سورة القلم وتفسير آياتها

سوره القلم من السور المتميزة في القرآن الكريم والتي تحمل العديد من المعاني وقد جاءت هذه السورة من خلال 52 آية وهي السوره رقم 68 من سور القران الكريم،  للتعرف بشكل أكثر على سوره القلم وتفسير آياتها العظيمة يقدم لكم محيط هذا الموضوع.

سورة القلم

سورة القلم
سورة القلم

تتكون سورة القلم من 25 آية بالتمام كل آية من هذه الآيات لها تفسير خاص بها ولها معنى خاص بها من الله سبحانه وتعالى كما أن لها تفسير خاص.

قبل البداية بعمل تفسير لآيات سورة القلم لابد من التعرف على آياتها الكريمة مع تفسير الآيات.

 “ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ”

  • تبدأ سورة القلم بالقسم بأول ما خلق الله وهو القلم الذي يستخدم بكل ما هو مهم مثل كتابة السيئات والحسنات من قبل ملائكة رب العالمين وغيرها من الكتابات المهمة والنافعة.

“مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ”

  • هذه الرسالة في سورة القلم موجهة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ليس بشخص مجنون أو متهاون بنعمة الله عليك ونور الرسالة الذي أرسله إليه ليهدي به الناس.

“وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ “

  • يواصل الله توجيه الحديث إلى رسوله الكريم ليوعده بالأجر الكامل والثواب الغير ناقص على ما قام به من دعوة الناس وتبليغ الرسالة.

“وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”

  • هذه الآية تتضمن وصف الرسول عليه الصلاه حيث وصف الله سبحانه وتعالى رسول الله عليه الصلاه والسلام بأنه صاحب أخلاق عظيمة وعلى الجميع أن يقتدي بأخلاقه صلى الله عليه وسلم.
  • قد ظهرت اخلاق الرسول في تعاملاته مع نسائه أو مع الصحابة وغيرها من التعاملات المختلفة خلال فترة رسالته عليه أفضل الصلاة والسلام.

“فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ”

  • يوجه الله سبحانه وتعالى إلى محمد بأنه سيرى خلال وقت قريب ما سيفعله الله سبحانه وتعالى ونصره له.

“بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ”

  • كما سيرى هؤلاء الكفار أنهم هم المصابون بهذه الفتنة وليس أنت كما اتهموا الرسول بأنه ساحر ومجنون وما يقوله غير صحيح.

تفسير آيات سورة القلم

سورة القلم
سورة القلم

“إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ “

  • يقول الله سبحانه وتعالى بأن العلم كله عنده فهو يعلم من  قد انحرف عن الطريق المستقيم ويعلم ذلك الشخص الذي اهتدى للصواب ويعرف ما الذي يتوجب عليه فعله.

“فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ”

  • يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه بأن لا يستمع إلى من يكذبون ويقولون كلام غير صحيح ولا يتبع طريقهم ولا يسمع أحاديثهم.

“وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ”

  • يعني يقول الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أن هؤلاء الأشخاص الذين يكذبون أرادوا أن تتعامل معهم بشكل لين وتميل إليهم حتى يتعاملوا معك بنفس هذا الشكل.

“وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ”

  • يوصل الله سبحانه وتعالى نصائحه لرسوله بقوله لا تطع كل حلاف مهين أي لا تطع كل شخص حقير يعمل على ذكر اسم الله والحلف به بشكل كاذب ودون أن يكون هناك أمر صحيح.

“هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ”

  • هنا يكمل الله سبحانه وتعالى وصف هؤلاء الاشخاص الذين حذر منهم رسوله بأنهم يقومون بالنميمة ونقل الكلام بين الأشخاص ويوقعون الفتنة بينهم والمشاكلز

“مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ”

  • أحد عيوب هؤلاء الأشخاص أيضاً انهم لا يجودون بالأموال الموجودة لديهم كما أنهم يقومون بمنع كل أمر جيد عن غيرهم من الناس وكل وظيفتهم في الحياة هي الإيذاء والاعتداء على الآخرين.

“عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ”

  •   الشخص العتل هو الشخص الذي يتميز بفعل الفواحش كما أنه شخص لديه صفات لئيمة و نسب هذا الشخص يكون مختلط أي أنه يتم كتابته باسم شخص غير أبيه الحقيقي.

“أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ”

  • الهدف من انتساب الشخص غير والده هو قال لي لديه الكثير من المال والسلطة أي بهدف الطمع في ماله.

” إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ”

  • يصف الله سبحانه وتعالى هذا هؤلاء الاشخاص بأنهم عندما يسمعون ذكر الله سبحانه وتعالى ويسمعون آيات القرآن الكريم لا يصدقونها ويصفونها بأنها من وحي الخيال كما أنها شيء من الخرافات التي اخترعها الأشخاص السابقون من الأقوام السابقة.

“سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ”

  • هذه الآية تعني أن الله سبحانه وتعالى سوف يقوم بتمييز هذا الشخص بعلامة تجعل الجميع يعرفونه وهي أنه ستكون هناك علامة مميزة موجودة فوق أنفه.

شرح سورة القلم

“إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ”

سورة القلم
سورة القلم
  • يتحدث رب العزة عن الأشخاص الذين يقيمون في مكة حيث يقول أننا أرسلنا إليهم بلاء الجوع ونقص الطعام.

” كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ”

  • شبه هؤلاء الأشخاص بأصحاب البستان الذين حلفوا  بالله سبحانه وتعالى أنهم حينما يأتي الصباح سيقومون بقطع كل الثمار الموجودة داخل الحديقة حتى لا ياكل منها أي شخص.
  • كان جزاء أصحاب الجنة أن قتلهم الله سبحانه وتعالى بالجوع وزوال النعم التي أرسلها لهم.

” وَلَا يَسْتَثْنُونَ”

  •   أي أنهم لم يذكروا اسم الله سبحانه وتعالى حينما قال هذا الشيء ولم يقول كلمة إن شاء الله.

“فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ”

  • أرسل الله ملائكة العذاب ليحرقوها أثناء استغراقهم في النوم. 

” فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ”

  • صارت بعدها محترقة ومتفحمة تماما كسواد الليل.

“فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ”

  • عندما استيقظوا في الصباح نادوا على بعضهم للذهاب.

“أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ”

  • هيا اتجهوا إلى زرعكم مبكرا فقوموا بحصده لو لازلتم ثابتين على قراركم.

“فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ”

  • اتجهوا إلى زرعهم بسرعة وهم يتكلمون فيما بينهم بصوت خافت حتى لا يسمعهم أحد.

“أَنْ لَا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِسْكِينٌ”

  • حتى لا يشعر أحد من المساكين بكم فيأتون إلى الحديقة.

“وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ”

  • اتجهوا إلى حديقتهم لينفذوا ما أرادوا بان يحصدوها مبكرا دون أن يعطوا المساكين حقهم في الثمار.

“فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ”

  • عندما وصلوا حديقتهم رأوها محترقة ومتفحمة اعتقدوا أنهم ضلوا الطريق لها وأنها ليست هي.

“بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ”

  •   عندما تأكدوا أنها هي حديقتهم ندموا، فقالوا لقد حرمنا من خير الحديقة كما اردنا حرمان المساكين منها.

“قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ”

  • قال أكثرهم عدلا ألم أنصحكم أن تستثنوا الثمار للمساكين وتسبحوا لله.

” قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ “

  • اعترفوا بعد ان فهموا الدرس أن الله لم يظلمهم بل ظلموا هم أنفسهم بحرمان المساكين من حقهم وتقديمهم للعمل السيئ.

“فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ”

  • فاتجه كل منهم نحو الأخر ليلومه على استثناء المساكين ونيتهم السيئة.

“قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ”

  • اعترفوا بما فعلوا قائلين لقد كنا ظالمين إذ منعنا حق الفقراء الذي أمر الله به.

“عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ”

سورة القلم
سورة القلم
  • نرجوا من الله ان يرزقنا بما هو أفضل منها، خاصة وقد ندمنا على فعلتنا واعترفنا بها واتجهنا إلى الله راغبون في العفو والتوبة.

“كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ”

  • وهكذا يكون عذاب الله للمخطئين في الدنيا مثل عذاب أصحاب الحديقة، ولكن عذاب الله في الآخرة أشد وأقوى، ولو علم العباد ما ارتكبوا ما يغضب الله أبدا.

“إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ”

  • لكن المتقين الملتزمين بطاعة الله قد كتب الله لهم الجنة ونعيمها جزاءا لهم على عملهم الطيب.

“أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ”

  • هل يتساوى عند الله الطائعين بالعصاة في الجزاء؟

“مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ”

  • كيف تفكرون بتلك الطريقة الظالمة لكي تساوون بين الظالم والعادل في الجزاء.

“أَمۡ لَكُمۡ كِتَٰبٞ فِيهِ تَدۡرُسُونَ”

  • فهل عندكم كتاب سماوي يذكر فيه أن الظالم والمطيع سواء في الجزاء فتطيعوه.

“إِنَّ لَكُمۡ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ”

  • إذا فهذا الكتاب مذكور فيه ما ترغب أنفسكم فقط وذلك لا يجوز.

“أَمۡ لَكُمۡ أَيۡمَٰنٌ عَلَيۡنَا بَٰلِغَةٌ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّ لَكُمۡ لَمَا تَحۡكُمُونَ

  • أم هل حصلتم مننا على عهود ووعود واجبة ليوم القيامة بأن يحدث لكم ما تريدون وترغبون.

” سَلۡهُمۡ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ”

  • قم يا محمد بسؤال المشركين هل عندهم مثل هذه الضمانات فيستمروا بما يفعلون؟

“أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَآءُ فَلۡيَأۡتُواْ بِشُرَكَآئِهِمۡ إِن كَانُواْ صَٰدِقِينَ”

  • أم يملكون آلهة سوف تحميهم وتحقق لهم ما يزعمون، فلو كان ذلك فليدعوهم الينا لو صدقوا في كلامهم.

“يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ”

  • سوف يظهر يوم القيامة رياء الكفار حيث يطلب منهم السجود فلا يستطيعون ولكن يسجد لله كل مؤمن سجد له في الدنيا حبا وطاعة وليس رياء ونفاق.

“خَٰشِعَةً أَبۡصَٰرُهُمۡ تَرۡهَقُهُمۡ ذِلَّةٞۖ وَقَدۡ كَانُواْ يُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمۡ سَٰلِمُونَ”

  • تنكسر ابصارهم ذلة وقهر مما يرون من عذاب الله بعد أن كانوا في حياتهم اصحاء يستكبرون عن السجود لله عند دعوتهم لأداء الصلاة والعبادة.

“فَذَرۡنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِۖ سَنَسۡتَدۡرِجُهُم مِّنۡ حَيۡثُ لَا يَعۡلَمُونَ”

  • اتركني يا محمد مع من يكذب كلامي وقرآني فأنا كفيل بهم فأعقبهم واستدرجهم بالنعم حتى لا يعلموا أنهم هالكون إلا بعد فوات الأوان.

“وَأُمۡلِي لَهُمۡۚ إِنَّ كَيۡدِي مَتِينٌ”

  • سوف أمنحهم العمر الطويل ليرتكبوا مزيدا من الأخطاء والذنوب فإن كيدي قوي بالكافرين.

“أَمۡ تَسۡ‍َٔلُهُمۡ أَجۡرٗا فَهُم مِّن مَّغۡرَمٖ مُّثۡقَلُونَ”

  • هل تسألهم يا محمد أجرا غاليا على تبليغهم بالرسالة والهدى فهو حائرون في دفعة؟

“أَمۡ عِندَهُمُ ٱلۡغَيۡبُ فَهُمۡ يَكۡتُبُونَ “

  • أم كانوا يعلمون الغيب فيكتبوا عن أنفسهم أنهم أفضل من المؤمنين مكانة عند الله.

“فَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٞ “

  • يا محمد اصبر لما أمر به ربك من بقائهم وتأخير هزيمتهم، ولا تصبح متعجل وغضبان مثل يونس عليه السلام صاحب الحوت.

” لَّوۡلَآ أَن تَدَٰرَكَهُۥ نِعۡمَةٞ مِّن رَّبِّهِۦ لَنُبِذَ بِٱلۡعَرَآءِ وَهُوَ مَذۡمُومٞ “

  • لولا أن أنعم الله عليه بالتوبة والمغفرة فأمر الحوت أن يلفظه في العراء وهو ملوم مذموم.

“فَٱجۡتَبَٰهُ رَبُّهُۥ فَجَعَلَهُۥ مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ” 

  • فاختاره الله ليكون رسولا له واصلح له حاله كله أعماله ونيته وأقواله.

“وَإِن يَكَادُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزۡلِقُونَكَ بِأَبۡصَٰرِهِمۡ لَمَّا سَمِعُواْ ٱلذِّكۡرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُۥ لَمَجۡنُونٞ”

  • عندما يسمع الكفار كلام الله ينظرون لك يا محمد بكره وبغضاء شديدة تكاد توقعك من مكانك قائلين عليك مجنون.

“وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ”

سورة القلم
سورة القلم
  • لكنه قرآن به الموعظة والخير لخلق الله جميعا إنس أو جن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق