حق المسلم على المسلم ست | شرح الحديث بالتفصيل 2024

تعرف على الحديث الشريف حق المسلم على المسلم ست وعلى شرح الحديث بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث يعد ذلك الحديث الشريف من أفضل الأحاديث النبوية التي جمعت الكثير من الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم، فعن طريق تلك الآداب الشرعية سيعم الخير والمودة والألفة بين المسلمين وبعضهم البعض، وتقوى الأمة الإسلامية بإتحادهم، مما سيعلو كلمة الحق ويرفع من شأن الإسلام، بالإضافة إلى أن ذلك الحديث يحث المسلمين على التحلي ببعض الصفات الكريمة التي من شأنها أن توثق العلاقات وتقويها، ويحث أيضا على أداء بعض الحقوق التي على المسلمين تجاه بعضهم البعض، وفيما يلي شرح مفصل لتلك الحقوق.

حق المسلم على المسلم ست

جاء نص الحديث الشريف في صحيح مسلم أن رسول الله (صل الله عليه وسلم) قال:

(حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ سِتٌّ قيلَ: ما هُنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له، وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَشمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ)

حيث ذكر رسولنا الكريم عليه أفضل الصلوت وأتم التسليم في ذلك الحديث ستة حقوق على كل مسلم تجاه أخوته المسلمين، وعن طريق أداء تلك الحقوق ستترابط العلاقات وتقوى المشاعر الإنسانية الجميلة بين المسلمين وبعضهم.

وفيما يلي بيان لكل حق من تلك الحقوق العظيمة التي وصى بها رسول الله محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام).

إذا لقيته فسلم عليه

جاء في بداية الحديث الشريف الحق الأول وهو إلقاء السلام على من تلاقيه من المسلمين، حيث أن إلقاء السلام من السنن المؤكدة، بالإضافة إلى أجره العظيم عند الله، فإنه يفشي السلام بين المسلمين ويطمئن قلوبهم تجاه بعضهم البعض.

ورد السلام فرض عين على من تلقاه وقصد السلام عليه، وإن تم إلقاء السلام على مجموعة من المسلمين، وقام أحدا منهم ورد السلام فإنه بذلك أسقط الرد عن الباقي.

وإلقاء السلام أولى في تلك الحالات:

  • يكون السلام أولى للماشي من القاعد.
  • ويكون من الراكب إلى الماشي.
  • ومن الصغير إلى الكبير.

ويكون السلام بين المسلمين عن طريق قول [السلام عليكم ورحمة الله وبركاته] ويكون الرد على من ألقى السلام [وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته].

ولإلقاء السلام بعض الفوائد والمنافع العظيمة على المسلم، ومن أهمها:

يعتبر أحد أكبر الأسباب التي تنشر المحبة والألفة والمودة بين المسلمين وبعضهم، حيث أن محبة المسلم لأخيه المسلم من أحد الأسباب التي توصله إلى دخول الجنة.

وهو ما جاء في الحديث الشريف الذي قال فيه رسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم):

(لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ)

  • يعتبر إفشاء السلام عبارة عن تقديم الأمن والأمان لمن تلقاه من المسلمين، كما أنه يبين النوايا الحسنة ويبعد الظنون عن وجود بعض نوايا الشر وأذى الناس.
  • يحث على البعد عن المخاصمة، كما أنه يدعو إلى التقارب والتصالح.

لا تفوت فرصة التعرف على: موضوع عن حقوق الجار في الإسلام

إذا دعاك فأجبه
إذا دعاك فأجبه

إذا دعاك فأجبه

ويأتي الحق الثاني من الحقوق الست التي وردت في الحديث الشريف وهو إجابة دعوة المسلم، سواء كانت تلك الدعوة عبارة عن دعوة لتناول الطعام أو دعوة لحضور مناسبة خاصة للداعي.

وجاء الحق في إجابة الدعوة وتلبيتها تقديرا للداعي وجبرا بخاطره، بالإضافة إلى تقارب المسلمين وبعضهم وإبقاء المودة بينهم، وقد قام رسولنا الكريم بتأكيد ذلك الحق في بعض الأحاديث النبوية الأخرى، حيث قال:

(من دعاكمْ فأجيبوهُ)

كما قال في حديث آخر:

(إِذَا دُعِيَ أَحَدُكُمْ، فَلْيُجِبْ، فإنْ كانَ صَائِمًا، فَلْيُصَلِّ، وإنْ كانَ مُفْطِرًا، فَلْيَطْعَمْ)

ويجب التنبيه والذكر أنه يوجد بعد الحالات التي يجب أن تستثنى من إجابة الدعوة، ومن تلك الحالات ما يلي:

  • أن يدعو المسلم أخاه المسلم إلى بعض الجلسات التي يتواجد فيها المنكر، كإختلاط الرجال بالنساء أو شرب الخمر أو المخدرات التي تذهب العقل.
  • إن علم المسلم بأن أموال الداعي حرام وتأتي من مصادر غير مشروعة.
  • وجود عذر خاص يمنع المدعو من إجابة الدعوة.

وفي تلك الحالات يكون الأولى هو رد المفاسد من جلب المصالح، وعلى المسلم الحق أن يعتذر عن إجابة تلك الدعوة.

لا تفوت فرصة التعرف على: ما هي أخلاق المسلم

إذا طلب النصح فقدمه له
إذا طلب النصح فقدمه له

إذا طلب النصح فقدمه له

الحق الثالث من الحقوق الستة هو تقديم النصح لمن يريد من المسلمين، وتعرف النصيحة بأنها طلب الرأي السديد والعظة وتحري الحكمة ممن يريد الخير لأخاه المسلم.

فإن قام المسلم بطلب النصيحة والمشورة من أخاه المسلم، وجب على الثاني نصحه بما يحبه لنفسه، وذلك بأن يضع نفسه محل طالب النصيحة ويقوم بنصحه بما ينفعه ويريه ما قد يضره.

كما أنه يجب أن يحثه على فعل الخير وأن ينهاه عن القيام بأعمال الشر، ومن أهم النصائح التي قد يقدمها المسلم إلى أخاه المسلم هي النصائح الدينية التي تقربه إلى الله عز وجل.

وقد تكون النصيحة من الكبير إلى الصغير وقد يكون العكس وهو صحيح، وتكون الغاية وراء النصيحة القيام بدعوة المسلم إلى كل ما هو خير وصالح له، ونهيه عن الفساد والشر وما قد يقوم بضرره.

وقد قال رسول الله (صل الله عليه وسلم) ما يفيد بعظم شأن النصيحة في الدين الإسلامي، حيث قال:

(الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسولِهِ ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ)

 

إذا عطس فحمد الله فَشمّته

وكان الحق الرابع من حق المسلم على أخيه المسلم هو إذا يُشمّته إذا عطس وقام بحمد الله عز وجل، حيث أن العطاس نعمة عظيمة من نعم الله علينا التي لا تعد ولا تحصى، والتي تستوجب الحمد لله عز وجل فور حدوثها.

وشُرع للعاطس قول (الحمد لله)، وشُرع لأخيه المسلم الذي قام بسماعه وهو يعطس ويحمد الله بأن يُشمّته ويقول له (يرحمكم الله)، وهي دعوة خالصة له من القلب.

وشُرع على العاطس أن يرد على من شمّته ويقول (يهديكمُ الله ويُصلِح بالكم)، وهي أيضا دعوة خالصة من القلب لأخيه المسلم، الأمر الذي يزيد من محبة المسلمين تجاه بعضهم البعض ويزيد من المودة والألفة بينهم.

ويجب الذكر أن العاطس لا يجب أن يُشمّت إذا ما حمد الله تعالى بعض أن قام بالعطس، وبذلك يكون قد أضاع جائزة دعوة أخيه المسلم له بالرحمة.

لا تفوت فرصة التعرف على: أجمل دعاء لشخص مريض تحبه بالشفاء العاجل

إذا مرض فعده
إذا مرض فعده

إذا مرض فعده

وجاء الحق الخامس على المسلم تجاه أخيه المسلم في الحديث الشريف وهو حق زيارته وعيادته إذا مرض، للقيام بالإطمئنان عليه ومواساته على ما أصابه والتخفيف والترويح عنه.

فإن ذلك قادر على تغيير حالة المريض النفسية وإدخال السرور إليه، مما قد يسرع من عملية شفاؤه وإسترداده لصحته وعافيته في أقرب وقت.

بالإضافة إلى أن عيادة المريض سنة من السنن المؤكدة التي أوصانا بها رسولنا الكريم (صلوات الله وسلامه عليه)، ويجب على الزائر أن يبشر المريض بالعافية العاجلة وأن يدعو الله له بذلك.

كما يجب عليه أن يقوم بنصح المريض بذكر الله الدائم والحرص على الإستغفار قدر المستطاع حتى يرفع الله تعالى ما نزل به من أسقام.

ولا يجب على الزائر أن يطيل زيارته للمريض حتى يدعه يستريح، إلا إذا أراد المريض مكوث الزائر فترة أطول لمحبة لقاءه وإستراحته بوجوده.

كما أن عيادة المريض تشعر الزائر بنعمة الصحة والعافية التي أنعم الله سبحانه وتعالى بهما عليه، مما يجعله يحمد الله ويمجده ويتقرب إليه.

إذا مات فأتبع جنازته

وجاء الحق السادس على المسلمين تجاه بعضهم وهو إذا مات أحدهم فعليهم إتباع جنازته، والقيام بإتباع الجنازة يتضمن الصلاة على المتوفي والدعاء له والقيام بتشييعه وذلك إكراما وتقديرا له.

وقد جاء في الحديث النبوي الشريف الذي أوضح أجر إتباع الجنائز ومشاركة أهل المتوفي في أحزانهم ومواستهم، حيث قال رسول الله صل الله عليه وسلم:

(مَن شَهِدَ الجَنازَةَ حتَّى يُصَلَّى عليها فَلَهُ قِيراطٌ، ومَن شَهِدَها حتَّى تُدْفَنَ فَلَهُ قِيراطانِ، قيلَ: وما القِيراطانِ؟ قالَ: مِثْلُ الجَبَلَيْنِ العَظِيمَيْنِ)

لا تفوت فرصة التعرف على: كيفية الصلاة على الميت والدعاء له

حقوق شرعية أخرى للمسلم
حقوق شرعية أخرى للمسلم

حقوق شرعية أخرى للمسلم

توجد بعض الحقوق الأخرى للمسلم والتي لم تذكر في الحديث الشريف، ومن أهم تلك الحقوق التي شُرعت على المسلمين تجاه بعضهم البعض ما يلي:

  • أن يحافظ المسلم على قسم أخيه المسلم ويوفيه إذا أقسم عليه في شيء ما.
  • أن يقوم المسلم بحب الخير لأخيه المسلم كحبه لنفسه.
  • أن يستر المسلم أخاه المسلم وأن لا يفضحه أمام الناس، وقد جاء في الحديث الشريف فضل تستر المسلم على أخاه المسلم، حيث قال رسولنا الكريم:

(لا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا في الدُّنْيا، إلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَومَ القِيامَةِ)

  • أن يبتعد المسلم عن غيبة أخيه ولا يتكلم عليه بالسوء من وراء ظهره.
  • على المسلم أن ينصر أخاه المسلم في جميع الحالات، فإن كان مظلوما فيكون النصر عن طريق مساندته ومساعدته، وإن كان ظالما فيكون نصره عن نهيه عن الظلم وردعه عنه، وهو ما جاء في الحديث الشريف:

(انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا)

  • البعد عن إيذاء المسلمين سواء كان ذلك عن قصد أم عن دون قصد، وهو ما ورد في الحديث الشريف:

(إذا مَرَّ أحَدُكُمْ في مَسْجِدِنا، أوْ في سُوقِنا، ومعهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ علَى نِصالِها بكَفِّهِ، أنْ يُصِيبَ أحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْها بشيءٍ)

  • حذرنا رسولنا الكريم (صلوات الله وسلامه عليه) من أن يبيع المسلم على بيعة أخيه، لما في ذلك من آثار سلبية على نفوس المسلمين وحدوث التخاصم فيما بينهم، وهو ما جاء في الحديث الشريف:

(لا تَهَجَّرُوا، ولا تَدابَرُوا، ولا تَحَسَّسُوا، ولا يَبِعْ بَعْضُكُمْ علَى بَيْعِ بَعْضٍ، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا)

وبذلك نكون قد قومنا بشرح الحديث النبوي الشريف وفسرنا الحقوق الست التي ذكرت به، كما أوضحنا الأثر الإيجابي الرائع الذي يقع على نفوس المسلمين تجاه بعضهم البعض عند أداء تلك الحقوق.

كما ذكرنا أيضا بعض الحقوق الشرعية التي يجب على المسلمين أدائها تجاه بعضهم البعض، وذلك لتعم المودة والمحبة والألفة بين الأمة الإسلامية بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق