العمل الخيري | مفهوم العمل الخيري وأهدافه وخصائصه

تعرف على العمل الخيري وعلى مفهومه وأهدافه وأنواعه وخصائصه عبر موقع محيط، حيث أن الإنسان يضيع الكثير من الوقت في مرحلة الشباب، ومن الممكن أن يستغل الإنسان ذلك الوقت للقيام بتوعية الآخرين بمرض معين أو التصدي للفساد ومكافحته أو غير ذلك، فإن الأوقات التي يقضيها المرء في مساعدة الآخرين هي ما تشعره بقيمته، كما أن التأثير  الإيجابي الذي يحدثه في حياة من حوله يشعره بالرضا والسعادة الغامرة، وفيما يلي سنتعرف على ما هو العمل الخيري وعلى أهدافه وأنواعه وخصائصه بالتفصيل.

مفهوم العمل الخيري

يعرف العمل الخيري بأنه العمل الذي يعتمد على عدم تحقيق أي مردود سواء كان ذلك المردود مادي أو كان على هيئة أرباح ناتجة عن ذلك العمل.

إنما يعتمد العمل الخيري على تقديم بعض الخدمات الإنسانية التي يحتاجها بعض الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة لها.

كما يعرف العمل الخيري بأنه قيام بعض المؤسسات أو الجمعيات أو حتى مجموعة صغيرة من الأفراد بتقديم المساعدة والدعم المادي لكافة الأشخاص ذوي الإحتياجات المختلفة.

ويكون هذا الدعم عبارة عن دواء أو طعام أو حتى مأوى، ويمكن أن يكون ذلك الدعم بدنيا أو دينيا أو إجتماعيا أو حتى فكريا.

والهدف من هذا كله هو تحقيق الخير والمساعدة على نشر كلا من التكافل والتضامن الإجتماعي بين أفراد المجتمع، مما يعمل على تعزيز دور كلا من الأخلاق الحميدة والقيم الدينية في إرتقاء المجتمع ونهوضه.

وتقوم تلك المؤسسات والجمعيات الخيرية على إحتساب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، حيث أن العمل الخيري في الإسلام يولي إهتماما كبيرا بكل من الفرد والأسرة والمجتمع.

وبالتالي يتشبث أفراد المجتمع الإسلامي بكلا من أسس وركائز مقاصد الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية.

ويعد التطوع أحد أوجه العمل الخيري، حيث أن التطوع هو ما يتبرع به الإنسان بإرادته الحرة، دون أن يكون ملزم بشيء أو مفروض عليه القيام بشيء.

وقد أوضح الله سبحانه وتعالى مكانة أهل الإحسان والمتطوعين في ما ورد في سورة آل عمران، حيث قال عز وجل:

{وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

خصائص العمل الخيري
خصائص العمل الخيري

لا تفوت فرصة التعرف على: مفهوم العلاقات العامة ودورها في النهوض بالمؤسسة 2024

خصائص العمل الخيري

تتواجد عدة خصائص تميز العمل الخيري عن غيره من بقية الأعمال الأخرى، وتتمثل تلك الخصائص في النقاط الآتي ذكرها:

  • لا يعتمد أو يرتبط بأي ربح مادي وأنما هو عمل مرتبط بفعل الخير وتقديم المساعدة للغير كنوع من أنواع الإحسان وتقديم الدعم لذوي الحاجة.
  • العمل الخيري هو الفكرة الأساسية والرئيسية لكافة المؤسسات والجمعيات الخيرية حتى يستطيعوا أن يقدموا المساعدات والدعم للمحتاجين.
  • يعمل على نشر فكرة التعاون والمساندة والمساعدة بين أفراد المجتمع الواحد وبعضهم البعض.
  • يساعد على زيادة شعور الفرد بالمسؤولية العامة تجاه نفسه وتجاه غيره من أفراد المجتمع، فيصبح شخص مسؤول يعتمد عليه قادر على العطاء وتقديم كل ما بوسعه لمساعدة غيره دون إنتظار مقابل.
  • يعتبر العمل الخيري أحد أهم الوسائل المستخدمة في بناء مجتمعات سوية وذات قيم سليمة.

أهمية العمل الخيري

توجد عدة أمور يسعى العمل الخيري لتحقيقها، ومن أهم تلك الأمور ما يلي:

  • يؤثر العمل الخيري تأثير إيجابي على كل من يعمل به، حيث أنهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم، كما أنهم يشعوا بقيمتهم ومكانتهم في المجتمع.
  • يساهم العمل الخيري في تفعيل المشاركة بين كافة طبقات المجتمع في تقديم الخير والدعم لكل المحتاجين.
  • يعتبر العمل الخيري أحد الوسائل الهامة التي تساعد على الحد من ظاهرة الفقر في المجتمع وتأمين كافة الإحتياجات الضرورية لحياة كريمة.
  • يعمل العمل الخيري على حفظ كرامة المحتاجين وعدم إرغامهم على سؤال الغير لنيل المساعدة والدعم.
  • يخلص العمل الخيري الأشخاص الذين يعملوا به من الأنانية ويعطيهم شعورا رائعا عند تقديم المساعدة والعطاء.
  • يعمل العمل الخيري على الحد من جرائم السرقة ورقي المجتمع ككل.
أنواع العمل الخيري
أنواع العمل الخيري

لا تفوت فرصة التعرف على: مفهوم العمل من المنظور الوظيفي ومفهومة في الإسلام

أنواع العمل الخيري

توجد عدة أنواع من أنواع العمل الخيري الذي يتحقق بتقديم العون والمساعدة للناس بنية حسنة ليعم الخير بين الناس، وفيما يلي سنذكر أهم نوعين من أنواعه:

الصدقة مساعدة الغير بالتصدق

تعد الصدقة من أهم الأعمال الخيرية التي يحثنا عليها الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم (صل الله عليه وسلم) بشكل دائم في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

  • فقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في محكم آياته التي وردت في سورة النساء بالصدقة، حيث قال:

{لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}

فقد شرع الله سبحانه وتعالى الصدقة والزكاة وأمرنا بهما حتى نعين كافة المحتاجين الذين لا يملكون أدنى مقومات العيش الإنساني، وبالتالي تنمو المودة والألفة والتآخي بين أفراد المجتمع وبعضهم البعض.

وتوجد أشكال كثيرة للصدقة، فيمكن أن يقدمها المرء لأشخاص هو على معرفة بهم وبحالهم، كما يمكن أن يتبرع بها المرء لدار رعاية الأيتام أو المسنين أو غيرهم مما يحتاجون الدعم والمساعدة.

التطوع
التطوع

لا تفوت فرصة التعرف على: فوائد الصدقة والآيات والأحاديث الدالة على فوائدها

التطوع في الاعمال الخيرية

يعد التطوع أحد أهم الأعمال الخيرية التي يمكن أن يقدمها الفرد إلى غيره من أفراد المجتمع، حيث يقوم مجموعة من الأشخاص بالتطوع عن طيب خاطر ودون إلزام من غيرهم للقيام بمساعدة كل من يحتاج المساعدة والعون.

ويتطوع الأشخاص لمساعدة من هم يمرون بأزمات إنسانية، فيقدمون لهم الطعام والماء والأدوية وكافة الأمور التي يفتقدونها ويحتاجون إليها.

وتوجد أمثلة كثيرة من الأعمال التطوعية الخيرية، فمثلا يمكن تقديم المعونات الغذائية للعائلات المتواجدة في الأحياء الفقيرة.

ويعمل التطوع على تقبل الذات وحبها، كما أنه يعمل على تهذيب النفس والشعور بالغير وزيادة حب العطاء وعمل الخير وإنتظار المقابل من الله عز وجل.

أهداف العمل الخيري

يعد العمل الخيري مشاركة واقعية وفعلية في تنمية المجتمع وتحقيق الإصلاح الأسري والمجتمعي، كما أنه يعتبر تحقيق أحد الغايات الوجودية للإنسان.

لذا فإن العمل الخيري يخضع لعدة غايات وأهداف شرعية تعمل على تحقيق نتائجه المرجوة، حيث إستمدت تلك الأهداف من الشريعة الإسلامية.

وفيما يلي بيان شامل بذكر تلك الأهداف:

  • القيام بالعمل الخيري إبتغاء مرضاة الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، وإحتساب الأجر عنده للفوز بنعيم الجنة.

فقد قال الله جل وعلا في سورة البقرة:

{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}

ويعد ما أوضحته الأية الكريمة السابقة أحد أهم ركائز أهداف العمل الخيري، فما يجب علينا سوى الإقتداء بأوامر الله وتنفيذها للفوز بنعيم الدنيا والآخرة.

تفعيل مبدأ التعاون بين الناس على البر والتقوى ومساعدة الغير بدافع فعل الخير.

فقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة:

{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}

أهداف أخرى للعمل الخيري
أهداف أخرى للعمل الخيري

لا تفوت فرصة التعرف على: العمل التعاوني فوائده ومميزاته للفرد والمجتمع

أهداف أخرى للعمل الخيري

  • إستغلال الطاقات الشابة والإستفادة منها وتوجيهها فيما يفيد المجتمع ككل، حيث أن العمل الخيري يحتاج إلى تشكيلة كبيرة من المهارات والطاقات المتفاوتة والمتنوعة للتمكن من قضاء حوائج المحتاجين.
  • إنشاء جيل صاعد يتربى على القدرة على العطاء دون إنتظار مقابل وإنكار الذات والبعد عن الأنانية، حتى تتحقق في ذلك المجتمع كافة معاني التكافل والتضامن والتعاون بين أفراده.
  • العمل جنبا بجنب مع الجهات الحكومية لضمان خدمة كافة طبقات المجتمع وخدمة جميع الجوانب كالخدمات العامة أو الثقافية أو الإقتصادية أو الإجتماعية.
  • إكتساب وتنمية الشعور بالمواطنة لدى الشباب، وذلك عن طريق خدمة الآخرين الذين يحتاجون المساعدة من أفراد المجتمع، حيث أن ذلك يزيد لديهم من الشعور بالسعادة في المساهمة الجماعية للقيام بحل معضلة إجتماعية.
  • القدرة على تأهيل أفراد المجتمع وإعدادهم على الإعتماد على النفس والقدرة على تخطي الصعاب وتجاوز المحن والأوضاع الصعبة والأزمات الكبيرة، مع القدرة على إيجاد الحلول المناسبة لتلك الأزمات.
  • إنتشار الرحمة والرأفة بين أفراد المجتمع وبعضهم البعض.

فقد قال الرسول (صل الله عليه وسلم):

“الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ”

ويجب العلم أن العمل الخيري في الإسلام لا يقتصر على الإنسان فقط، إنما يشمل الحيوان أيضا، فقد أوصانا النبي الكريم محمد (صلوات الله وسلامه عليه) بالرفق بالحيوان، فقد قال:

“فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ”

وبذلك نكون قد أوضحنا مفهوم العمل الخيري وذكرنا خصائصه بالتفصيل، كما أننا قمنا بذكر أهميته وأهم أنواعه، بالإضافة إلى أننا قد ذكرنا أهدافه في الشريعة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق