ما هو الكذب | أحاديث نبوية تنهى عن الكذب وتبين عقوبته 2024

تعرف على أهم بحث عن ما هو الكذب وعلى بعض الأحاديث النبوية التي تنهى عن الكذب وتبين عقوبته عبر موقع محيط، حيث يعد الكذب من أسوأ الخصال والصفات التي يمكن أن يتصف بها المرء، وذلك لما يأتي به من كوارث وعواقب وخيمة على حياة الفرد وجميع من حوله، فمن المعروف أن الكذب لا يؤدي إلا إلى الضلال في الدنيا والآخرة، كما أنه يعمل على إنعدام الثقة بين الناس، وفيما يلي سنتعرف على مفهوم الكذب وعلى بعض الأحاديث النبوية التي تنهى عنه وتبين عقوبته.

ما هو الكذب

يعرف مفهوم الكذب بأنه كل ما يأتي خلاف الصدق، أو يمكن أن يعرف بأنه الإخبار عن خلاف حقيقة الشيء، ولا فرق في ذلك الإخبار الكاذب إن كان من باب القصد أم كان من باب الخطأ.

وقد عرف النووي الكذب بأنه “الإخبار عن أحد الأشياء على خلاف طبيعته، سواء كان ذلك عن طريق العمد أو السهو، وسواء كان هذا الإخبار يخص الماضي أو المستقبل”.

ويعد الكذب خلق مذموم وسيء جدا يجب الإبتعاد عنه وتجنبه حتى لا نقع في مخاطره، ويجب العلم أنه لا يجوز الكذب سواء في الجد أم المزاح.

فقد توعد النبي (صل الله عليه وسلم) على من يكذب ليضحك الناس بالويل، حيث قال:

(ويلٌ للَّذي يحدِّثُ فيَكذِبُ ليُضحِكَ بِه القومَ، ويلٌ لَه، ويلٌ لَهُ)

كما يعد الكذب من الكبائر التي يعاقب عليها المرء ويأثم لفعله، فقد نهانا النبي محمد (صل الله عليه وسلم) عنه وحثنا على إجتنابه وبين لنا عقوبته وآثاره السيئة على كلا من دين المرء ودنياه.

حيث وردت الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي توضح لنا حكم الكذب في الإسلام، لذا يجب على كل مسلم الإمتثال إلى أمر الله عز وجل وإتباع سنة الرسول محمد (صل الله عليه وسلم)، وإجتناب تلك الخصلة الدنيئة.

حكم الكذب في الإسلام
حكم الكذب في الإسلام

لا تفوت فرصة التعرف على: حكم عن الصدق كي يبقى الحق شامخًا رغم أنف الكاذبين

حكم الكذب في الإسلام

أجمع جمهور الفقاء على أن الكذب من الأمور المحرمة شرعا، حيث جاءت العديد من النصوص والآيات القرآنية الصريحة التي توضح وتؤكد على أنه حرام شرعا، كما وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على ذلك أيضا.

حيث يعد الكذب من أسوأ الخصال وأكبر الذنوب التي قد يفعلها المرء، فإن الكذب يشعر فيه المرء بالخوف من الناس أكثر من الخوف من الله رب العالمين، وإلا ما أضطر المرء إلى الكذب.

ويعد الكذب أحد علامات النفاق التي ذكرها الرسول (صلوات الله وسلامه عليه) في حديثه الشريف الذي قال فيه:

(آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ)

  • ومن الآيات القرآنية التي وردت في تحريم الكذب ما جاء في سورة الإسراء، حيث قال الله سبحانه وتعالى:

(وَلا تَقفُ ما لَيسَ لَكَ بِهِ عِلمٌ إِنَّ السَّمعَ وَالبَصَرَ وَالفُؤادَ كُلُّ أُولـئِكَ كانَ عَنهُ مَسئولًا)

  • وورد في حديث رسولنا الكريم (صل الله عليه وسلم) وصف الكاذب، حيث قال:

(إنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حتَّى يَكونَ صِدِّيقًا، وإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)

عقوبة الكذب في الإسلام
عقوبة الكذب في الإسلام

لا تفوت فرصة التعرف على: انواع النفاق وما أصل ووقت ظهوره؟

عقوبة الكذب في الإسلام

يعرف الكذب بأنه كبيرة من الكبائر التي يعاقب عليها المرء ويأثم إن لم ينتهي عنه ويتوب إلى الله عز وجل، فلا يجب التهاون مع الكاذب وعدم محاسبته.

ومن أشد وأكبر أنواع الكذب التي قد يفعلها المرء هو الكذب على الله سبحانه وتعالى وعلى رسوله الكريم (صل الله عليه وسلم).

حيث أن من كذب على رسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) فقد تبوأ مقعده من النار، كما أن الإعتقاد في حلّ الكذب على الرسول كفيل بأن يكفر صاحبه ويخرجه من ملة الإسلام.

ويكون الكذب على الله جل جلاله وتقدست أسماؤه عن طريق القول عمّا حرّمه الله حلالا، وقد قال الله سبحانه وتعالى في عقوبة الكذب في الإسلام ما جاء في سورة آل عمران، حيث قال تعالى:

(فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)

حيث أوضحت الآية الكريمة السابقة أن عقوبة الكاذب هي اللعن، وهي العقوبة التي فرضها رب السماوات والأرض على من يكذب ويتصف بصفة الكذب الدنيئة.

وكان الرسول (صل الله عليه وسلم) إذا علم بأن أحد أفراد أهل بيته قد كذب، فإنه يعرض عنه ولا يتعامل معه حتى يتوب من تلك الكذبة ويرجع إلى ربه تعالى.

وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على أن الرسول (صل الله عليه وسلم) قد حارب الكذب محاربة شديدة، ومنعه عن أهل بيته وحرمه على أمته.

وقد أخبرنا (عليه أفضل الصلاة والسلام) بعقوبة الكاذب الشديدة التي تكون بعد موته، وهو ما جاء في الحديث الشريف حيث قال:

(أَمَّا الرَّجُلُ الذي أتَيْتَ عليه، يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إلى قَفَاهُ، ومَنْخِرُهُ إلى قَفَاهُ، وعَيْنُهُ إلى قَفَاهُ، فإنَّه الرَّجُلُ يَغْدُو مِن بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الكَذْبَةَ تَبْلُغُ الآفَاقَ)

الأمور التي يباح بها الكذب
الأمور التي يباح بها الكذب

لا تفوت فرصة التعرف على: تعريف الصدق | الصدق في الأسلام وآثاره

الأمور التي يباح بها الكذب

الأصل في حكم الكذب في الإسلام هو التحريم شرعا، ولكن توجد بعض الإستثناءات التي قد أباح الله سبحانه وتعالى الكذب فيها، وذلك للوصول إلى عاقبة محمودة لن تأتي إلا عن طريق ذلك الكذب المحمود.

  • فقد جاء عن أم كلثوم (رضي الله عنها) عن رسول الله (صل الله عليه وسلّم) أنه قال:

(ليسَ الكَذّابُ الذي يُصْلِحُ بيْنَ النَّاسِ، ويقولُ خَيْرًا ويَنْمِي خَيْرًا، قالَ ابنُ شِهابٍ: ولَمْ أسْمَعْ يُرَخَّصُ في شيءٍ ممَّا يقولُ النَّاسُ كَذِبٌ إلَّا في ثَلاثٍ: الحَرْبُ، والإِصْلاحُ بيْنَ النَّاسِ، وحَديثُ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ وحَديثُ المَرْأَةِ زَوْجَها)

فقد أوضح الحديث الشريف السابق الحالات التي يباح للمسلم الكذب فيها دون التعرض لعقوبته، وتلك الحالات بالتفصيل هي:

الحرب

حيث أن الحرب عبارة عن خدعة، ويجب الكذب فيها للتمكن من هزم أعداء الإسلام، والقيام بتمويههم بما لا يتواجد بطريقة غير مباشرة، وذلك بإستخدام الكذب ومخادعات الحروب التي تساعد على النصر في الحرب.

الصلح بين المتخاصمين

يجب على المصلح بين المتخاصمين القيام بالكذب على أحد الطرفين ونفي ما قد قال أو فعل أحدهما بالآخر، وذلك من باب الصلح بينهم وإبقاء الود قائم فيما بين بعضهما البعض.

فإن قام المصلح بقول الحقيقة ستزيد المشكلة بين الطرفين وسيتفاقم الخلاف بينهم، مما سيعمل على تعسر الإصلاح وزيادة الخصومة بين الناس والتباعد فيما بينهم.

الحياة الزوجية

تتواجد بعض الأحيان التي يحتاج فيها كلا من الزوج والزوجة الكذب على بعضهما البعض، ولكن يجب أن يكون ذلك الكذب لا يضر الناس فيما يخصهما.

حيث أن قول الحقيقة في بعض الحالات الزوجية من الممكن أن تُنشب مشكلة أو أن تجعل في قلب أحد الزوجين حقدا على الآخر، وتنزع كلا من الألفة والمودة من قلبهما تجاه بعضهما البعض.

أحاديث في النهي عن الكذب
أحاديث في النهي عن الكذب

لا تفوت فرصة التعرف على: من هو مسيلمة الكذاب واهم المعلومات عنه

أحاديث في النهي عن الكذب

تتواجد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي حثت على النهي عن الكذب وتجنبه وعدم الإتصاف به، ومن تلك الأحاديث الشريفة ما يلي:

  • ما جاء عن السيدة عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنها)، حيث قالت:

(ما كانَ خلقٌ أبغضَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ منَ الكذبِ ولقد كانَ الرَّجلُ يحدِّثُ عندَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بالكذبةِ فما يزالُ في نفسِه حتَّى يعلمَ أنَّهُ قد أحدثَ منها توبةً)

  • ما ورد في حديث الرسول (صل الله عليه وسلم)، حيث قال:

(كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ)

بذلك نكون قد تعرفنا على مفهوم الكذب وعلى حكمه وعقوبة فاعله في الإسلام، كما تعرفنا على الحالات والإستثناءات التي يباح فيها الكذب ولا يعاقب عليها الشرع.

بالإضافة إلى أننا قد ذكرنا بعض الأحاديث النبوية التي تنهى عن الكذب وتبين عقوبة فاعله في الدنيا والآخرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق