ما هو فضل قراءة سورة مريم وما هو أثرها العظيم في حياة المسلم

تعرف على سورة مريم وعلى ما هو فضل قراءة سورة مريم وما هو أثرها العظيم في حياة المسلم عبر موقع محيط، حيث أن سورة مريم تعرف بأنها من أجمل السور القرآنية الشريفة المحببة إلى القلب، حيث أن الله سبحانه وتعالى قد قص علينا في الآيات الأولى منها العديد من القصص الملهمة لنا، إذ أنه قد قص علينا قصة سيدنا زكريا وقصة السيدة مريم وسيدنا عيسى (عليهم السلام أجمعين)، كما أنه قد قص علينا أيضاً قصة سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، وفيما يلي سنتعرف على فضل قراءة سورة مريم وعلى أثرها العظيم على حياة الفرد.

الروايات التي وردت في فضل قراءة سورة مريم

لقد وردت عدة روايات تُبيِّن للمسلمين فضل قراءة سورة مريم، ومن أهم هذه الروايات ما يلي:

الرواية الأولى:

ما ورد عن ابن مسعود (رضي الله عنه)، أنه قال:

(بَنِي إسْرَائِيلَ، والكَهْفُ، ومَرْيَمُ، وطه، والأنْبِيَاءُ: هُنَّ مِنَ العِتَاقِ الأُوَلِ، وهُنَّ مِن تِلَادِي)

والمراد بالعتاق أي أنّها قد بلغت غاية كبيرة جداً في الجودة، والمقصود بالتّلاد الشيء القديم.

الرواية الثانيّة:

ما ورد من كلام النجاشيّ حين قرأ عليه جعفر (رضي الله عنه) أوائل سورة مريم، حيث قال إنَّ هذا الكلام المقروء يخرجُ من المشكاة التي كان قد جاء بها موسى (عليه السلام).

وذلك بعد أن سأل الصحابة الكرام (عليهم السلام) عن دينهم وعن سبب تركهم لدين آبائهم وأجدادهم، فأخبره جعفر (رضي الله عنه) عن الدين الإسلامي وعن ما يدعوهم إليه هذا الدين القيم من التوحيد وصِلَة الأرحام.

بالإضافة إلى ضرورة تصديقهم للنبيّ (صل الله عليه وسلم)، والصفات الحميدة التي قد إتّصف بها، ثُمّ قرأ عليه أوائل الآيات من سورة مريم بعد أن طلب منه النّجاشي أن يقوم بقراءة شيئاً مما جاء به نبيُّهم.

فضل قراءة سورة مريم وأثرها على حياة الفرد
فضل قراءة سورة مريم وأثرها على حياة الفرد

لا تفوت فرصة التعرف على: بيان فضل سورة الكهف والأحاديث الدالة عليه

فضل قراءة سورة مريم وأثرها على حياة الفرد

تتواجد العديد من الفضائل والمنافع التي تعود على حياة الفرد إذا ما إستمر على قراءة سورة مريم العظيمة وتعرف على موضوعاتها وما تحثنا عليه، ومن أهم وأبرز هذه الموضوعات ما يلي ذكره:

الحثُّ على الدعاء واللجوء لله تعالى

لقد وردت في سورة مريم الكثير من الآيات التي تحثّ المسلمين على الإيمان بالله سبحانه وتعالى والدعاء إليه واليقين به، وفيما يلي بيان بذلك:

حسن الظن بالله سبحانه وتعالى وعدم القنوط واليأس من رحمته الواسعة، والإلتجاء إليه وحده بالدُعاء؛ إذ أنه هو القادرُ على كُلِّ شيءٍ في الأرض والسماء.

حيث أن الأمل بالله عز وجل وبرحمته الواسعة من أكبر وأهم الأسباب التي تدفع المُسلم إلى الدُعاء لله جل وعلا بالرغم من قِلَّة وإستحالة الأسباب.

وهذا يُؤخذ من قصة السيدة مريم (عليها السلام) مع زكريا (عليه السلام)، فقد من الله سبحانه وتعالى ورزقها وأعطاها من فضله الكبير، وذلك بدون حاجةٍ منها إلى أحدٍ من البشر.

وهو ما جعل سيدنا زكريا (عليه السلام) يدعو الله سبحانه وتعالى بالولد رغم إنقطاع الأسباب، فقد كبر سِنِّه وكانت زوجته عاقر لا تُنجب.

وهو ما ورد في سورة مريم، حيث قال الله تعالى:

(قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا* وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا)

كما تحث سورة مريم على تعزيز الإيمان بالله جل وعلا وبقُدرته الكبيرة، حيث أنه إستجاب لزكريا (عليه السلام) دُعاءه على الرغم من إنقطاع وإستحالة الأسباب.

فقد ورد في سورة مريم قول الله عز وجل الذي يبين تعجب سيدنا زكريا من إستجابة الله عز وجل لدعاءه، حيث قال تعالى:

(قالَ رَبِّ أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا* قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَلَم تَكُ شَيئًا)

وقد جاء عن ابن عباس (رضي الله عنه) أنَّ سيدنا زكريا (عليه السلام) كان يبلُغ حينها من العُمر حوالي مئةً وعشرين سنة، وكانت إمرأته تبلُغ ثمانيةً وتسعين سنة.

وفي العادة المرأة في هذا السن لا تلد، فبيّن الله سبحانه وتعالى له أنَّه عليه هين.

فضل قراءة سورة مريم وأثرها على حياة الفرد
فضل قراءة سورة مريم وأثرها على حياة الفرد

لا تفوت فرصة التعرف على: ما هو فضل سورة الدخان قبل النوم وما هي مقاصدها وأسباب نزولها بالتفصيل

الحثّ على الصلاح بيان أثره العظيم في حياة المسلم

لقد جاء في سورة مريم الكثير من الآيات القرآنية الشريفة التي تحثّ المسلمين على التقوى والصلاح واللين والرّفق وبر الوالدين، ولذلك أثرٌ كبيرٌ وعظيمٌ في حياة الفرد، وفيما يلي بيان مفصل بذلك:

لقد حثّ الله عز وجل الإنسان على بِرَّ الوالدين حتى وإن كانا غير مُسلمين وموحدين بالله جل وعلا، حيث كان سيدنا إبراهيم (عليه السلام) يتلطّف بالنداء مع أبيه على الرغم من كوْنه مشركاً بالله عز وجل.

فقد ورد في سورة مريم ما يدل على ذلك، حيث قال الله تعالى:

(يا أَبَتِ لا تَعبُدِ الشَّيطانَ إِنَّ الشَّيطانَ كانَ لِلرَّحمـنِ عَصِيًّا)

كما حثتنا سورة مريم على الترغيب بأهمِّية وضرورة الصلاح وعظيم أجره الكبير في الآخرة، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه السورة الشريفة أنَّ العبد المُوفي لعهد ربه والطائع له يكون له عهدٌ عند الله بالشفاعة.

إذ يجمعُ الله عز وجل المؤمنين المُتقين يوم القيامة رُكباناً على الإبل حتى يصلوا إلى الجنة، ويذهب بمن عصاه في الحياة الدنيا إلى جهنم وبئس المصير.

وهو ما أوضحته الآيات الكريمة التي وردت في سورة مريم، حيث قال تعالى:

(يَومَ نَحشُرُ المُتَّقينَ إِلَى الرَّحمـنِ وَفدًا* وَنَسوقُ المُجرِمينَ إِلى جَهَنَّمَ وِردًا)

كما قال الله تعالى:

(وَإِن مِنكُم إِلّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتمًا مَقضِيًّا* ثُمَّ نُنَجِّي الَّذينَ اتَّقَوا وَنَذَرُ الظّالِمينَ فيها جِثِيًّا)

فضل قراءة سورة مريم وأثرها على حياة الفرد
فضل قراءة سورة مريم وأثرها على حياة الفرد

لا تفوت فرصة التعرف على: ما هو فضل قراءة سورة الشورى

تحذير الناس من عذاب الله وبيان مصير بعض الأمم السابقة

لقد جاءت بعض الآيات الشريفة في سورة مريم تُحذّر الناس من عذاب الله العظيم، وقد ظهر هذا التحذير من خلال الردِّ على اليهود والكفار فيما إدّعوه وإفتروه على السيدة مريم وإبنها سيدنا عيسى (عليه السلام).

وذكَّرت بعض آيات هذه السورة بحال المُكذبين بالله ورسله من الأُمم السابقة، وأنَّ عبادتهم لغير الله عز وجل لن تنفعهم في شيء يوم القيامة.

وفيها أيضاً بيانٌ واضح لنجاة المُتّقين، وإبقاء الكفار في النار، كما أنَّها قد ذكرت عدة دلائل على حقيقة أمر البعث وصحّته.

وقد بينت أنَّ الله عز وجل سيأخُذ من الشخص الكافر كلّ ما قد أعطاه إياهُ في الحياة الدُنيا، ويأتي يوم القيامة وحده بدون مالٍ أو ولد.

بذلك نكون قد تعرفنا على ما هو فضل سورة مريم وعلى أثرها العظيم على حياة المسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق