وسواس التلوث العقلي

وسواس التلوث العقلي هو نوع من أمراض الوسواس القهري، ولكنه يعتبر النوع الأغرب والأخطر على الاطلاق،  حيث أنه مرتبط بالعقل وما يدور داخله من تصرفات مزعجة تجاه الشخص المريض بالوسواس والمحيطين به أيضًا، فبنا نتعرف من خلال هذا المقال على أسبابه وعلاجه.

وسواس التلوث العقلي صورة رقم 3
وسواس التلوث العقلي

وسواس التلوث العقلي

قد يصاب الإنسان بمرض وسواس التلوث العقلي، والذي يتم تشخصيه بأنه أخطر أنواع الوسواس القهري، وهو عبارة عن أفكار وتخيلات معينة تجول داخل عقل المريض،

قد تكون مؤذية له ومزعجة للآخرين، وتترجم تلك الأفكار لتصرفات تسبب الاحراج للمريض، وقد تؤدي به إلى العزلة عن المجتمع، وخسارة أشياء قيمة في الحياة،

ولكن أثبتت الدراسات الطبية أن هذه الحالة يمكن علاجها بالطب النفسي والعلاجات الدوائية أيضًا، ويشفى منها الكثير من الحالات بفضل الله سبحانه وتعالى.

وسواس الاكتناز

الاكتناز القهري هو أحد أنواع وسواس التلوث العقلي، حيث أن المريض به يعاني من حالة تخزين الأشياء الغير هامة والقديمة بشكل مبالغ فيه، حيث يعتبر أنها من ممتلكاته ولا يستطيع التخلص منها، وهذه الحالة يعاني منها عدد كبير من الأشخاص الذين دائمًا يعتقدون أن الأشياء القديمة ربما نحتاج إليها في وقت لاحق، أو أن تكون الأشياء القديمة الغير نافعة لها ذكريات معينة في عقولهم ولا يستطيعون التفريط فيها، ولكن تؤثر هذه الحالة بشكل سلبي على أسلوب معيشة المريض بها، حيث أنها تجعل المكان محل السكن مليء بالفوضى العارفة بسبب تكدس الأشياء بشكل مفرط.

أسباب وسواس الاكتناز

لا توجد أسباب طبية او علمية معروفة إلى الآن وراء الاكتناز القهري أو ما يسمى بوسواس الاكتناز، ولكنه يرجع إلى عدد عوامل هي ما تسبب ذلك أهمها:

  • التاريخ العائلي: حيث يرجع ذلك لوجود أشخاص آخرين في العائلة مصابين بالاكتناز القهري، مما يؤدي إلى تدخل العامل الوراثي.
  • إصابات الدماغ: حيث ان تعرض الشخص لأي إصابة في الدماغ، قد تؤدي بشكل غير مباشر إلى الإصابة بالاكتناز القهري.
  • ضغوطات الحياة: تعرض الشخص للصدمات في حياته مثل فقد عزيز عليه، قد تؤدي أيضًا إلى الإصابة بأعراض الاكتناز القهري وقد تزداد حدته وأعراضه.
  • اختلال وظائف المخ والأعصاب: قد يكون أيضًا سببًا في ظهور تلك الأعراض على الشخص. 

أعراض وسواس الاكتناز

من أكثر الأعراض المرضية التي تظهر على صاحب حالة وسواس الاكتناز ما يلي:

  • حب الاحتفاظ بالأشياء القديمة الزائدة عن الحاجة أو الغير هامة بشكل مفرط وغير مبرر.
  • يجد المصاب صعوبة كبيرة واحساس بالخوف من التخلص من الأغراض الغير هامة عديمة القيمة.
  • دائمًا يشعر برغبة في التأجيل أو التردد في تنظيم المكان من حوله.
  • قد تزداد رغبته في الجلوس في مكان فوضوي بسبب ما يكدسه من أشياء غير ضرورية.

أضف إلى معلوماتك: دواء بوسبار لعلاج حالات الاكتئاب والوسواس القهري

علاج وسواس الاكتناز

يوجد نوعين من أنواع الاكتناز القهري أو وسواس الاكتناز، وهما:

العلاج المعرفي السلوكي

هذا النوع من العلاجات يتضمن تعليم المريض كيفية التنظيم واتخاذ القرار، ويحرص الطبيب المختص على فهم أسباب الاكتناز لدى المريض ومحاولة التقليل من الخوف الناتج عن فكرة التخلي عن الأشياء الغير ضرورية،

وتعليمه الاسترخاء الذي يجعله يتصرف بحكمة مع ممتلكاته ويتعلم أن يتخذ القرار بالتخلص من الأشياء الغير هامة بصورة تدريجية.

الأدوية

في بعض الاحالات يلجأ الطبيب المختص إلى وصف علاج دوائي للتقليل من هذ الحالة، مع بعض العلاجات المضادة للاكتئاب المعرفي السلوكي لتقليل حدة أعراض وسواس الاكتناز.

لا تفوت فرصة مشاهدة: تجربتي مع الوسواس القهري الجنسي

وسواس التلوث العقلي صورة رقم 5
وسواس التلوث العقلي

وسواس الذكريات

هو حالة من اضطراب وسواس التلوث العقلي، والتي تصيب الذاكرة، فهي تسيطر على عقل المصاب بحيث تذكره بالعديد من الأحداث التي حدثت منذ زمن بعيد،

وقد قيل أن هذه الحالة تصيب عدد كبير من الأشخاص كل عام وتؤثر على حياتهم بشكل سلبي، وهذه الحالة تحتاج إلى تدخل طبي وعلاج سريع في حالة بعد المصاب عن الأحداث الواقعية

ودخوله في حالة من تذكر أحداث الماضي التي قد تؤدي به إلى الدخول في نوبات من الاكتئاب والوسواس القهري، ومن أهم أسبابه:

ذكريات لا تنسى

قد يعاني الشخص المصاب بوسواس الذكريات من وجود بعض الذكريات التي لا يقدر على نسيانها وتتعلق في ذهنه، كما تكون مرتبطة بشخص عزيز عليه ورحل عنه بدون أسباب،

ومن هنا يبدأ العقل بعمل استعادة لجميع الذكريات التي تربطه بهذا الشخص والتعامل معها من جديد على أنها واقع، ولا يستطيع نسيانها.

التعرض لصدمة

تعرض الشخص لصدمة عنيفة من موقف ما في حياته، قد تؤثر على عقله وتجعله دائمًا يتذكر أحداث هذا الموقف، لدرجة أنه يتذكر ما جعله يتألم أو الشعور الذي شعر به وقتها.

تجربة مريرة

مرور الشخص بقصة حب قوية في حياته وتنتهي بالفشل قد تجعله يصل لمرحلة متطورة من وسواس الذكريات التي تلاحقه، وتجعل عقله يفكر بها ويسترجع الماضي

ويتذكر جميع الأحداث والذكريات التي مر بها في تلك العلاقة، بالإضافة إلى تذكر تفاصيل دقيقة وعدم القدرة على تجاوز هذه المرحلة، وأيضا القسوة في الطفولة

انفصال عن الواقع، فقدان أشخاص أعزاء، ذكرى مرتبطة بمكان معين، كل هذه الأسباب تكون سببًا في الإصابة بوسواس الذكريات.

قد يهمك أيضا التعرف على: ما هو الوسواس القهري | أهم اسبابه وأعراضه وعلاجه

وسواس التماثل والترتيب

يصاب بعض الأشخاص بوسواس التماثل والترتيب والذي فيه يقومون بأفعال متكررة بشكل مفرط، أو الرغبة في التحقق من الأشياء بشكل مستمر،

أو التنظيف وغسل الأيدي بشكل مبالغ فيها، حيث تؤثر تلك الأفعال على التفاعلات الاجتماعية اليومية، وهي نوع من أنواع الوسواس القهري.

أنواع الوسواس القهري عند الأطفال

تعرف الوساوس في الغالب بأنها تلك المخاوف التي تتردد داخل عقل الشخص من أن يتعرض هو أو شخص عزيز عليه لأذى، مثل الخوف من المرض أو الموت أو حتى الإصابة بالتلوث.

أما بالنسبة للسلوكيات القهرية التي تصاحب الوسواس القهري، هي تلك السلوك الذي هدفه تدبير الشكوك بشكل مبالغ فيه،

حيث يقوم الطفل بالإفراط في عمل سلوك معين حتى يطمئن قلبه بشأن حدوث شيء ما، ( مثل التحقق بصورة متكررة من أن الباب مغلق)، وذلك للاطمئنان من عدم حدوث شيء سيئ، أو تقليل الشعور الناتج عن الوسواس القهري داخلهم.

تبدأ أعراض اضطراب الوسواس القهري، ومنه تأتي أعراض وسواس التلوث العقلي في الظهور عند سن 19 إلى 20 عام، وقبل عمر 14 عام عند حوالي 25% من الحالات،

ولكنها قد تختفي عند وصول الطفل لسن البلوغ، ويمكن علاجه باستخدام الأدوية العلاجية أو العلاج السلوكي النفسي، وتكون اضرابات الوسواس القهري متعددة مثل:

اضطراب تشوُّه صور الجسم body dysmorphic disorder

هذا النوع ينطوي تحت شعور الأطفال بالاهتمام الزائد بعيب متخيل في المظهر، بمعنى أن تراه مهتم بحجم الأنف أو الأذنين أو الانشغال بشكل مبالغ فيه بمشكلة بسيطة مثل الثؤلول.

اضطراب التكديس hoarding

في هذا النوع من الاضطرابات، ترى الأطفال لديهم رغبة ملحة في أن يكدس الأشياء بشكل كبير، لدرجة أنه لا يشعر بقيمتها لمجرد أن لديهم فكرة في عقولهم تجعلهم لا يستطيعون التخلي عن هذه الأشياء.

بعد أن أوضحنا لكم تعريف وسواس التلوث العقلي، وتعرفنا معًا على أنواعه وأسبابه وعلاجه، نستطيع القول بأن غالبية البشر مصابين بتلك الاضطرابات ولكن بنسب مختلفة، وعلينا اللجوء للأطباء المتخصصين في حالة ازدياد الأعراض عن الطبيعي. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق