ما هو الفرق بين الشرك والكفر وما هو مفهوم كل منهما بالتفصيل

تعرف على الشرك والكفر وعلى ما هو الفرق بين كلا من الشرك والكفر وما هو مفهوم كل منهما بالتفصيل عبر موقع محيط، حيث ورد لفظ المشركين والكفّار بشكل كبير في آيات القرآن الكريم المختلفة والمتعددة، كما أن هذان اللفظان قد وردوا أيضاً في الكثير من الأحاديث النّبويّة الشّريفة، هذا ويتساءل الكثير من النّاس في بعض الأحيان عن الفارق بين كلا من المعنيين، وهل يوجد إختلاف كبير ومهم بينهما، وفيما يلي سنتعرف على ما هو الفرق بين كلا من الشرك والكفر وما هو تعريف ومفهوم كلا منهما بالتفصيل.

ما هو الفرق بين كلا من الشرك والكفر

في الحقيقة أنّ القيام بالوقوف على هذه المسألة بالتحديد والقدرة على التفريق بين كلا من الشرك والكفر يتطلّب في بداية الأمر معرفة كاملة وشاملة لمعنى كلا اللّفظين.

وذلك حتّى يتبيّن ويتضح الإختلاف الكبير بينها، فما هو معنى الكفر في اللغة العربية وأيضاً في الإصطلاح؟ وما هو معنى الشّرك أيضاً لغةً وإصطلاحاً؟ وما هو الفرق بينهما؟

ومن الجدير بالذكر أنه قد يجتمع كلا من الشرك والكفر في شخص واحد أو طائفة واحدة، وذلك من وجه عام أو خاص، مثل حال أهل الكتاب.

حيث أنهم قد جمعوا بين الشرك بالله سبحانه وتعالى عن طريق عبادة سيدنا عيسى (عليه السلام)؛ والكفر بجحودهم وصدهم لرسالة سيدنا محمد (عليه أفضل الصلاة والسلام).

ويجب العلم أن كل مشرك هو بالتأكيد كافر، ولكن ليس كل كافر بالضرورة أن يكون مشرك، إذ أن الكفر أعم وأشمل من الشرك، وبين كل منهما نوع من أنواع التداخل.

هذا ومن الجدير بالذكر أيضاً أنه لا يوجد فرق بين كلا منهما في الأحكام وفي الآثار المترتبة علي كل منهما من الهجران والبراءة والولاية والمناكحة وغير ذلك من الأحكام المتعددة.

إلا أن الله سبحانه وتعالى قد خص أهل الكتاب النصارى واليهود بشيء من الأحكام دون غيرهم من الأشخاص الكفار، وذلك في إباحة كل من نسائهم وطعامهم ورد السلام وغير ذلك.

وقد خص الله عز وجل أهل الكتاب بتلك الأحكام لما معهم من أصل الكتاب المُنزل؛ وإن كان الكتاب الذي معهم محرفا؛ فهم أدنى منزلة في الكفر من غيرهم، كما أنهم أخف درجة عن غيرهم.

ما هو تعريف الشرك لغةً وإصطلاحاً
ما هو تعريف الشرك لغةً وإصطلاحاً

لا تفوت فرصة التعرف على: ما هي أنواع الشرك الأصغر

ما هو تعريف الشرك لغةً وإصطلاحاً

يأتي تعريف ومفهوم الشرك في اللغة العربية من الإجتماع والشّراكة في الأمر، مثل أن يُقال (أشرك فلان فلانًا في موضوع ما) أيّ أنه قد أدخله فيه، فبالتالي صار جزءاً منه.

أمّا بالنسبة إلى معنى الشّرك في الإصطلاح الدّيني؛ فهو عبارة عن القيام بإشراك غير الله الواحد الأحد في كلا من العبادة والقصد، وهذا هو ما يعرف بالشّرك الأكبر، وهو الأمر الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى.

وهناك أيضاً ما يعرف بالشّرك الأصغر، وهو عبارة عن أن يشرك الإنسان في كل من عمله وقصده وتوجهه غير وجه الله جل وعلا.

مثل الرّياء الخفي، وهو عبارة عن أن يرائي الإنسان النّاس ويجعلهم يروه وهو يجتهد في العبادات والأعمال الصالحة.

فيتعمد أن يروه وهو يؤدي الزكاة ويعطي الصدقات ويقيم الصلوات، كما أنه يتعمد أن يراه الناس وهو يعمل المعروف والخير بين النّاس حتّى يحمد على ذلك ويغبن ويمجد من من حوله من الناس، وهذا بلا شك ذنبٌ كبير.

ويجب العلم أن مفهوم الشرك ومعناه يتلخص في التسوية بين كلا من الخالق والمخلوق في شيء من أسماء أو صفات أو أفعال الله جل جلاله وتقدست أسماؤه.

وهو على وجه التحديد جعل شريك لله عز وجل في كلا من ألوهيته أو ربوبيته أو فيهما معاً، وهو أيضاً القيام بصرف بعض العبادة والطاعات لغير الله عز وجل.

كمن يقوم بعبادة النجوم أو الأصنام أو البقر أو غيرها، أو كمن يستغيث ويستعين بغير الله جل وعلا مثل من يستعين بالجن أو الأموات.

ومن هؤلاء الناس من يذبح قرابيناً لهؤلاء الجن والشياطين وينذر لهم ويسألهم الشفاعة من دون الله جل وعلا.

وقد ورد في سورة المائدة قول الله سبحانه وتعالى فيما يخص الشرك به، حيث قال تعالى:

(إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ)

هذا وقد جاءت بعض الآيات الشريفة التي وردت في سورة فاطر والتي تتحدث عن الشرك بالله وعن جزاء المشركين يوم القيامة، حيث قال عز وجل:

(ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ)

وقد قال الله سبحانه وتعالى في سورة الأنعام ما يدل على خيبة أمل المشركين يوم القيامة وسوء مصيرهم، حيث قال الله جل وعلا:

(وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ)

ما هو تعريف الكفر لغةً وإصطلاحاً
ما هو تعريف الكفر لغةً وإصطلاحاً

لا تفوت فرصة التعرف على: انواع الشرك وعقوبته| أهم الآيات والأحاديث الدالة على ذلك

ما هو تعريف الكفر لغةً وإصطلاحاً

لقد عرّف علماء اللّغة العربية لفظ الكفر بأنّه عبارة عن الظلام والجحود والتّغطية، إذ يقال عن إنكار الزّوجة لإحسان وحسن معاملة زوجها إليها بأنّه عبارة عن كفر للعشرة.

أيّ كفر لعشرة زوجها، وهو الأمر الذي يعني أنّها تجحد معروفه وإحتوائه لها وإحسانه إليها، وهي بالتأكيد آثمة عند الله سبحانه وتعالى.

وكذلك كفر الإنسان بنعمة ربّه عز وجل أي جحدها، وقد سمّي الكفر بالله سبحانه وتعالى كفرًا لأنّ هذه العقيدة الخاطئة والفاسدة قد غطّت قلبه بالكامل بعيدًا عن أيّ مفهوم أو معنى للإيمان.

أمّا بالنسبة إلى المعنى الإصطلاحي للكفر؛ فهو أن يشتمل على الجحود الشديد للخالق سبحانه وتعالى بالإضافة إلى إنكار حقّه في كل من القصد والعبادة والتّوجه أو القيام بالإتيان بأيّ فعل.

أو حتى القيام بالتّفوّه بأيّ كلام أو قولٍ يخرج الإنسان من دائرة الإسلام والدين الإسلامي.

حيث يُعرف الكفر بأنه جحد الحق والقيام بإنكاره؛ كالشخص الذي يجحد الرب أو أفعاله أو صفاته أو أسماءه الحسنى أو إشاراته ورسالته.

أو مثل الشخص الذي يجحد أحد أصول الإيمان مثل وجوب وضرورة القيام ببر الوالدين، أو القيام بتحريم فاحشة الزنا، أو تحريم شرب الخمر والمسكرات أو القيام بتحريم القتل أو غير ذلك.

ومن الجدير بالذكر أن للكفر عدة أشكال متعددة، فقد يتمثل الكفر بالتكذيب أو النفاق أو الشك أو حتى الإسكتبار أو غيرها العديد من الأمور.

هذا وقد ذكر الله سبحانه وتعالى مصير من يكفر به في ما ورد في سورة النساء، حيث قال تعالى:

(وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)

كما أخبرنا الله عز وجل بحال الكفار يوم القيامة فيما ورد في سورة الكهف، حيث قال سبحانه وتعالى:

(أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا)

ما هي العلاقة بين كلا من الشرك والكفر
ما هي العلاقة بين كلا من الشرك والكفر

لا تفوت فرصة التعرف على: ما هي كبائر الذنوب كما وردت في الإسلام تعرف عليها

ما هي العلاقة بين كلا من الشرك والكفر

يجب العلم أن هناك علاقة بين كلا من الشرك والكفر، وهي في حقيقة الأمر علاقة عموم وخصوص، إذ أن كلّ مشرك كافر، ولكن ليس كلّ كافر مشرك.

حيث أن الكفر أعمّ بكثير وأشمل من الشرك، والشرك بمعناه يتداخل بشكل كبير مع الكفر، وهو الأمر الذي يعني أن المشرك كافر.

وذلك لأنّه قام بإنكار شيئاً من صفات وخصائص الله وعبادته وقام بصرفها لغيره، ومن قام بالشرك بالله لا ينفعه إطلاقاً عمل دنياه مهما عمل من أعمال صالحة، وأمّا بالنسبة إلى الكافر؛ فقد يكون مشركاً بالله تعالى وقد لا يكون كذلك.

هذا وقد ورد قول الله سبحانه وتعالى في ما جاء في سورة التوبة، حيث قال تعالى:

(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ*هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)

ومن الجدير بالذكر أن الشرك والكفر من المصطلحات والألفاظ التي إن إقترنت بشكل كبير في اللفظ ولكنها إفترقت في المعنى.

وإن إفترق كل من اللفظين في اللفظ؛ إجتمع وإقترن في المعنى مثل الإيمان والإسلام، هذا ويُطلق كلّ من اللفظين على الآخر من جانب.

وقد وضحت الأية الشريفة التي وردت في سورة البينة مصير كلا من الكفار والمشركين، حيث قال تعالى:

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا)

هذا وقد جاء عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنهما) أن النبي (صل الله عليه وسلم) قد قال:

(بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)

الأحكام المترتبة على الشرك والكفر والفرق بينهما
الأحكام المترتبة على الشرك والكفر والفرق بينهما

لا تفوت فرصة التعرف على: الكبائر السبعة في الاسلام

الأحكام المترتبة على الشرك والكفر والفرق بينهما

يجب العلم أنه لا يوجد إختلافات بين كلا من الأحكام والآثار المترتبة على الشرك والكفر، حيث أن كلاهما يترتب عليه كل من الهجران والبراءة وغيرها الكثير من الأحكام المتماثلة.

ومن خلال النّظر في معنى ومفهوم كلا من الشّرك والكفر يتبين للإنسان الفارق الكبير بينهما، إذ أن الكفر هو أعم وأشمل من الشّرك.

حيث يطلق الكفر على الشخص المنافق نفاقًا أكبر، بينما يتضح لنا أنّ الإشراك بالله قد يكون أخصّ وأكثر تحديداً في معناه.

وفي أغلب الأحيان يتعلّق الشرك بالله بكل من الأقوال والأفعال والسّلوك، مثل أن يقوم الشخص بتقديم الأضحية وينوي بها ويقصد فيها الله عز وجل بالإضافة إلى غيره من الأنداد من حجرٍ أو بشرٍ أو غير ذلك.

بينما يتعلّق الكفر في الأساس بالعقيدة والمعتقد، حتى وإن إشتمل على الشّرك بالله في كثيرٍ من الحالات، وذلك لأنه أعم وأشمل منه.

بذلك نكون قد تعرفنا على ما هو الفرق بين كلا من الشرك والكفر، كما تعرفنا على ما هو تعريف كلا من الشرك والكفر لغةً وإصطلاحاً، بالإضافة إلى أننا قد تعرفنا على ما هي العلاقة بين كلا منهما وما الفرق بينهما بالتفصيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق