجبَ الغسلُ أنزلَ أو لم يُنزِلْ)

والحالة الثانية هي إنزال المني، وهو عبارة عن ماء أبيض غليظ، يتم خروجه بدفق عند الرجل، وهو أصفر دقيق يخرج من غير دفق عند المرأة، ويُصاحب خروج المني لذة عند كلا من الرجل والمرأة، وبعد خروجه يشعر الإنسان بالراحة والفتور.

حكم الإغتسال من الجنابة

يعرف غسل الجنابة بأنه فرض عين على كل مسلم وذلك بإجماع المسلمين، وبدليل قول الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة، حيث قال عز وجل:

(وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ)

لذلك لا يحل لأي مسلم أن يترك غسل الجنابة بأي حال من الأحوال، ولا يجب التفريق بين التطهر والإغتسال في غسل الجنابة، فكيفما إغتسل المرء فقد حصل التطهير، ولا نعلم في هذا الأمر خلافاً ولا تجب فيه موالاة.

مُوجبات الإغتسال من الجنابة

لقد ذكر جمهور الفقهاء ست مُوجبات للإغتسال، ألا وهي:

  • خروج المنيّ بشهوة: فإن خرج المني من شخص نائم، فلا يُشترط في تلك الحالة وجود الشّهوة، وهو ما يطلق عليه إسم الإحتلام.
  • إنقطاع الحيض ودم النفاس: ولا يوجد خلاف في ذلك الأمر.
  • إسلام الكافر: فقد أمر رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) كلا من قتادة الرهاوي وواثلة بن الأسقع، بالإغتسال عندما دخلوا في الإسلام.
  • إلتقاء الختانين: أي بمُجرد الجماع، سواء أأنزَل أم لم يُنزِل.
  • الموت: وقد تم الإجماع على وجوب غسل الميت.
كيفية الإغتسال من الجنابة
كيفية الإغتسال من الجنابة

لا تفوت فرصة التعرف على: عبارات عن النظافة الشخصية وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع

كيفية الإغتسال من الجنابة

لقد ورد عن السيدة عائشة (رضي الله عنها) في ذكر غُسل رسول الله (عليه أفضل الصلاة وأتم السلام) من الجنابة قولها المفصل، حيث قالت:

(كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّ اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا إغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ، ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ إسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ، ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ، وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّ اللَّهُ عليه وسلَّمَ إغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ)

ويمكن القيام بتفصيل كيفية الغُسُل من الجنابة كما قام بذكرها إبن قدامة المقدسي في كتابه المُغْنيّ، حيث قال، الكامل يأتي فيه بعشرة أشياء، ألا وهي:

  • النّية: حيث لا يتم قبول أي عبادة ولا عمل ولا طاعة بلا وجود نية، إذ تعرف النية بأنها العزم على فعل الشّيء، وقصد فعله إبتداءً، حيث ورد عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، أنّ رسول الله (صل الله عليه وسلم) قال:

(إنّما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى)

  • التسمية: وهي ما يطلق عليها إسم البسملة، أي قول الشخص: (بسم الله الرحمن الرّحيم).
  • غسل اليدين: ويتم غسلهما ثلاث مرات.
  • غسل ما به من أذى: ويقصد بهذا الفرج تحديداً، كما يسن لمن أراد الإغتسال من الجنابة القيام بغسل موضع الجنابة وهو الفرج، وهو ما جاء في حديث السيدة عائشة (رضي الله عنها) الذي ذكرناه سابقا.
  • الوضوء: والمقصود به هنا هو الوضوء المعتاد الذي يتوضأه المسلم للصلاة بكافة أركانه وسُننه، ويسن للمسلم تأخير غسل القدمين إلى آخر الإغتسال.
  • أن يَحثي على رأسه ثلاث حثيات: بحيث يروي بتلك الحثيات أصول الشّعر.
  • يفيض الماء على سائر جسده: ويعرف هذا الركن بأنه الركن الأساسي في غسل الجنابة، فإن إكتفى به المسلم أجزأه ذلك عن باقي أركان الغسل، حيث أن المراد من الغُسل هو تعميم الماء على سائر الجسد للتمكن من إزالة النجاسة وتحقق الطهارة.
  • أن يبدأ بشقه الأيمن ويدلك بدنه بيده: حيث يجب أن يقوم المسلم بإفاضة الماء على شقه الأيمن ويدلك جسده بيده، ثم ينتقل بعد ذلك إلى شقه الأيسر، حتى ينتهي من غسل جميع أجزاء بدنه.
  • أن ينتقل من موضع غسله ويغسل قدميه: وتكون تلك الخطوة في نهاية الإغتسال، حتى يتم غسل القدمين بماء طهور وطاهر لم تصبه نجاسة.
  • أن يخلل أصول شعر رأسه ولحيته بماء: حيث يجب على المسلم أن يقوم بإيصال الماء إلى جذور شعر الرأس واللحية قبل إفاضته عليه.
فوائد الإغتسال من الجنابة
فوائد الإغتسال من الجنابة

لا تفوت فرصة التعرف على: احاديث عن النظافة – أهمية النظافة في حياتنا

فوائد الإغتسال من الجنابة

تتواجد فوائد جمة وعظيمة وحكم جليلة للإغتسال من الجنابة، وقد قام الإمام إبن قيم الجوزية بذكر بعضها في إعلام الموقعين.

وذلك بعد أن أورد جواباً على أحد التساؤلات بخصوص إيجاب المُشرع (عليه أفضل الصلاة وأتم السلام) الغُسل من المني فقط دون البول، وقد قال في ذلك الجواب:

إن هذا الأمر يعتبر من أعظم محاسن الشريعة الإسلامية وما إشتملت عليه من الحكمة والرحمة والمصلحة، حيث إن المني يخرج من جميع أجزاء البدن، ولهذا سماه الله عز وجل سلالة، لأنه يسيل من جميع البدن.

أما بالنسبة إلى البول فهو فضلة كلا من الطعام والشراب المستحيلة في المثانة والمعدة، لذلك يعد تأثر البدن بخروج المني أعظم بكثير من تأثره بخروج البول.

كما إن الإغتسال بعد خروج المني يعتبر من أنفع الأشياء لكل من البدن والروح والقلب، بل تتواجد الكثير من المنافع لجميع الأعضاء القائمة بالبدن، فإنها تقوى وتتنشط بالإغتسال.

إذ أن الغُسل يخلف على البدن ما تحلل منه بخروج المني، وهذا الأمر يعرف بالحس، كما إن الجنابة تسبب ثقلاً وكسلاً بالبدن، والغسل يُحدث له خفة ونشاطاً، ولهذا قال أبو ذر عندما إغتسل من الجنابة:

(كأنّما ألقيت عنّي حملاً)

هذا وقد صرح أفاضل الأطباء بأن القيام بالإغتسال بعد الإنتهاء من الجماع كفيل بأن يعيد إلى البدن نشاطه وقوته، كما أنه يخلف عليه ما تحلل منه.

وإن الإغتسال يعد من أنفع الأشياء لكلا من البدن والروح، ويعتبر تركه مضر لكلا منهما، ويكفي شهادة كلا من العقل والفطرة بحسنه.

الأوقات والأعمال التي يُستحبّ الغُسُل لأجلها
الأوقات والأعمال التي يُستحبّ الغُسُل لأجلها

لا تفوت فرصة التعرف على: هل يجوز مسك المصحف بدون وضوء

الأوقات والأعمال التي يُستحبّ الغُسُل لأجلها

لقد ذكر جمهور الفقهاء مجموعة متنوعة من الأوقات والأعمال التي يُستحب الغُسل لأجلها، فإما أن يكون إستحباب الغسل قبل تلك الأعمال والأوقات أو بعدها، وبيان تلك الأغسال المستحبة على النحو الآتي:

  • القيام بالإغتسال في يوم الجمعة، وقال بعض الفقهاء أنه واجب على كل مسلم، والأحوط المحافظة عليه في ذلك اليوم.
  • الإغتسال للإحرام عند كلا من الحج أو العمرة.
  • الإغتسال عند إستقبال العيدين.
  • الإغتسال لأداء صلاة الإستسقاء.
  • الغسل عند كلا من الخسوف والكسوف.
  • الغسل عند دخول مكة.
  • الإغتسال للوقوف بجبل عرفة.
  • الإغتسال للمبيت بالمزدلفة.
  • غسل المرأة المستحاضة لكل صلاة.
  • الإغتسال لرمي الجمار.
  • الغسل للطواف بالكعبة.
  • الإغتسال بعد تغسيل الميت، فإِذا غسل المسلم ميتاً، سُن له الغُسل.
  • الإغتسال عند الإفاقة من كلا من الجنون والإغماء، حيث يسن الإغتسال لمن كان به جنون فأفاق، كما يسن الإغتسال لمن أصابته غيبوبة ثم أفاق منها، وذلك حتى يتطهر ويطهر جسده بالكامل مما أصابه أثناء فقده للوعي، حيث أن الإنسان أثناء الغيبوبة أو الإصابة بالجنون لا يعقل لكل ما يجري حوله، كما أنه لا يدري ما يصيبه، والدليل على ذلك فعل الرسول (صل الله عليه وسلم).

حيث روت السيدة عائشة (رضي الله عنها) أنه أثناء مرضه أُغمي عليه فلما أفاق قام بالإغتسال، وتقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) في ذلك:

(ثَقُل النبيُّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم فقال: أصلَّى الناسُ. قُلْنا: لا، هم ينتَظِرونك، قال: ضَعوا لي ماءً في المِخضَبِ. قالتْ: ففعلْنا، فإغتسَل، فذهَب ليَنوءَ فأُغمِي عليه، ثم أفاق، فقال صلَّ اللهُ عليه وسلَّم: أصلَّى الناسُ. قُلْنا : لا، هم ينتَظِرونك يا رسولَ اللهِ، قال: ضَعوا لي ماءً في المِخضَبِ. قالتْ: فقعَد فاغتَسَل، ثم ذهَب ليَنوءَ فأُغمِي عليه، ثم أفاق فقال: أصلَّى الناسُ؟ قُلْنا: لا، هم ينتَظِرونك يا رسولَ اللهِ، قال: ضَعوا لي ماءً في المِخضَبِ، فقعَد فاغتَسَل، ثم ذهَب ليَنوءَ فأُغمِي عليه، ثم أفاق فقال: أصلَّى الناسُ؟ قُلْنا: لا، هم ينتَظِرونك يا رسولَ اللهِ، والناسُ عُكوفٌ في المسجِدِ، ينتَظِرون النبيَّ عليه الصلاة والسلامُ لصلاةِ العشاءِ الآخِرةِ، فأرسَل النبيُّ صلَّ اللهُ عليه وسلَّم إلى أبي بكر…)

بذلك نكون قد تعرفنا على ما هي الطهارة وما هو غسل الجنابة، كما تعرفنا على حكم الإغتسال من الجنابة وعلى مُوجبات الإغتسال منها، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على كيفية الإغتسال من الجنابة وعلى الفوائد العظيمة للإغتسال منها بالتفصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق