سلوكيات وأخلاقيات العمل

أخلاقيات العمل هي من الأمور الهامة جدا والمنظمة لقواعد وسلوكيات العمل العام والخاص بين الأفراد، وبين رؤساء الإدارات والقطاعات المختلفة حتي أهم القيادات المجتمعية في مختلف التخصصات بالدولة، وأخلاقيات العمل هي قواعد مهنية لابد من الالتزام بها.

سلوكيات وأخلاقيات العمل صورة رقم 2
أخلاقيات العمل

ما هي أخلاقيات العمل

أخلاقيات العمل تندرج تحت كثير من المفاهيم المختلفة والأساسية في الوقت ذاته:

أخلاقيات العمل هي التي تتمحور من حول أهمية العمل بذاته، والتي من خلالها يستطيع الإنسان أن يتحقق من خلال طموحه وإنجازاته الشخصية في ميادين الحياة المختلفة.

ولا يجب أن ينتهك أخلاقيات العمل الموجودة في كل مهنة مختلفة، لأنها تحافظ على بقاء المهنة نفسها من الضياع وتنظم سياق العمل، ما بين أصحاب الشأن في المهنة الواحدة والعاملين لديها وأصحاب الأعمال التجارية المتوسطة والصغيرة.

أي خلل في منظومة أخلاقيات العمل لكل مهنة يمكن أن يتسبب على المدى الطويل في حدوث ركود كبير في المهنة، وارتفاع البطالة نتيجة ابتعاد أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة والخروج من السوق.

أما بالنسبة إلى الأفراد والعاملين فإن أخلاقيات العمل قد تعني الانضباط في العمل وتأديته بكل كفاءة، ويمكن فعل ذلك من خلال تدريب العاملين في كل مهنة الالتزام بالعادات الصحيحة في كل مهنة والتأكد من الالتزام بها.

يحتاج الأمر في أحيان كثيرة إلى المثابرة والعطاء والتحمل، من أجل تدريب النفس على التعامل مع أخلاقيات العمل دون الخروج عليها، فعند الخروج عن تلك المنظومة يصبح هناك خلل.

ويمكن التأكد من اكتساب العاملين لتلك الصفات من خلال القدوم إلى العمل والانصراف في الأوقات المحددة، وقبول الضغط في أوقات الطوارئ التي تمر بها كل الأشغال في أوقات محددة من كل عام.

التوقف عن الشكوى والتذمر من كل القواعد الخاصة بالحياة العملية والاندماج فيها، مع العمل بمنتهى الدقة والتفاني لإخراج المطلوب في أحسن صورة ممكنة للعمل في النهاية.

لا تفوت فرصة مشاهدة: أهمية أخلاقيات المهنة

أهمية أخلاقيات العمل

أما عن أهمية أخلاقيات العمل في منظومة الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية:

  • بالنسبة إلى أهمية أخلاقيات العمل على مستوى الأفراد، فإنها تساعد العامل أو الموظف على تعزيز روح العمل والانتماء من الفرد إلى المجموعة التي يعمل من خلالها، ومن خلال الأخلاقيات سوف ينجز العامل أفضل ما لديه ويمكنه أن يتحدى كافة الصعاب لنجاح مكان عمله.
  • اتباع النظام الدقيق في العمل يحميك من الوقوع في الخطأ الكارثي الذي قد يسبب أزمة كبيرة لك ويمكن أن يجعلك تخسر حياتك الوظيفية كلها.
  • الحماية من الوقوع في براثن الاضطرابات النفسية من توتر وضغط عصبي شديد وقلق من فقدان العمل، أو خسارته لصالح شخص آخر لا يتعامل بمنطق أخلاقيات العمل، وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن نجاح الأفراد في العمل بشكل شخصي وانعكاس ذلك على العمل يقع خمسة وثمانين في المائة منه على أخلاقيات العمل، وخمسة عشر في المائة فقط على المهارات الشخصية لصاحب العمل.
  • أصبح اهتمام الشركات العالمية حالياً بتعيين الموظفين من كافة أنحاء العالم، الذين يتعاملون ويفهمون أخلاقيات العمل، لأنهم الأقدر على تحمل المسؤولية وكذلك هم من يترقون في العمل سريعاً عن الآخرين الذين يعتقدون أن السلوك الفردي الأناني يمكن أن يؤهله للحصول على مناصب في أماكن عالمية ناجحة.

قد يهمك أيضا التعرف على:  تعريف المهنة لغة واصطلاحا وأشهر 4 أنواع للمهن

نظريات أخلاقيات العمل

هناك العديد من النظريات الأخلاقية التي تم العمل على تطويرها مثل:

أول تلك النظريات العالمية حول أخلاقيات العمل تدعى بالنظرية الغائية أو نظرية الغاية وتكون موجهة هنا من أجل هدف واحد معين،

بعيدا عن الصواب والخطأ فيكون المعيار الوحيد هو الوصول إلى الهدف وتحقيق النتائج المرجوة، ولا تكون الاعتبارات الخاصة بالخطأ والصواب في المجتمع هنا هي المعيار بل إنه أمر خاص بالعمل.

هناك نظرية  النفعية أو البرجماتية وهى المدرسة الأمريكية بالأساس في العمل، وهو الاعتماد على اتخاذ القرارات بناء على النفع والنتيجة ولا توجد اعتبارات أخلاقية يمكنها أن تحد من الأمر

أو توقف اتخاذ القرار لصالح ذلك النوع من الأعمال، سواء كان ذلك قرار يخص المؤسسة أو الفرد نفسه واستبداله مع شخص آخر يحقق النتائج المطلوبة منه دون أي اعتبارات أخرى.

أما نظرية الواجب التي وضعها ايمانويل كانط تنص على أن من الضروري التمسك بأخلاقيات العمل واحترام استقلالية الآخرين سواء في العمل أو المجتمعات.

لدينا أيضا العدالة وهي النقيض البديل لنظرية النفعية في العمل، وتقوم على مبدأ المساواة بين الجميع في كل شيء من حيث الحقوق والواجبات والتقدير الكامل، ومراعاة أخلاقيات العمل قبل اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية في كل شيء.

كذلك هناك نظرية المساواة والتي تتحدث عن ضرورة تقديم الدعم اللازم من أجل حماية الطبقات الأكثر فقرا، وذلك لضمان أمن وسلامة المجتمع

والعمل والاقتصاد من الهزات الاجتماعية العنيفة الناتجة عن ارتفاع الفقر والجوع والحرمان والإحساس بالظلم وعدم المساواة لدى تلك الفئات.

سلوكيات وأخلاقيات العمل صورة رقم 4
أخلاقيات العمل

أخلاقيات العمل الإداري

أما عن أخلاقيات العمل الإداري وأهميتها فهي كالتالي:

  • تعتبر الأخلاقيات المهنية والادارية من أفضل السبل التي تضمن نجاح الأعمال بصورة كبيرة، كما أنها تساعد في إتمام المهمات المطلوبة لأجل مكان العمل بالشكل الصحيح ضمن الأخلاق، وليس للمكاسب والخسائر فقط.
  • تكون مسؤوليات أخلاق العمل الإداري في بعض المؤسسات متعلقة بوظائف مثل عمليات الإيداع الاوراق والمال وعمل الاجتماعات اللازمة مع أصحاب العمل داخل المؤسسة وأيضا خارجها.
  • كذلك تقديم المعلومات الصحيحة لصاحب العمل من أجل التطور المناسب في كافة القطاعات، والإجابة عن التساؤلات الخاصة التي تراود العاملين والموظفين في المؤسسات لإكسابهم الثقة في المكان ورفع حالة الانتماء للعمل.
  • كما أن الأخلاقيات الإدارية هي الضامن أو الوسيط الذي يباشر سير تتابع عمليات العمل المختلفة ولذلك الخلل به يؤدى إلى خلل في منظومة العمل المؤسسية بأكملها.
  • وكل هذا يؤدي إلى بيئة عمل إيجابية مع كافة العاملين ورفع في مستوى إنتاجية وكفاءة العمل كله.

أضف إلى معلوماتك: طريقة استخراج وثيقة العمل الحر

كتاب أخلاقيات العمل

هناك العديد من الكتب التي تناولت مفهوم أخلاقيات العمل لمن يريد فهم القواعد المؤسسة له:

  • من أشهر كتب أخلاقيات العمل هو كتاب المؤلف بلال خلف السكارنه، الذي تناول مفهوم أخلاقيات العمل في الإسلام والمنظومة الاجتماعية العالمية.
  • يتناول الكتاب بالتفصيل مفهوم أخلاقيات العمل في المدارس والجامعات ومختلف قطاعات الدولة من مختلف المصالح الحكومية، بالإضافة إلى القطاع الخاص من الأعمال.
  • يلقي الكتاب الضوء على أهمية تدريس أخلاقيات العمل وعلاقتها بالإدارة كما تقوم أفضل واهم الجامعات المتخصصة في التجارة وإدارة الأعمال والاقتصاد بتدريسه للطلاب.
  • أيضا يتحدث عن مفهوم الأخلاقيات العامة الموجودة في الإسلام والتي لا تطبق بشكل عملي صحيح في الأعمال التجارية والاقتصادية المختلفة، بالإضافة إلى الأخلاقيات العامة في المجتمعات.
  • كما يناقش الكتاب مدى التأثيرات والتفاعلات التي يمر بها الإنسان من خلال تجاربه في المجتمع، والمنظومة الأخلاقية تتأثر بالمؤثرات الداخلية الخارجية والداخلية في المجتمع وبالتالي تجعل الفرد في حالة تذبذب، فإذا انصلح حال المؤسسة التي يعمل بها مع المجتمع سوف يؤثر ذلك عليه حتماً.

بالنهاية أخلاقيات العمل من الأسس التي ينبغي الاهتمام بها في جميع الأعمال الاقتصادية والاجتماعية، من أجل توازن المجتمع وضمان نجاح جميع الفئات المختلفة فيه بالوصول إلى أهدافها المنشودة لعدم حدوث خلل كبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق