موضوع تعبير عن صيانة المال العام والحفاظ عليه

صيانة المال العام

إن صيانة المال العام من الضروريات والواجبات الأساسيّة على أيّة دولةٍ من دول العالم المختلفة، حيث أن القيام بتوفير العديد من المرافق العامة التي تخدم بها شعبها يعد من الإهتمامات والأولويات الضرورية جداً، كما أنه من واجب الدول أيضاً ضمان إستمرارية وكفاءة عمل هذه المرافق العامة على أكمل وجه، ومن الجدير بالذكر أن المال الذي تقوم الدولة بإنفاقه على إنشاء هذه المرافق العامة يُدفع من المال المتواجد في خزينة الدولة، وخزينة الدولة ما هي إلا أموال الشعب، حيث أن كل مواطن قد ساهم بدفع جزءٍ ولو بسيط من هذه الأموال.

صيانة المال العام

إن مصطلح المال العام يطلق في حقيقة الأمر على كل ما تملكه الدولة وكل ما تديره وتقوم بالإشراف على إنشائه في المجتمع بهدف المنفعة العامة للشعب بالكامل.

هذا ويكون المال العام في الدولة على هيئة نقودٍ أو آليات أو أراضي أو مرافق عامة أو شوارع أو مباني أو مؤسسات رسمية.

ويمكن تعريف المال العام بإختصار على أنه هو كل شيءٍ يمكن لعامة الناس الإنتفاع منه، فهو على العكس تماما من مفهوم المال الخاص.

إذ إنّ المال الخاص يكون مملوك لأشخاصٍ معينة أو مؤسساتٍ خاصةٍ تعود بالأرباح والأموال على أصحابها.. ويجب العلم أن المال العام يمثل في حقيقة الأمر خزينة الدولة، وتأتي إيرادات هذه الخزينة من مال الشّعب.

ويكون ذلك من خلال الجمارك والضرائب والتأجير والبيع وغير ذلك الكثير من أبواب ومصادر الإيرادات الحكومية.. ومن يقوم بالتعدي على المال العام سواء بالتحريف أو السرقة فهو يعرض نفسه للمساءلة القانونية.

صيانة المال العام
صيانة المال العام

لا تفوت فرصة التعرف على: موضوع تعبير عن التعليم وما المقصود بالتعليم؟

كيفية حفظ المال العام

إنّ القيام بالحفاظ على المال العام يتماشى حسب ثقافة وتحضر المجتمع، فعندما يدرك المواطن ويعلم جيداً أنّ هذا الشارع أو أنّ هذا المبنى مدفوعٌ ثمنه بالكامل من أموال الشعب.

فإنه على الفور يتشكل ويتكون عنده سلوكٌ متحضر يدفعه للحفاظ عليه وصيانته من التلف، حيث أن الحفاظ على الأموال العامة عبارة عن واجبٌ أخلاقي وإنساني أكثر من أنه واجباً قانونيّاً قد يحاسب عليه القانون.

هذا وقد نبّه الدين الإسلامي الحنيف إلى ضرورة وأهميّة صيانة المال العام والحفاظ عليه من التلف والدمار وجعله أمانةً كبيرةً في ذمة كل من يقوم عليه، والشخص الذي يخون أمانته فله خزي في الحياة الدنيا وعذاب شديد في الآخرة.

وما زال التاريخ يذكر العديد من فضائل الصحابة الكرام (رضي الله عنهم أجمعين)، فهم الأشخاص الذين يجب أن نقتدي بهم وبأفعالهم.

فقد كان الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) يقوم بإنارة سراج الدولة إذا كان يعمل بوظيفته، وإذا إنصرف منها إلى عملٍ خاص به، أطفأه وقام بإنارة سراج بيته الذي هو من ماله الخاص.

أهمية صيانة المال العام من السنة النبوية
أهمية صيانة المال العام من السنة النبوية

لا تفوت فرصة التعرف على: موضوع تعبير عن الرياضة وأهميتها في حياة الإنسان

أهمية صيانة المال العام من السنة النبوية

لقد قال رسول الله (صل الله عليه وسلم) في الحديث الشريف ما يدل على أهمية صيانة المال العام، حيث قال:

(إنّ رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق؛ فلهم النّار يوم القيامة)

يُقصد هنا بالمال العام كل ما يخص الدولة أو المجتمع من أموال منقولة أو عقارات قد خُصصت للمنفعة والمصلحة العامة.

وهي بذلك تشمل كل من المصانع والنقود والأراضي والمعدّات والمقتنيات والأدوات والمعالم الأثريّة والموارد الطبيعيّة وما إلى ذلك.

هذا ويُعتبر المال العام في حقيقة الأمر عبارة عن ركيزة أساسية وضرورية من ركائز نمو ونهضة أيّ شعب من شعوب الأرض.

إذ أن هذه الأموال العامة ملك لجميع المواطنين والأشخاص الذين يعيشون بشكل دائم على أرض الوطن بدون إستثناء.

أهمية صيانة المال العام من القرآن الكريم
أهمية صيانة المال العام من القرآن الكريم

لا تفوت فرصة التعرف على: موضوع بحث عن المدرسة وأهميتها في تنمية المجتمع بالكامل

أهمية صيانة المال العام من القرآن الكريم

يتحتّم على كل مواطن في الدولة القيام بالمحافظة على المال العام في ظل كل ما نراه بأعيننا من تخريب وتفريط فيه، حيث تتعدد وتتنوع صور هذا التفريط والتخريب في المجتمعات.

فإن الإختلاسات الكبيرة والمتكررة التي تحدث في العديد من المؤسسات الحكومية بغير حق، بالإضافة إلى سرقة الكثير من الأموال العامة، والقيام بالعبث بالمرافق العامة التي خصصتها الدولة كلياً لخدمة الشعب.

بالإضافة إلى الإسراف الشديد في الموارد الطبيعية التي تتمثل في الغاز الطبيعي والماء والكهرباء التي تكلّف الدولة ما لا يمكنها أن تحتمله من الكثير من النفقات.

فإن كل ذلك يعتبر شكل من أشكال التفريط والإسراف في إنفاق المال العام وعدم صيانته والمحافظة عليه، وهي بالتأكيد من الأمور الكثيرة التي حرّمها الله سبحانه وتعالى.

فقد ورد في سورة النساء ما يدل على ذلك التحريم، حيث قال تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ)

هذا ويتواجد الحلّ لهذه المشكلة الكبيرة في القيام بزيادة الوعي العام لدى كافة المواطنين منذ صغرهم ونعومة أظافرهم.

ويكون ذلك عن طريق القيام ببث القيم والأخلاق الحميدة بينهم، والقيام بتنبيههم إلى الخطورة القصوى في الإقدام على تخريب أو إنتهاك حرمة الممتلكات والأموال العامة.

هذا ويجب على الدولة القيام بتشديد العقوبات والغرامات على كل شخص تسوّل له نفسه بالإتلاف والإضرار بالأموال العامة بأي طريقة كانت.

بالإضافة إلى القيام بتولية خيار الناس كافة المناصب الإداريّة والحكومية في الدولة، وذلك لضمان محافظتهم وصيانتهم لأموالها والتصرّف فيها بكل إخلاص وحرص ومسؤولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق