ارتفاع ضغط الدماغ بالتفصيل: 6 أعراض معروفة وطرق التغلب عليه

ارتفاع ضغط الدماغ مرض يهدد حياة الفرد ويسبب له العديد من الآلام والمشاكل الصحية المزعجة على الرغم من عدم انتشاره بشكل كبير، لذا وجب الوقوف على أهم أسبابه وأعراضه المعروفة، وكيفية السيطرة عليه طبيًا، في محاولة لتفادي الإصابة به والوقوع فريسة لمضاعفاته الخطيرة.

ارتفاع ضغط الدماغ

ارتفاع ضغط الدماغ Intracranial pressure

ينشأ زيادة ضغط الدماغ ICP عن زيادة ضغط الأجزاء المكونة للجهاز العصبي مثل خلايا المخ والأوعية الدموية الدماغية على الجمجمة وخاصةً السائل النخاعي، عن المعدل الطبيعي لها والذي يتراوح بين 10: 20 mmHg، الأمر الذي يستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا للسيطرة على ما يسببه من مخاطر قاسية قد تؤدي إلى الوفاة.

يطلق عليه أيضًا ارتفاع الضغط داخل القحف أو الورم المخي الكاذب، وهو من الأمراض التي تصيب نسبة نادرة من الحالات في العالم، حيث ينتج عن زيادة ضغط التجويف المحيط بالخ وخلايا الدماغ والنخاع الشوكي على الجمجمة، والتي تمثل الصندوق العظمي الذي يضم تلك الأجزاء.

لا يظهر زيادة ضغط الدماغ عند الفحص أو الكشف باستخدام الطرق المعتادة، حيث يحتاج الكشف عنه إلى مجموعة من الفحوصات الخاصة، وعادةً ما يكون طبيب العيون هو أول من يكتشفه، وهو من الأمراض المنتشرة أكثر بين النساء منه بين الرجال، خاصةً المصابات بالسمنة المفرطة وفي المرحلة العمرية ما بين 20 إلى 45، فيما يُعرف بسن الإنجاب، نتيجة الاضطرابات الهرمونية التي تصيبهن أو تناول حبوب منع الحمل.

شاهد أيضًا اعراض ضمور المخ وطرق علاج هذا المرض المجربة من خلال هذا المقال: اعراض ضمور المخ وطرق علاج هذا المرض المجربة

أعراض ارتفاع ضغط الدم

  • اضطراب الرؤية وصعوبة الرؤية الجانبية.
  • آلام وتقلصات قاسية بمنطقة الرقبة والظهر.
  • زيادة الرغبة في النوم والخمول المستمر.
  • سماع طنين دائم في الأذن، بالإضافة إلى اضطراب الإدراك، وفقد السيطرة على الاتزان التدريجي.
  • انقطاع الرؤية لبضع ثواني خاصةً عند الانحناء أو الكحة أو العطس المفاجيء.
  • الصداع الحاد المزمن على جانبي الدماغ، مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، خاصةً في الصباح الباكر.

أنواع ضغط الدماغ

  • الارتفاع الحاد لضغط الدماغ وينتج عن خلل أو تلف خلايا الدماغ أو إصابتها في حادث مثلاً، وحينها يسمى ضغط قحفي ثانوي، حيث أنه معلوم السبب، مما يسهل التعامل معه.
  • الارتفاع المزمن لضغط الدماغ وهو في الغالب ارتفاع مفاجيء مبهم، حيث لا يُعرف سببه الرئيسي لذا يطلق عليه ارتفاع الضغط داخل القحف مجهول السبب، وتتشابه أعراضه بشكل كبير مع أعراض ورم المخ ولذا يطلق عليه أيضا ضغط المخ الكاذب.

شاهد أيضًا اعراض نزيف الدماغ اسبابه وطرق علاجه من خلال هذا المقال: اعراض نزيف الدماغ اسبابه وطرق علاجه

مضاعفات ارتفاع ضغط الدماغ

  • الإصابة بالعمى أو فقدان البصر الكلي أو الجزئي، الناتج عن ورم عصب العين، فيما يعرف بـ ضمور العصب البصري الحليمي.
  • انخفاض ضغط التروية الدماغية Perfusion pressure ، مما يؤدي إلى ضعف وصول الدم بما يحمله من أكسجين ومغذيات إلى خلايا الدماغ.
  • تلف والتهاب خلايا الدماغ، والإصابة بنوبات من الغيبوبة، والذي قد تصل مضاعفاته إلى وفاة الشخص.
  • حتى مع تحسن الحالة مع العلاج الدوائي والتدخل الطبي، إلا إن المريض يظل مهددًا بهجمات مباعدة من هذا المرض وأعراضه الشرسة، لذا يجب عليه المتابعة المنتظمة لحالته الصحية.

الأسباب المؤدية إلى ارتفاع ضغط الدماغ

  • تناول بعض الأدوية والعقاقير، مثل بعض أنواع حبوب منع الحمل والستيروئيدات، والعقاقير التي تحتوي على نسبة من الهرمونات المحفزة للنمو، بالإضافة إلى بعض أنواع المضادات الحيوية.
  • تلف وتورم خلايا الدماغ، الإصابة بالورم الدبقي أو السحائي، وكذلك الإصابة بجلطة دماغية أو نزيف بالمخ نتيجة لعدوى دماغية معينة مثل التهاب السحايا.
  • الإصابة ببعض أمراض الكلى الخطيرة، أو مرض أديسون النادر، والذي ينتج عن خلل بالغدة الكظرية يؤثر على قيامها بوظائفها الأساسية من إفراز الهرمونات الهامة للجسم.
  • بعض الأمراض المناعية مثل الذئبة الحمامية lupus.
  • الإفراط في استخدام فيتامين A.
  • السمنة المفرطة وما تسببه من مضاعفات خطيرة على الصحة العامة، وبعض العوامل الوراثية.
  • اضطرابات الهرمونية بالجسم وخلل وظائف الغدد الصماء كالغدة الدرقية، والإصابة بمتلازمة المبيض متعدد التكيسات عند النساء.
  • فقر الدم والأنيميا الحادة والناتجة عن انخفاض نسبة كرات الدم الحمراء، وكذلك زيادتها عن المعدل الطبيعي فيما يُعرف بكثرة الحُمر الحقيقية.

ارتفاع ضغط الدماغ

تشخيص ارتفاع ضغط الدماغ

  • يتم اكتشاف وجود أسباب زيادة ضغط الدماغ باستخدام البزل القطني lumbar puncture، حيث يتم استخراج قدر من السائل النخاعي بالدماغ وقياس الضغط به.
  • الفحص بأشعة الرنين المغناطيسي MRI، وذلك للوقوف على أي تورمات أو التهابات بخلايا الدماغ.
  • فحص البصر ووضوح الرؤية، خاصة الجزء الخلفي من العين من خلال الخضوع إلى منظار العين، أو توسيع حدقة العين باستخدام قطرات التوسيع المختلفة.
  • الفحص باستخدام التصوير المحوسب المقطعي CT Scan.

العوامل المؤثرة على نسبة ضغط الدماغ

  • وضع الجسم والدماغ.
  • نشاط وظائف القلب والأوردة الدموية، وتؤثر عملياته الحيوية.
  • نسبة محفزات الألم بالجسم.
  • النشاط والجهد العضلي.
  • الوزن الزائد للجسم.

التدخل الطبي العاجل

  • الخضوع إلى التصوير المقطعي، وكذلك فحص كامل للدم، للوقوف على أي خلل بمكوناته والتي قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدماغ.
  • تناول بعض الأدوية والعقاقير التي من شأنها تقليل تورم وضغط خلايا المخ مثل مدرات البول للتخلص من زيادة السوائل في الجسم، مع الاضطرار أحيانًا لتعزيز عملية التنفس لديه.
  • وتقليل ضغط الدماغ من خلال تصريف السائل النخاعي الضاغط على خلايا المخ، وذلك باستخدام تحويلة تخرج من البطينات الدماغية، وهي طريقة من طرق علاج زيادة ضغط الدم في الرأس الفعالة.
  • قد تحتاج بعض الحالات إلى التدخل الجراحي العاجل لإزالة الجزء من الجمجمة وتخفيف الضغط على الدماغ، أو تقليل نسبة ثاني أكسيد الكربون بالدم.
  • الملاحظة المستمرة والفائقة لعمليات الجسم الحيوية لاكتشاف أي تدهور بها ومحاولة السيطرة عليها أول بأول.
  • محاولة إنقاص وزن المريض، حتى لو استدعى الأمر التدخل الجراحي لتحقيق ذلك، حيث وجد أن لهذا الأمر تأثير كبير على التخفيف من ارتفاع ضغط الدماغ وأعراضه المؤلمة.

السائل النخاعي وضغط الدماغ

  • السائل الدماغي Cerebral fluid هو السائل المحيط بأجزاء الجهاز العصبي في الجمجمة، والذي يعمل على حماية الدماغ ميكانيكيًا، يبلغ الحجم الكلي لهذا السائل 150 سم مكعب تقريبًا.
  • أي خلل في عملية توازن إنتاج السائل النخاعي وتصريفه عن طريق امتصاصه، يؤدي بشكل كبير إلى ارتفاع ضغط الدماغ، وظهور أعراض زيادة السائل النخاعي ومضاعفاته.
  • كذلك اضطرابات عملية سريان السائل وإعاقة تدفقه سواء لأسباب وجود بعض الأورام بالمخ أو نزيف بأحد أجزائه أو حتى العيوب الخلقية، كلها أسباب تؤدي إلى تراكم السائل النخاعي، فيما يُعرف بالاستسقاء الدماغي، وزيادة ضغطه على أجزاء الدماغ في الجمجمة.
  • يتم التعامل مع اضطرابات السائل النخاعي عن طريق علاج السبب في هذا الاضطراب إلى جانب تركيب أنبوب جراحي shant لعمل قناة تصريف السائل المتراكم.

في النهاية لابد أن نبذل كامل جهدنا لمحاولة الوقاية من ارتفاع ضغط المخ ذلك المرض القاسي، باتباع نمط صحي للحياة، مع الحرص على المتابعة الطبية الدورية للكشف المبكر عن أي مشاكل صحية قد تهدد سلامة الإنسان وحياته، والسيطرة على مشكلة ارتفاع ضغط الدماغ قبل الوصول إلى مراحل متقدمة يصعب التعامل معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق