لمحة تاريخية عن سعد الدين كوبيك وعن حياته ومقتله بالتفصيل

تعرف على سعد الدين كوبيك وعلى أهم لمحة تاريخية عن سعد الدين كوبيك وعن حياته ومقتله بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث كان سعد الدين كوبيك أحد أمراء دولة سلاجقة الروم، ومن المعروف عن الدولة السلجوقيَّة أنها كانت واحدة من الدول الكبرى في تاريخ الدين الإسلامي وفي إقليم وسط آسيا، وقد تأسَّست هذه الدولة سنة 1037 ميلادي /429 هجرياً، وكان ذلك على يد سلالة السَّلاجقة، وتعد هذه السلالة سلالة تركيَّة تنحدر من قبيلة تعرف بإسم قبيلة قنق، وهذه القبيلة تنتمي بدورها إلى مجموعة كبيرة تعرف بإسم أتراك الأوغو، وفيما يلي سنتعرف على أهم المعلومات والأحداث التاريخية الشهيرة في حياة سعد الدين كوبيك بالتفصيل.

من هو سعد الدين كوبيك؟

يعرف سعد الدين كوبيك بأنه أحد الأمراء المشهورين جدا في دولة سلاجقة الروم، وكان حينها أميرا يعتني بكلا من أمور الصيد والتعمير في الدولة الرومانية، وكان ذلك أثناء حكم علاء الدين كيقباد الأول.

وقد إشتهر سعد الدين كوبيك بقوته الكبيرة حيث قام بالعديد من العمليات العسكرية ضد الأيوبيين، وقد إنتهت هذه الحملة العسكرية بإنتصار السلاجقة.

هذا وقد إنتقل سعد الدين كوبيك وترقى إلى أماكن ومناصب أفضل بكثير من جميع توقعاته، فعندما توفى السلطان علاء الدين كيقباد الأول؛ قام غياث الدين كيخسرو بتولى الحكم من بعده.

تاركا جميع أمور وشؤون الدولة التي كان يحكمها ويتولاها إلى سعد الدين كوبيك، وذلك بسبب كافة الإنجازات الكبيرة والعظيمة التي حققها.

وكمكافأة كبيرة لكوبيك على كل ما بذله من حيل ومؤامرات حتى تمكن كيخسرو من الجلوس على كرسي الحكم.

فقد قام السلطان علاء الدين قبل وفاته بعهد الحكم إلى إبنه الأصغر الذي كان يدعى عز الدين قلج أرسلان، وهو الشخص الذي كان يقف كعقبة كبيرة أمام طموح ورغبة غياث الدين الشديدة في الجلوس على كرسي الحكم، وأمام رغبة سعد الدين كوبيك الكبيرة للسيطرة على إدارة كلا من العباد والبلاد.

فقام سعد الدين كوبيك بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الأمراء وقاموا بسجن كلا من الأمير عز الدين قلج وأخيه ركن الدين، بالإضافة إلى أنهم قد سجنوا أمهما الملكة العادلية الأيوبية أيضاً.

ويجب العلم أنهم قد عاشوا ما تبقى من حياتهم في محابسهم إلى أن ماتوا جميعاً.

كوبيك يزيح خصومه ومناوئيه من طريقه
كوبيك يزيح خصومه ومناوئيه من طريقه

لا تفوت فرصة التعرف على: من هم الروم واهم المعلومات عن الإمبراطورية الرومانية وأبرز معارك الروم مع المسلمين

كوبيك يزيح خصومه ومناوئيه من طريقه

لقد إستخدم سعد الدين كوبيك سياسة الحديد والنار، كما أنه نكل بالجميع حتى تمكن في النهاية من السيطرة على الدولة بالكامل، وكان يعرف سعد الدين كوبيك بأنه شخص برجماتي إلى أقصي درجة.

إذ أنه لم يدع أي فرصة إلا وإستغلها جيداً لمصلحته الخاصة، فقام بإزاحة كبار رجال الدولة، بالإضافة إلى الأمراء الذين كان يعتبرهم من مناوئيه وخصومه من طريقه.

وقد بدأ سعد الدين كوبيك بحبس القائد الخوارزمي قيرخان في إحدى القلاع الكبيرة حتى توفي فيها، كما أنه قد قام بتصفية الأتابك شمس الدين آلتونبه، وقد قتلوا جميعاً في حبسهم.

هذا وقد قتل أيضاً كلا من كمال الدين كاميار وحسام الدين قيمري، ثم إتهم بعد ذلك تاج الدين بروانه بجريمة الزنا فأقيم عليه حد هذه الجريمة وهو الرجم حتى الموت.

وقد أصبح الجميع يخشى من كويبك ومن دمويته، فهو شخص معروف بأنه لا يعرف الرحمة على الإطلاق، أو إن صح التعبير فإن الرحمة لا تعرف له بابا.

وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة مخافته وهيبته في نفوس الجميع، فكان يهابه ويخشاه أصدقائه قبل معارضيه.

ولم يكن يقدر أحدا على الإطلاق مهما كان منصبه أو مكانته السياسية من رجال الدولة أو أمرائها على القيام بنقده أو حتى معارضته.

وأصبح في نهاية الأمر سعد الدين كوبيك هو الشخص الذي يقوم بإدارة جميع شئون الدولة الداخلية.

السلطان غياث الدين يتخلص من كوبيك
السلطان غياث الدين يتخلص من كوبيك

لا تفوت فرصة التعرف على: من هم الروم واهم المعلومات حول تاريخهم

السلطان غياث الدين يتخلص من كوبيك

لقد إعتبر الكثير من المؤرخين الكبار أن عصر السلطان السابق علاء الدين كيقباد، كان أفضل وأزهي عصور الدولة السلجوقية على الإطلاق.

حيث تمكن هذا السلطان بمعاونة جميع الأمراء والمساعدين الذين عاونوه بتحقيق عدة مكاسب كبيرة جداً لم تقم بتحقيقها دولة سلاجقة الروم من قبل.

لكن سياسة القتل والقمع التي كان يمارسها سعد الدين كوبيك ضد كل من كان يري فيهم أنهم قد يقفون في طريق وصوله للنفوذ والسلطة؛ جعلت دولة سلاجقة الروم تفقد معظم وأهم أركانها المهمة.

وسرعان ما أصاب هذه الدولة كلا من الهوان والضعف، وقد أصبحت فيما بعد نهبا لغارات المغول.

هذا وقد أدرك السلطان غياث الدين كيخسرو، أن معظم رجال الدولة وأهمهم قد تخلص منهم كويبك عن طريق السجن أو القتل.

فخشي السلطان في ذلك الوقت على نفسه، وهو الشخص الذي ساعده سعد الدين كوبيك بالعديد من الطرق للتمكن من الوصول إلى كرسي الحكم.

وحينها قرر السلطان غياث الدين القيام بتدبير مكيدة للتخلص نهائيا من سعد الدين كويبك، وبالفعل نجح السلطان وتمكن من التخلص منه، وتم القيام بقتله شر قتلة وتم تعليق جثته في مكان مرتفع.

وبعد أن قام السلطان غياث الدين كيخسرو بالتخلص من سعد الدين كوبيك، قام بإستدعاء جلال الدين قراطاي، وهو الشخص الذي كان كوبيك قد قام بعزله،  وأبقى عليه منفيا ومعزولا في إحدى نواحي الدولة.

لكن السلطان غياث الدين إستماله وقام بتسليم الطست خانه إليه، بالإضافة إلى خزانة الخاصّ .

قصة مقتل سعد الدين كوبيك
قصة مقتل سعد الدين كوبيك

لا تفوت فرصة التعرف على: فاتح القسطنطينية من هو واهم المعلومات عنه

قصة مقتل سعد الدين كوبيك

ترجح العديد من المصادر التاريخية إلى أن السلطان غياث الدين كيخسرو قد أمر أمير الحرس الذي كان يدعى حسام الدين كاراجا بالقيام بقتل سعد الدين كوبيك.

لأنه قد علم بأن سعد الدين كوبيك قد إستغل منصبه بطريقة جنونية خاطئة وقام بقتل كل من يقوم بالوقوف في وجهه بعد قيامه بتولي المنصب.

فأمر غياث الدين أن يتم قتل سعد الدين كوبيك سرا، حيث تم القيام بقتله بأمر من أمير الحرس الذي جلس يراقب عملية إغتياله في الردهة.

حيث قامت مجموعة كبيرة إلى حد ما من الرجال بالتجمع على سعد الدين كوبيك بالسيوف والخناجر وتم قتله بتلك الوحشية، وبعد القيام بإغتياله أمر السلطان غياث الدين كيخسرو بوضع جثته أمام عامة الشعب.

كما أمر أن توضع جثته في قفص وأن يعلق هذا القفص عالياً حتى يكون سعد الدين كوبيك عبرة لمن يعتبر.

حيث جاء موت سعد الدين كوبيك نتيجة عادلة لجميع تصرفاته وقراراته الخاطئة التي أفقدت الدولة عدة أركان مهمة من أركانها.

إذ أنه قد قام بقتل الكثير من أمراء ومساعدي السلطان السابق علاء الدين كيقباد الذي قد عمل معهم على القيام بتحقيق الكثير من المكاسب والإنجازات الكبيرة في العصر الذهبي لدولة الروم.

وقد أدرك السلطان غياث الدين كيخسرو الخطر الكبير الذي يهدد أمنه وأمانه، بالإضافة إلى الخطر الكبير الذي يهدد مصلحة الدولة العامة، حيث كثرت إصابات الدولة من الغارات المغولية المتتالية.

وأصبحت لدى السلطان غياث الدين العديد من الوساوس من سعد الدين كوبيك ودخوله لعنده بالسيف، لذلك أمر السلطان غياث أحد جنوده المقربين له بالذهاب إلى مدينة سيواس والقيام بإستدعاء أمير الحرس آنذاك كراجا.

وقد أعلمه بأمر سعد الدين كوبيك وقيامه بقتل كلا من السلاطين وكبار الدولة، وقد أعلمه برغبة السلطان في قتله.

وحينها جاء أمير الحراس وأبلغ السلطان غياث الدين بالتريث بالموضوع، وأبلغ السلطان بأنه سوف يتدبر أمره.

حيث جعل أمير الحراس سعد الدين كوبيك يطمأن لمجيئه، وقام بإستدعاءه لمقابلته في الصباح الباكر، وأمر جميع أعوانه بقتل سعد الدين كوبيك عند خروجه.

وقد ورد في العديد من الكتب التاريخية أنّ قبر سعد الدين كوبيك يقع بالتحديد في أحد أحياء ومناطق مدينة قونيا التركية، هذا وتتواجد بعض الكتابات المكتوبة بالخط العربي أعلى قبره.

وتتواجد أيضا قبعة داخل قبره ويقال أن هذه القبعة تنتمي إليه، هذا ويتواجد أيضا بداخل قبر سعد الدين كوبيك قطعة زرقاء مكتوب عليها إسم الله عز وجل.

بذلك نكون قد تعرفنا على من هو سعد الدين كوبيك وعلى أهم الأحداث التاريخية والسياسية في حياته، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على قصة مقتله بالتفصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق