الزوجة الصالحة وصفاتها في الإسلام

الزوجة الصالحة هي حلم كل رجل، وقد أوصى الإسلام بالتأنِّي عند اختيار شريكة الحياة، واعتبرها خير متاع الدنيا، كما أكد على ضرورة أن تتحلَّى الزوجة بمجموعةٍ من الخصال والصفات الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وحدد لها مجموعة من المسؤوليات التي تجعلها، في حال الالتزام بها، زوجةً صالحةً، وعونًا لزوجها في أمور الدين والدنيا، فما هي صفات تلك الزوجة وكيف يمكن اختيارها تعرف على الإجابة من خلال موقع مُحيط.

الزوجة الصالحة

المرأة هي حجر الأساس بالنسبة للحياةٍ الأسرية، وبأفعَالها وخصالها، تستقر الحياة أو تفسَد، وهي المسئول الأول عن تربية أبنائها، لما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “المرأةُ راعِيَةٌ على بيتِ بَعْلهَا وَوَلدِه، وهي مسئولةٌ عنهم”.

ونظرًا لِعِظَم دورِها ومسئولياتها، فقد حدَّد الإسلامُ، من خلال القرآن والسنة، مجموعةٍ من الصفات الواجبتوافرها في المرأة، حتى يصحّ وصفُها بالزوجة الصالحة، منها ما يرتبط بالالتزام الديني، ومنها ما يخص الجوانب الأخلاقية والاجتماعية.

صفات دينية للزوجة الصالحة

من هذه الصفات الدينية؛ أن تكون ذات دينٍ قويم، وسمعةٍ طيبة، ومما يؤكد ذلك حديث النبي صلى الله عليه وسلم:

“تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ”.

ويشير الحديث الشريف إلى ضرورة تقديم الدين على كل المزايا الأخرى، ولكن إن اجتمعت بعض تلك المزايا كالجمال والغنى، مع الدين والامتثال لأحكام الله وشريعته، فإن الأمر يكون أكثر استحبابًا وخيرًا.

أن تكون مطيعةً لأوامر زوجها، فقد قَرَنَ اللهُ سبحانه وتعالى طاعةَ المرأة له، بطاعتها لزوجها، فقال في كتابه العزيز: “فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ“.

والطاعة هنا تشمل طاعتها له إذا أراد معاشرتها، وألا تمنع نفسها عنه إلا بعذرٍ شرعيّ، لكن الطاعة لا تشمل معصية الله، بمعنى أن المرأة غير مُلزَمَة بطاعة زوجها فيما يغضب الله.

أن تحفظ زوجها، ويكون ذلك بمحافظتها على نفسها وعِرضه وماله، فلا تأذن لأجنبيٍّ بدخول بيته في غيابه، حتى إن كان من الأقارب.

وألا تُدخل إلى بيته من يكرهه الزوج دون معرفته، أما حفظها له في ماله، فيكون باستئذانه قبل الأخذ منه، وعدم التبذير والإسراف، حتى لو كان الزوج غنيًا.

ألا تُقبل على صيام التطوع إلا بموافقة زوجها؛ لأنه بهذا الصيام تمنعه حقه في معاشرتها، لذا وجب استئذانه اولًا، وإن كانت الفريضة تُصام دون إذن الزوج.

تابع قراءة المزيد من الملعومات حول أثر الصلاة على الفرد من خلال: اثر الصلاة في حياة الفرد والمجتمع

صفات الزوجة الصالحة الأخلاقية

بجانب صفاتها الدينية، فإن المرأة تحتاج للتمتُّع بمجموعةٍ من الصفات الأخلاقية، حتى تكون زوجةً صالحة، ومنها:

  • أن تكون ودودةً لزوجها، وتسعى لإرضائه، وتحقيق راحته النفسية.
  • أن تكون رحيمةً به، وألا تقتصر هذه الرحمة على زوجها؛ بل تشمل أبناءها، وترعى شئونهم بكل حبٍ وحنان، وتربيهم تربيةً قويمة.
  • وقد أشاد الرسول صلى الله عليه وسلم بنساء قريش لاتِّصافهِنَّ بصفات الرحمة والحنان، فقال:

“خَيْرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإبِلَ صالِحُ نِساءِ قُرَيْشٍ، أحْناهُ علَى ولَدٍ في صِغَرِهِ، وأَرْعاهُ علَى زَوْجٍ في ذاتِ يَدِهِ”.

  • الصبر والأناة أيضًا من صفات الزوجة الصالحة، بل إنها من الصفات المُستحبة في كل المسلمين، وتحلِّي المرأة بالصبر مع الحلم، يضمن حياةً زوجيةً وأُسريةً هادئة.
  • رجاحةُ العقل؛ لأن الزواج هو ارتباطٌ دائم، فإذا لم تتحلَّ الزوجة بالعقلانية، فإنها لا تحظى بالحياة الهانئة والمطمئنة مع زوجها.
الزوجة الصالحة
الزوجة الصالحة

صفات اجتماعية للزوجة

ولا يجب على الرجل إهمال بعض الصفات الاجتماعية الهامة، الواجب توافرها في الزوجة الصالحة، فهي تسهم في هدوء واستدامة الحياة بينهما، وهي:

أن تكون الزوجةُ ولودًا؛ بمعنى تستطيع الإنجاب، فقد أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالزواج من المرأة الودود الولود، وذلك في حديثه: “تزوَّجوا الودودَ الوَلودَ فإنِّي مُكاثِرٌ بِكُمُ الأممَ”.

أن تكون بكرًا، لم يسبق لها الزواج برجلٍ آخر، وإن كان الزواج من المرأة الثيَّب (المرأة التي سبق لها الزواج) خيرًا للطرفين في بعض الحالات، والحكمة من تفضيل البِكر هي ألا تكون قد تعلَّقت برجلٍ آخر، فيكون هو أول من يباشرها.

أن تكون طيِّبة الأصل، ذات حسَبٍ ونَسَب، حتى تنقل هذا الأصل الطيِّب إلى ذريتها، وأن تكون قد نشأت في بيئةٍ هادئة، منحتها قدرةً على تقديم الحب والحنان لزوجها وأولادها.

أن تكون ذات جمال، ليس شرطًا أن تكون شديدة الجمال، وإنما يراها زوجا جميلةً مقبولة، يُسّرُّ بالنظر إليها، فيُعينه ذلك على غضِّ بصره.

وتمتلئ حياتهما مودةً ومحبة، ويُفضل الزواج بالأجنبية، أي غير القريبة، لأن زواج الأقارب عادةً ما ينتهي بالخلاف والطلاق، وبالتالي قطع الأرحام.

بعد الاطلاع على صفات الزوجة الصالحة قد يهمك قراءة المزيد حول الزكاة من خلال ما يلي: اثر الدين على الزكاة: أقول الفقهاء وعلماء الدين عن زكاة المال

كيف تصبحين زوجة صالحة

حتى تكونين من النساء المتَّصفات بهذه الصفة، فلا بد من أن تتحلَّي بمجموعةٍ من العادات والخصال الطيبة، ومنها:

  • الالتزام بالفرائض، وأيضًا النوافل قدر المستطاع.
  • اللُّطف في معاملة الزوج وأهله،وحُسن انتقاء الكلمات عند الحديث معه، مع تحنب الألفاظ البذيئة.
  • الطاعة الدائمة للزوج، والاهتمام بالمظهر حتى يُسَرّ عند النظر إليك.
  • الصبر على ضيق الحال، أو الفقر والمرض، وأن تشكري زوجكِ على كل ما يحاول تقديمَه لك ولأبنائه.
  • تجنُّب العناد والجدال ومحاولات فرض الشخصية على الزوج، وتقبُّل النصيحة بصَدْرٍ رَحِب.
  • اتقاءُ الله في ماله وأبنائه، وتربيتهم تربيةً سليمة.
  • تتبُّع آثار الصحابيات والاقتداء بهن.
  • تَفَقُّد حاجات الزوج؛ من طعامٍ وشرابٍ وملبس.. وغيرهم.
الزوجة الصالحة
الزوجة الصالحة

كيفية اختيار الزوجة الصالحة

الزواج هو الخطوة الأولى ولَبِنة الأساس في حياة أي فرد، ولذا فإن التأني والتعقُّل في اختيار الزوجة هو أمر ضروري لاستقامة الحياة، وأول ما يجب فعله عند الإقدام على تلك الخطوة؛ هو إدراك الغاية الحقيقة من الزواج.

  • فالأمر لا يقتصر على كونها زوجةً لك، وإنما هي أيضًا أمٌّ لأبنائك، وعلى أساس أخلاقها وتربيتها لهم، ستتكوَّنُ شخصياتُهم وتُنظَّم حياتهم.
  • تختلف الطريقة التي يختار كلُّ شخصٍ بها زوجتَه؛ بين من يفضل المال ومن يُؤثِر الغِنى أو الجمال، ولكن يبقى الدين هو العنصر الحاسم والجانب الأهم في عملية الاختيار.

يُمكنك الاطلاع على المزيد من الملعومات حول ما هو حكم اتهام الناس بالباطل من خلال ما يلي: حكم اتهام الناس بالباطل والافتراء على الابرياء

مواقف زوجات صالحات

قدمت أمهات المؤمنين خير النماذج ومواقف الزوجات الصالحات، وتَبعهُن في ذلك من نساء الصحابة والمسلمين من تَبِعهن، ونذكر بعضًا من تلك النماذج الصالحة، ومواقفهم مع أزواجهم:

الموقف الأول

تزوج رياح بن عمرو القيسي، وهو أحد الرجال الصالحين، من امرأة، وأراد أن يختبر إيمانها بعد الزواج، فلما حلَّ الليل، عَمِدَ إلى التناوم لها.

فقامت هي لتصلي ربع الليل الأول، ثم نادته: قم يا رياح، فقال: أقوم، أقوم إن شاء الله، ثم صلت الربع الثاني، ونادته ثانيةً، فقال: أقوم أقوم، ولم يَقُم، وهكذا حتى أنهت الليل كله تصلي وتناديه ليصحو ويقوم الليل، وهو لا زال يتظاهر بالنوم.

حتى قالت له: “يا رياح، مضى الليل وعسكر المحسنون وأنت نائم.. ليت شعري من غرَّني بك يارياح، من غرَّني بك!”.

يُمكنك إثراء معلوماتك والتعرف على المزيد حول: أجر الصلاة على الميت في الدين الإسلامي

الموقف الثاني

وهو لأم كلثوم بنت الصديق، التي تزوجت طلحة بن عبيد الله، وكان رجلًا ثريًا، لكنه يخاف من كثرة المال، ويسعى لإنفاقه بكل أوجه الخير، وقد وصله في إحدى الليالي مالًا من حضرموت، بلغ سبعمائة ألف درهم، فبات ليلته حزينًا.

وسألته أم كلثوم:ما بك؟ فقال: ما ظن رجلٍ بربِّه، يبيت وهذا المال في بيته!، فقالت له: أين أنت عن بعضِ أصحابِك وأخلاَّئك؟ فإذا أتى الصَّباحُ فقسِّم هذا المالَ بينهم.

فردَّ عليها: يرحمك اللهُ إنَّك موفقةٌ بنت موفق، ولما طلع الصبح قسَّم ماله بين المهاجرين والأنصار.

الزوجة الصالحة
الزوجة الصالحة

وبعكس الزوجة الصالحة؛ فإن الزوجة سيئة الخلق تكون عِبئًا على زوجها وحياتها الأسرية بشكلٍ عام، وتتسبب في قطع علاقاته مع أقرب الناس إليه، وفساد أبنائه، وتمحو البركة والسعادة من البيت كله، وهو ما يؤكد أهمية التأنِّي وحسن الاختيار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق