شروط صحة الحديث

الحديث الصحيح هو ما تحققت به شروط صحة الحديث من اتصال السند وعدالة الراوي وتمام ضبطه، والسلامة من العلة والشذوذ، وذلك لقبول الاحتجاج به في المسائل الفقهية والشرعية ومن خلال هذا المقال سنوضح تعريف الحديث الصحيح وشروطه عند الفقهاء والمحدثين، بالإضافة إلى أقسام الحديث الصحيح وتعريف كل قسم.

ما هو تعريف الحديث الصحيح وشروط صحته

الحديث الصحيح الذي يتفق المحدثين على صحته وهو حديث متصل السند بنقل الضابط العدل عن مثله من بداية السند إلى نهايته من غير علة ولا شذوذ، فالحديث الصحيح هو الذي توفرت فيه هذه الشروط، وإذا اختل شرط لا يكون الحديث صحيحًا.

ومن شروط صحة الحديث ما يلي:

شروط صحة الحديث عند البخاري

كتاب البخاري هو أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل (القرآن الكريم)، ومن شروط صحة الحديث عند البخاري ما يلي:

  • اتصال سنده من البداية حتى نهايته.
  • صدق الراوي وإسلامه.
  • عدل الراوي وكونه ضابطًا ثقة سليم الذهن والاعتقاد.
  • خلو الراوي والحديث من العلة.
  • عدم شذوذ الحديث.
  • الثقة والاشتهار.
  • معاصرة الراوي وسماعه ومشاهدته لمن أخذ عنه الحديث.
شروط صحة الحديث
شروط صحة الحديث

شروط الحديث الصحيح الخمسة

هناك خمسة شروط يجب توافرها لكي يكون الحديث صحيحًا، وهي كالتالي:

  • الاتّصال، ويقصد به تلقي الراوي للحديث عمن هو فوقه حتى يصل الحديث قائله، كقول الراوي سمعت فلانًا أو استخدام العنعنة، ويخرج بذلك الحديث المنقطع كالمعلق والمدلس والمعضل، كما يخرج الحديث المرسل.
  • عدالة جميع الرواة، وهي صفة تحث على الطاعة والتقوى وتبعد عن المعاصي، ويخرج بذلك رواية غير المسلم والفاسق المعروف عنه كذب الحديث، ومرتكب المعاصي الظاهرة بلا تأويل كشرب الخمر، ومن يدعي أنه سمع ما لم يسمعه، ولا يقدح في العدالة البدع غير المكفرة، وارتكاب المعاصي بالتأويل، وفعل صغائر الذنوب، وفعل المباحات التي عابها العرف.
  • الضبط التام في كل الرّواة، ويتحقق عن طريق حفظ الراوي للحديث في كتابه أو صدره، وقدرته على استحضاره وقت الأداء، ويخرج بذلك الغافل.
  • عدم الشُذوذ، ومعنى الشذوذ أن يخالف الراوي الثقة من هو أحفظ وأوثق منه، فيكون الراوي مجروحًا والحديث شاذًا.
  • عدم العلّة، بمعنى سلامة الحديث من العلل التي تقدح فيه، وبذلك يخرج الحديث المعلل.
شروط صحة الحديث
شروط صحة الحديث

شروط صحة الحديث عند الفقهاء

يوافق الفقهاء المحدثين في الشروط الخمسة لصحة الحديث، وتتمثل شروط صحة الحديث عند الفقهاء فيما يلي:

  • اتصال السند، وهو أن يأخذ الراوي الحديث عن الذي قبله مباشرة فيصل السند إلى نهايته دون انقطاع يضعف الحديث ويخرجه عن الصحة.
  • تحقق العدالة في كل راوٍ بالسند، فيكون مسلمًا موثوقًا في تقواه ودينه.
  • تحقق الضبط في كل راوٍ بالسند، ويتساوى في ذلك من يحدث من كتابه أو من حفظه، بأن يعرف عنه المحافظة على ما نقله عن شيوخه، أو أن يثبت عنه إتقانه لما يحفظ.
  • سلامة الحديث من الشذوذ، حيث لا يخالف الراوي الجماعة أو الأرجح منه في الحفظ.
  • سلامة الحديث من العلة، وهي شيء خفي له تأثير على صحة الحديث رغم أنه سليم منها في الظاهر.
شروط صحة الحديث
شروط صحة الحديث

 

شاهد أيضًا: حق المسلم على المسلم ست | شرح الحديث بالتفصيل 2024

شروط الحديث المقبول للاحتجاج

يشترط في الحديث المقبول للاحتجاج، ما يلي:

  • اتصال السند، ويقصد به رواية الراوي للحديث عن شيخه، ويرويه شيخه عن شيخه وهكذا حتى يصل السند إلى الرسول ﷺ، دون أن يسقط راوٍ من السند، ويخرج بذلك الحديث المنقطع بأنواعه من معلق ومرسل ومعضل ومقطوع.
  • عدالة الراوي، والعدالة ملكة راسخة في صاحبها تحمله على ملازمة المروءة والتقوى، وهي تستلزم أن يكون الراوي مسلمًا، بالغًا، عاقلا، سالمًا من الفسق.
  • ضبط الراوي، ويقصد به أن يكون الراوي حافظًا متيقظًا حازمًا، ضابطًا لما حفظ، وهناك نوعان من الضبط وهما، ضبط كتاب، وضبط صدر.
  • الخلو من الشذوذ، وهو المخالفة الواقعة من الراوي للجماعة أو لمن هو أحفظ منه.
  • الخلو من العلة القادحة الخفية، وهي مرض خفي يكون في المتن أو السند ويسبب رد الحديث وضعفه مثل الإرسال والوقف ومخالفة المتن لحديث صحيح أو لأمر شرع.
  • وجود المعاضد عند الاحتياج إليه، ويقصد به المقوي من شاهد أو متابع يرقي الحديث من مرتبة الحسن للصحيح، ومن الضعيف إلى الحسن.
  • العدد، وهو أن يروي الحديث عدلان عن عدلين فيتصل السند برسول الله ﷺ مثنى.
  • سلامة الحديث من النكارة، فلا يكون منكرًا أي يتفرد به راو ضعيف.
  • أن يكون الراوي معروفًا بكثرة السماع والفهم والحفظ، لديه علم باللغة العربية ومدلولات الألفاظ.
  • فقه الراوي، وهذا شرط الإمام أبي حنيفة، فلابد من كون الراوي فقيهًا عالمًا بمقاصد الشريعة.
  • أن يكون الراوي عالمًا بمعاني الحديث، وأن يكون مشهورًا في طلب العلم.
  • أن يثبت سماع الراوي من شيخه فلا تكفي المعاصرة واللقاء وهذا شرط الإمام البخاري، فلابد أن يتحقق السماع ولو لمرة واحدة.

شاهد أيضًا: علم الحديث | نشأته وأهميته وأهم مصادره 2024

شروط الحديث الصحيح لذاته

يشترط في الحديث الصحيح لذاته عدة شروط، وهي على النحو التالي:

  • الشرط الأول، الاتصال: وهو شرط متعلق بالسند، ولا علاقة له بالراوي ولا بمتن أو نص الحديث، والسند هو سلسلة الرجال الذين يروون الحديث، والاتصال أن يروي كل واحد منهم عن الذي قبله دون أن يسقط أحد من السند.
  • الشرط الثاني، العدالة: وهو شرط متعلق بالرواة، والعدالة ملكة تحث صاحبها على أن يلتزم الطاعة والتقوى والمروءة وأن يبعد عن الذنوب والمعاصي كالبدعة والفسق.
  • الشرط الثالث، الضبط: ويعني حفظ الراوي للحديث كتابة في السطر أو حفظه في صدره غيبًا، والقدرة على استحضاره عند التحدث به والأداء.
  • الشرط الرابع، عدم الشذوذ: وهو أن يخالف الراوي الثقة من هو أوثق منه، والشذوذ يكون في الضبط أو العدد.
  • الشرط الخامس، الخلو من العلّة: بأن يسلم الحديث من العِلل القادحة فيه، وتكون خفية وغير ظاهرة، فالعلة الظاهرة بمجرد النظر إليها تضعف الحديث من أول مرة، والعلة تظهر في الحديث عن طريق تتبع طرقه ورواياته التي ورد بها.

شاهد أيضًا: طلب العلم | مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على أهمية العلم

أقسام الحديث الصحيح

ينقسم الحديث الصحيح إلى قسمين رئيسيين، وهما كالتالي:

الحديث الصحيح لذاته

  • هو الذي تشتمل خصائصه على أعلى صفات ودرجات القبول، أي ما تحققت فيه كل شروط صحة الحديث، وتعتبر معظم الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري ومسلم أحاديث صحيحة لذاتها.
  • ومن ذلك ما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول ﷺ أنه قال: “إيَّاكم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَديثِ، ولا تجسَّسوا، ولا تَحسَّسوا، ولا تَباغَضوا، وكونوا إخوانًا، ولا يَخطُبِ الرَّجلُ على خِطبَةِ أخيه حتَّى يَنكِحَ أو يَترُكَ”.

الحديث الصحيح لغيره

  •  قيل هو الحديث الحسن ولا تتحقّق به أعلى درجات وصفات القبول كالصحيح لذاته، فيفقد شرطًا من الشروط فيصبح فيه بعض القصور بأن يكون مثلًا أحد الرواة غير تام الضبط.
  • ويجبر هذا القصور بتعدد طرقه، ومنه ما روي عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ أنه قال: “لولا أنْ أشُقَّ على أمتي، لأمرتهم بالسِّواك عند كل صلاة”.

شاهد أيضًا: تعريف الحديث الشريف | 6 شروط لقبول الحديث الشريف

ما معنى شروط قبول الحديث؟

  • شروط قبول الحديث تعني أنه إذا تحققت هذه الشروط كان الحديث صحيحًا ومقبولًا في الاحتجاج به، وأما إذا فقد شرط من الشروط لا يكون الحديث صحيحًا ولا يجوز الاحتجاج به.
  • وهذه الشروط ليست تعبدية محضة بل اجتمع على تقريرها أدلة من الشرع والعقل، فهي ظاهرة المقصد معقولة المعنى، وهي عصارة أفكار علماء الحديث المتقدمين على مر عصور التدوين الطويلة.

شاهد أيضًا: أنواع الحديث النبوي الشريف

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال، وقد وضحنا فيه معنى الحديث الصحيح، وشروط صحة الحديث عند الفقهاء والمحدثين، بالإضافة إلى أقسام الحديث الصحيح، وشروط الحديث المقبول للاحتجاج

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق