فرائض الصلاة | ما هي فرائض الصلاة وما هي سننها بالتفصيل

تعرف على فرائض الصلاة وعلى ما هي فرائض الصلاة وما هي سننها بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث تعد الصلاة أحد أركان الإسلام الخمسة وهي عماد الدين، فلا يتحقق إسلام المرء إلا بأداء الصلاة، وهي الصلة والرابط التي تربط العبد بربه وتشعره بوجوده ومعيته عز وجل، لذلك وجب على كل مسلم أن يهتم بصلاته ويحافظ عليها وأن يتعرف على فرائض الصلاة وسننها بالتفصيل حتى ينال رضا الله سبحانه وتعالى ويفوز بجنته.

ما هي فرائض الصلاة

تتواجد عدة فرائض للصلاة ولا تتحقق صحة الصلاة إلا بتحقيق تلك الفرائض، وتتمثل فرائض الصلاة في كا ما يلي ذكره:

عقد النية

قال العلماء أن عقد النية من أركان الصلاة، وقيل أيضا أنها أحد شروط الصلاة التي يجب أن تطبق لتكون الصلاة صحيحة، وقد جاء في القرآن الكريم الدليل على فرضية عقد النية قبل الصلاة، حيث قال تعالى في سورة البينة:

(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)

كما قال الرسول الأمين (صل الله عليه وسلم):

(إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى)

ويعرف عن النية أن محلها القلب، ولا يشترط أن يتلفظ بها الإنسان لتتحقق، وإنما يجب أن يستشعر الإنسان الأمر المقبل عليه وأن يعزم على تحقيقه ويبدأ في القيام به.

تكبيرة الإحرام

يرى جمهور الفقهاء أن تكبيرة الإحرام أحد أركان الصلاة، بينما يرى الحنفية أنها شرط من شروط الصلاة، وتكبيرة الإحرام هي قول المصلي (الله أكبر) في أول الصلاة.

والدليل على فرضية تكبيرة الإحرام أنها من فعل النبي (صل الله عليه وسلم)، فقد قال أبي حميد الساعدي (رضي الله عنه):

(أنا أَعلمُكُم بصلاةِ رسولِ اللَّهِ صلَّ اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ إذا قامَ في الصَّلاةِ اعتدلَ قائمًا، ورفعَ يديهِ حتَّى يحاذيَ بِهما منْكِبيهِ، ثمَّ قالَ اللَّهُ أَكبرُ)

القيام أثناء الصلاة مع القدرة على ذلك

لقد إتفق جمهور الفقهاء على أن القيام أثناء الصلاة مع القدرة على ذلك وخصوصا في صلاة الفرض أحد فرائض الصلاة.

كما إتفقوا أيضا على سقوط ذلك الفرض عن المريض الذي يعجز عن القيام، فهو في تلك الحالة مصرح له بأن يصلي على الحالة والهيئة التي يستطيع بها الصلاة.

أما في حالة كان يصلي المصلي صلاة غير الفريضة، فإنه يجوز له في تلك الحالة الصلاة وهو قاعدا حتى وإن كان يستطيع القيام.

ويرى المذهب الحنفي إستثناء كل من ركعتي الفجر وصلاة الوتر والصلاة المنذورة من ذلك، حيث يروا بأنه يجب أن يقوم المصلي أثناء أداء تلك الصلوات حتى وهي من غير الفريضة.

ويكون القيام أثناء الصلاة في كل الأفعال والحركات التي يجب فيها القيام، مثل القراءة والقيام من الركوع والسجود وغيرها.

ويرى الحنفية أنه يجب أن يكون القيام المفروض بقدر ما يسع القراءة المفروضة فقط، مثل أن يقرأ المصلي آية طويلة أو ثلاث آيات قصيرة.

ويرى المالكية أن القيام في صلاة الفروض يتمثل في تكبيرة الإحرام وقراءة الفاتحة والسورة القصيرة والنزول للركوع.

قراءة سورة الفاتحة
قراءة سورة الفاتحة

لا تفوت فرصة التعرف على: هل يجوز الصلاة أثناء الأذان في الإسلام

قراءة سورة الفاتحة

لقد إتفق جمهور الفقهاء على أن قراءة سورة الفاتحة في جميع ركعات الصلاة أحد فروض الصلاة التي يجب تحقيقها، فلا تصح الصلاة وتكون باطلة إذا ترك المصلي قراءة سورة الفاتحة وهو عامدا في أي ركعة من ركعاتها.

ويكون ذلك سواء في صلاة الفروض أو السنن، وإذا نسيها المصلي أثناء أداؤه للصلاة فعليه أن يأتي بركعة بدل الركعة التي نسى بها قراءة سورة الفاتحة.

الركوع

لقد إتفق جمهور الفقهاء على أن الركوع من فرائض الصلاة، وقد إستدلوا على ذلك بما جاء في سورة الحج، حيث قال الله سبحانه وتعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا)

ويعرف الركوع بأنه الإنحناء ووصول اليدين إلى الركبتين، كما يجب الشعور بالطمأنينة أثناء الركوع وتسبيح الله سبحانه وتعالى، فقد قال النبي الكريم (صلوات الله وسلامه عليه):

(ثُمَّ ارْكَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا)

الرفع من الركوع

يعد الرفع من الركوع أحد فرائض الصلاة، وذلك لقول النبي (صل الله عليه وسلم):

(فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ)

ويحدث الرفع من الركوع عن طريق إعتدال المصلي قائما مع شعوره بالطمأنينة، وتكبير الله عز وجل.

السجود

يعرف السجود بأنه عبارة عن سجدتين في كل ركعة من ركعات الصلاة، سواء كانت الصلاة من الفرائض أو السنن، ويكون عن طريق سجود السجدة الأولى ثم الرفع منها مع الجلوس لتسبيح الله سبحانه وتعالى، ثم السجدة الثانية.

ويجب الشعور بالإطمئنان أثناء السجود والدعاء إلى الله عز وجل مع اليقين التام في الإجابة، ومن دلائل فرضية السجود في الصلاة سواء كانت فرض أو سنة، قول الرسول (صل الله عليه وسلم):

(ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا)

ولا يوجد مقدار زمني محدد للسجود، فهو يبدأ بشعور المصلي بالطمأنينة وإستقرار أعضاءه وينتهي بإنتهاء المصلي من الدعاء بما يريد من خيري الدنيا والآخرة.

وقد قدر بعض علماء الفقه قدر السجود بقدر تسبيحة واحدة، ويكون السجود عن طريق الجلوس على كل من الوجه والكفين والركبتين والقدمين.

التشهد الأخير والجلوس فيه
التشهد الأخير والجلوس فيه

لا تفوت فرصة التعرف على: ما هي أذكار بعد الصلاة | تعرف على أهميتها وفضائلها 2024

التشهد الأخير والجلوس فيه

إجتمع جمهور الفقهاء على أن التشهد الأخير والجلوس فيه من فرائض الصلاة، حيث أن الصلاة تبطل إذا ترك المصلي التشهد الأخير، سواء كان ذلك سهوا أو عمدا.

والدليل على ذلك هو قول النبي (صل الله عليه وسلم):

(كنَّا نقولُ قَبلَ أن يُفرَضَ علينا التشَهُّدُ: السَّلامُ على اللهِ مِن عِبادِه، فقال النَّبيُّ: لا تقولوا السَّلامُ على اللهِ، ولكِنْ قُولوا: التحِيَّاتُ للهِ)

كما أنه من فعل النبي (صلوات الله وسلامه عليه)، وهي أهم الدلائل على فرضية التشهد الأخير في جميع الصلوات سواء الفروض منها أو النوافل.

وقد قال الإمام مالك بأنه سنة مؤكدة، وأن الفرض فيه هو الجزء الذي يكون فيه التسليم فقط لا غير، ويرى أبو حنيفة أن الجلوس بقدر قول التشهد الأخير هو ركن من أركان الصلاة، وليس التشهد نفسه.

وجاءت صيغة التشهد كما ورد عن أحد الصحابة (رضوان الله عليهم أجمعين)، حيث قال:

(عَلَّمَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكَفِّي بيْنَ كَفَّيْهِ، التَّشَهُّدَ، كما يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ، والصَّلَوَاتُ والطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أيُّها النبيُّ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وعلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ)

وهذه الصيغة تعد أصح صيغ التشهد، كما أجاز جمهور الفقهاء جميع صيغ التشهد التي وردت عن النبي (صل الله عليه وسلم) في الأحاديث النبوية الصحيحة.

التسليم

يعد التسليم من الصلاة أحد أركان الصلاة عند جمهور الفقهاء، ويرى المذهب الحنفي عدم ركنيته، وقد إستدل جمهور الفقهاء على فرضيته بمداومة النبي (صل الله عليه وسلم) على فعله.

بالإضافة إلى قول السيدة عائشة (رضي الله عنها) في وصف صلاة النبي (صل الله عليه وسلم):

(وكانَ يَخْتِمُ الصَّلَاةَ بالتَّسْلِيمِ)

سنن الصلاة والحكمة من مشرعيتها
سنن الصلاة والحكمة من مشرعيتها

لا تفوت فرصة التعرف على: تعريف الصلاة لغة واصطلاحا وأهميتها

سنن الصلاة والحكمة من مشرعيتها

تعرف سنن الصلوات الخمس بإسم الرواتب، وتنقسم تلك السنن إلى سنن قولية وسنن فعلية، وهي السنن المؤكدة التي تم ثبوت مداومة النبي (صل الله عليه وسلم) عليها.

وهي تلك الصلوات الملازمة لصلاة الفروض، سواء كانت تلك السنن قبلية أو بعدية، وقد إجتمع جمهور الفقهاء على أن عددها إثنى عشر ركعة.

حيث ورد عن ابن عمر (رضي الله عنه) أنه قال:

(حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ. وَكَانَتْ سَاعَةً لا يُدْخَلُ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِيهَا،حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ: أنَّه كانَ إذَا أذَّنَ المُؤَذِّنُ وطَلَعَ الفَجْرُ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ)

وتتمثل الحكمة من مشروعية صلاة السنة في رحمة الله سبحانه وتعالى ورأفته بعباده، لذلك فقد أباح الله عز وجل لنا النوافل والتطوع في أداء العبادات.

حيث أن أداء صلاة السنة تقوم بإكمال النقص في صلاة الفرائض وتجبرها يوم القيامة، فقد جاء عن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن النبي (صل الله عليه وسلم) قال:

(إن أولَ ما يُحَاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ المكتوبةُ فإن أَتَمَّها وإلا قيل انظُروا هل له من تَطَوُّعٍ فإن كان له تَطَوُّعٌ أُكْمِلَتِ الفريضةُ من تَطَوُّعِهِ ثم يُفْعَلُ بسائرِ الأعمالِ المفروضةِ مِثْلُ ذلك)

كما أن الصلاة تقوم بزيادة الأنس بالله تعالى والتقرب إليه وإستشعار معيته، فقد ورد عن النبي (صلوات الله وسلامه عليه) أنه قال:

(أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ، وهو ساجِدٌ)

وقد ورد عن ربيعة بن كعب الأسلم (رضي الله عنه) أنه قال:

(كُنْتُ أبِيتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فأتَيْتُهُ بوَضُوئِهِ وحَاجَتِهِ فَقالَ لِي: سَلْ فَقُلتُ: أسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ في الجَنَّةِ. قالَ: أوْ غيرَ ذلكَ قُلتُ: هو ذَاكَ. قالَ: فأعِنِّي علَى نَفْسِكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ)

ويحصل العبد على زيادة في الأجر ورفع درجاته وتكفير ذنوبه عند أداؤه لصلاة السنن الرواتب.

ما هي سنن الصلاة
ما هي سنن الصلاة

لا تفوت فرصة التعرف على: حكم الصلاة وأهميتها في الإسلام

ما هي سنن الصلاة

توجد إثنى عشر ركعة من المستحب تأديتها للفوز بالأجر العظيم، وهي متوزعة على الوجه الآتي:

سنة الفجر

تعرف سنة الفجر بأنها ركعتان قبل ركعتي الفريضة، حيث ورد عن السيدة عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت:

(أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَمْ يَكُنْ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مُعَاهَدَةً منه علَى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ)

ويتواجد فضل كبير جدا وثواب عظيم لركعتي سنة الفجر، فقد قال فيهما النبي (صل الله عليه وسلم):

(رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا)

سنة الظهر

تم ثبوت سنة الظهر على النبي (صل الله عليه وسلم) على أنها ست ركعات، وهو ما ورد عن عبد الله بن شقيق عن السيدة عائشة (رضي الله عنها) حين سألها عن صلاة النبي أنها قالت:

(سَأَلْتُ عَائِشَةَ عن صَلَاةِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، عن تَطَوُّعِهِ؟ فَقالَتْ: كانَ يُصَلِّي في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فيُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ)

سنَّتا المغرب والعِشاء

وقد ثبت عن النبي (صل الله عليه وسلم) أنه كان يصلي ركعتان بعد صلاة المغرب، ويستحب لسنة المغرب أن تؤدى في البيت، فقد جاء عن رافع بن خدي أنه قال:

(أتانا رسول الله صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ في بني عبدِ الأشْهلِ، فصلَّى بنا المغربَ في مسجدنا، ثمَّ قالَ: ارْكعوا هاتينِ الرَّكعتينِ في بيوتِكم)

وقد ثبت أن سنة العشاء ركعتين بعد صلاة العشاء، فقد جاء في حديث ابن عمر (رضي الله عنه) أنه قال:

(حَفِظْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ … ورَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ في بَيْتِهِ)

بذلك نكون قد تعرفنا على ما هي فرائض الصلاة وعلى سنن الصلاة والحكمة من مشروعية سنن الصلاة وفضلها العظيم، كما تعرفنا على تلك السنن سواء القبلية أو البعدية بالتفصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق