زيارة القبور | الحكمة من زيارتها وحكم زيارة النساء لها

تعرف على زيارة القبور وعلى الحكمة من زيارتها وحكم زيارة النساء لها عبر موقع محيط، حيث تعد زيارة القبور من السنن المؤكدة التي أوصانا بها النبي (صل الله عليه وسلم)، كما أن لزيارة القبور بعض الأحكام والشروط التي يجب إتباعها وتطبيقها حتى لا نخالف الشريعة الإسلامية، كحكم زيارة النساء للقبور وما إلى ذلك، وفيما يلي سنتحدث بالتفصيل عن زيارة القبور وعن الحكمة من زيارتها وكذلك حكم زيارة النساء لها.

معلومات زيارة القبور

تعد زيارة القبور من السنن المؤكدة التي قام بأدائها الرسول (صل الله عليه وسلم)، كما أنه أمرنا بها أيضا، وهذا ما أوضحه لنا النبي الكريم (صلوات الله وسلامه عليه) في الحديث الشريف، حيث قال:

(إِنَّي كنتُ نهيتكم عنْ زيارة القبور، فزوروها، لُتذكّركم زيارتُها خيراً)

وقد شرع الله سبحانه وتعالى زيارة القبور لحكم عديدة تعود بالنفع على المسلمين، منها الإتعاظ وتذكر الآخرة والعلم أن الدنيا ما هي إلا دار فناء وزوال، لذا يسن للزائر الوقوف على القبر والدعاء للموتى.

ويرى كثير من أهل العلم أن زيارة النساء للقبور أمر مكروه لعدة أسباب وحكم منها رقة قلب المرأة وعدم قدرتها على تحمل المصائب وفقد الأحبة، وقد يؤدي ذلك إلى البكاء ورفع الصوت أثناء النحيب.

زيارة قبر غير المسلم

يأتي الحكم في زيارة قبر غير المسلم بأنه جائز لتذكر الآخرة والإتعاظ، ولكن لا يقوم الزائر بالدعاء للميت غير المسلم ولا يسلم عليه، وهذا قول المذهبين الشافعية والحنابلة.

وقد إستدلوا على رأيهم بقول الرسول (صل الله عليه وسلم):

(استأذَنْتُ ربِّي أن أستغْفِرَ لأُمِّي فلم يأَذَنْ لي، واستأذَنْتُه أن أزورَ قَبرَها فأَذِنَ لي)

الحكمة من زيارة القبور

شرع الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم (صلوات الله وسلامه عليه) زيارة القبور لحكم كثيرة ومقاصد جليلة، ومن أهم تلك الحكم والمقاصد ما يلي:

• الإتعاظ بأحوال الموتى وتذكر الموت، وكذلك الإعتبار بأحوال الآخرة وعمل الأعمال الصالحة للفوز بالجنة.
• الدعاء لمن في القبور بالرحمة والسلام عليهم والإستغفار لهم وقول الأدعية المأثورة التي قام النبي (صل الله عليه وسلم) بتعليمها لنا.
• الإكثار من العبادات والإبتعاد عن الفواحش والمعاصي ومعرفة أن الحياة الدنيا ما هي إلا دار إختبار، ويجب القيام بالعمل الصالح لتجاوزه والفوز بجنات النعيم.

لا تفوت فرصة التعرف على: تفسير حلم الموت والغسل ودخول القبر

ما يُنهى عنه عند زيارة القبور

تتواجد بعض النواهي التي يجب إجتنابها والبعد عنها عند القيام بزيارة القبور، وتتمثل تلك النواهي في النقاط التالية:

• يعد المشي في الحذاء بين القبور من الأمور التي يُنهى عنها عند زيارة القبور، فقد جاء عن بشير بن معبد بن الخصاصية أنه قال:

(فحانت من النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نظرةٌ، فرأى رجلاً يمشي في القبورِ، وعليه نعلان، فقال: يا صاحب السبتِيَّتين، ألق سبتِيَّتيك، فنظر الرجل، فلما رأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خلع نعليه، فرمى بهما)

لذا يجب على المسلم أن يخلع نعليه عند المشي بين القبور، إلا للضرورة القصوى التي تحتم عليه إرتداء نعليه، كأن تكون أرض المقبرة بها أشواك وحصى قد تؤذي المار عليها، أو أن يكون الجو شديد الحر أو البرودة.

• يعد وضع الزهور والرياحين وجريد النخل على القبور من الأمور التي يُنهى عنها عند زيارة القبور، لأنه أمر لم يتم نقله عن أحد صحابة النبي (صل الله عليه وسلم) أو عن التابعين.
• يُنهى عن قراءة القرآن عند زيارة المسلم للمقابر، وذلك بدليل قول النبي (صل الله عليه وسلم) في الحديث الشريف، حيث قال:

(لا تجعلوا بيوتكم مقابِر؛ فإنَّ الشيطان يفرُّ من البيت، أن يسمع سورة البقرة تُقرأُ فيه)

حيث دل ذلك الحديث الشريف على أن المقابر لا يقرأ فيها القرآن.

• الذبح عند القبور من الأمور المحرمة شرعا، حتى ولو كانت النية في ذلك إبتغاء وجه الله عز وجل.
• الجلوس على المقابر من الأمور المحرمة في الشريعة الإسلامية، حيث قال الرسول الكريم (صل الله عليه وسلم):

(أن يجلِس أحدكُم على جمرةٍ فَتحرِق ثيابهُ، فتخلص إلى جلده، خيرٌ له من أن يجلِس على قبرٍ)

• ويحرم على المسلم أيضا الصلاة إلى القبور، بدليل قول الرسول (صل الله عليه وسلم) في الحديث الشريف، حيث قال:

(لا تُصلُّوا إلى القُبور، ولا تجلسوا عليها)

• نهى الرسول (صل الله عليه وسلم) أن يجعل المسلم لزيارة القبور أعيادا أو مواسم خاصة كي يأتي إليها لزيارتها، حتى وإن كانت من قبور الصالحين، فقد قال رسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم) في الحديث الشريف، حيث قال:

(لا تتَّخذوا قبري عيداً، ولا تجعلوا بُيوتكم قُبوراً، وحيثما كنتم فصلُّوا عليَّ؛ فإنَّ صلاتكم تبلغُني)

لا تفوت فرصة التعرف على: 100+ أفضل دعاء للميت واجمل صور ادعية للمتوفي مستجابة

ما يُقال عند زيارة القبور

ورد في السنة النبوية الشريفة بيان ما يُشرع للمسلم قوله عند زيارة القبور، وفيما يلي بيان تفصيلي بذلك:

• يسن للمسلم أن يلقي السلام على أهل القبور، فقد جاء عن أحد الصحابة (رضوان الله عليهم)، أنه قال:

(مرَّ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بقبورٍ بالمدينة، فأقبل عليهم بوجهه، فقال: السَّلام عليكم يا أهل القُبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثرِ)

• الإستغفار لمن في القبور والسلام عليهم، فقد ورد عن النبي (صل الله عليه وسلم) أنه قال:

(فإنَّ جبرِيل أتاني، فقال: إنَّ ربَّك يأمرُك أن تأتي أَهل البقيع فتستغفر لهم، قالت: قُلتُ: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال قُولي: السَّلام على أهل الدِّيار من المؤْمنين والمسلمين، ويرحمُ اللَّهُ المُستقدمِين منَّا والمُستأخرِين، وإنَّا إن شاء اللَّهُ بكُم للاحقُونَ)

• ويُشرع أن يقول الزائر أيضا:

“سلامٌ عليكُم دار قومٍ مُؤْمنِين وإِنَّا إن شاء اللَّهُ بكُم لاحقُون اللَّهمَّ لا تحرِمنا أجرهُم ولا تفتنَّا بعدهُم”

لا تفوت فرصة التعرف على: أفضل دعاء للميت مستجاب من الكتاب والسنة الشريفة

زيارة قبر النبي (صل الله عليه وسلم)

قال جمهور الفقهاء أن زيارة قبر النبي من السنن المستحبة، كما أجمعت الأمة الإسلامية على جواز زيارته، وفيما يلي بيان شامل بصفة زيارة قبر النبي (صلوات الله وسلامه عليه).

• يجب على المسلم أن ينوي زيارة المسجد النبوي عند زيارة قبر الرسول (صل الله عليه وسلم)، وذلك حتى ينال الثواب والأجر العظيم.
• يجب أن يقول الزائر عند وصوله إلى باب المسجد النبوي الشريف “اللَّهُمَّ صلّ على محمَّدٍ، رب اغفر لي ذُنوبي وافتح لي أبواب رحمتك”.
• بعد دخول الزائر المسجد النبوي يجب أن يصلي ركعتين تحية للمسجد، ثم يتوجه بعد ذلك إلى الحجرة الشريفة التي بها قبر النبي (صل الله عليه وسلم).
• يقوم الزائر بإستقبال قبر النبي (صل الله عليه وسلم) عند دخوله الحجرة الشريفة، ويجب أن يقف أمام النافذة الدائرية اليُسرى وأن يكون مبتعداً عنها بمسافة لا تقل عن أربعةِ أذرعٍ، وذلك تأدباً وإجلالاً للنبي (صلوات الله وسلامه عليه)،
• ثم يقوم بإلقاء السلام على النبي، ويجب أن يكون ذلك بصوت معتدل، ثم يقوم بالصلاة على النبي بأي صيغة من صيغ الصلاة عليه.
• يجب على الزائر أن يقوم بتوصيل السلام إلى الرسول (صل الله عليه وسلم) من كل من أوصاه بالسلام عليه، ويكون ذلك عن طريق قول (السلام عليك يا رسول الله من فلانٍ أو فلانة).
• بعد الإنتهاء من السلام على رسول الله (صل الله عليه وسلم) والصلاة عليه، يجب أن يسلم الزائر على كلا من صحابي الرسول أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما).

حكم زيارة النساء للقبور

إختف جمهور الفقهاء في حكم زيارة النساء للقبور، فمنهم من قام بتحريمها ومنهم من قام بجوازها ومنهم من قام بكرهها، وفيما يلي بيان بذلك.

جواز زيارة النساء للقبول

ذهب مذهب الحنفية وبعضا من مذهب الشافعية إلى جواز زيارة النساء للقبور، وقد إستدلوا على رأيهم بعدة أحاديث نبوية وبأفعال الصحابة (رضوان الله عليهم أجمعين).

ومن الأحاديث الشريفة التي إستدلوا بها على رأيهم، قول السيدة عائشة (رضي الله عنها) للنبي (صل الله عليه وسلم):

(ماذا أقول إذا أتيت المقبرة يا رسول الله؟ قال: قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإن إن شاء الله بكم لاحقون)

حيث يستدل بالحديث الشريف السابق أن الرسول (صل الله عليه وسلم) قد أقر للسيدة عائشة زيارة المقابر والدعاء للموتى.

لا تفوت فرصة التعرف على: دعاء للميت في العشر الأواخر من رمضان يرفعه درجات في الجنان

كراهية زيارة النساء للقبور

ذهب أغلب مذهبي الشافعية والحنابلة إلى كراهية زيارة النساء للقبور، وقالوا أنها لا تأثم إن قامت بزيارتها، وقد إستدلوا على رأيهم بما ورد عن أم عطية (رضي الله عنها)، حيث قالت:

(نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الجَنَائِزِ، ولَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا)

حيث أن قولها “لم يعزم علينا” يدل على أن النهي على الصرف من التحريم إلى الكراهية.

حرمة زيارة النساء للقبور

قد ذهب لهذا الرأي كلا من ابن القيم وابن تيمية، حيث قالوا أن المرأة يحرم عليها زيارة القبور وإن فعلت ذلك فهي آثمة، وقد إستدلوا على قولهم ببعض الأدلة التي وردت في السنة النبوية الشريفة، ومنها:

ما جاء عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما)، أنه قال:

(لعنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زوَّاراتِ القبورِ )

حيث أن لعن الرسول (صل الله عليه وسلم) لزوارات القبور يدل على حرمة زيارة النساء للقبور.

وبذلك نكون قد تعرفنا على ما هي زيارة القبور، وعلى حكم زيارة قبر غير المسلم، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على ما يُنهي عنه عند زيارة القبور.

وتعرفنا أيضا على ما يُقال عند زيارة القبور، وذكرنا الحكمة الجليلة من زيارة القبور، كما تعرفنا على حكم زيارة النساء للقبور بالتفصيل.