الحكمة ضالة المؤمن في الحياة

نظرًا لأن حقًا الحكمة ضالة المؤمن ينبغي عليه البحث عنها وأخذها مهما كان مصدرها، والعمل على أن يكون صاحب حكمة بقدر المُستطاع، فلا يغلو في وصف شيء ولا يُغيِّر ثوابت الأمور، وأن يكون فطنًا، مُتيقِّظ العقل ونَبيه، بقدر ما يريد أن يوفقه الله -سبحانه وتعالى- لذلك، فلقد كرَّم الله -سبحانه وتعالي- الأمة الإسلامية، وجعل فيها منهاجًا يوازي ويُساير طبيعة كل زمان ومكان، وسخَّر فيها جنودًا لنفع غيرهم أسماهم “الحُكماء”.

الحكمة ضالة المؤمن

الحكمة ضالة المؤمن
الحكمة ضالة المؤمن

يقال للشخص أنه حكيم عندما تقترن أقواله وأفعاله بالعقل والقوة وصواب الرأي، فهو علم يُبذل فيه الجهد والفهم ابتغاء حُسن التصرف والنظرة بالبصيرة لا بالبصر، وكذلك الصمت عند عدم وجود ما يُتحدث به، وعدم الثرثرة في المجالس، والاستماع أكثر من القَول عن عادة وعلم ونية خالصة لوجه الله، وليس عن تكبُّر وجهل واستعلاء.

ومن أقوال الحكمة ضالة المؤمن :

  • اجعل نفسك ميزاناً فيما بينك وبين غيرك.
  • من اتكل في سفره على زاد غيره طال جوعه.
  •  من أذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي.
  • أعظم ذنب هو الذنب الذي لا يشعر به صاحبه.
  • إذا أردت أن ينجز عملك فقم به وحدك، وإذا أردت لعملك أن لا ينجز فكلف به غيرك.
  • قليل من العلم مع العمل به أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به.
  • في الزواج ليس هناك سوى يومين جميلين، يوم دخول القفص ويوم الخروج منه.
  • خُلقنا من طين، فينا غبرة التراب وصفاء الماء.
  • من عاش بوجهين مات لا وجه له.
  • لو امتنع الناس عن التحدث عن أنفسهم وتناوُل الآخرين بالسوء لأصيب الغالبية الكبرى من البشر بالبكم.
  • قوة السلسلة تقاس بقوة أضعف حلقاتها.
  • لا تجعل ثيابك أغلى ما فيك، حتى لا تجد نفسك يوماً أرخص مما ترتدي.
  • لا تُكثروا من الفضفضة، فإنّكم لا تعرفون متى يخون المنصتون.

أجمل حكم قصيرة

الحكمة “بأبسط ما قد يصل للعقل”: هي القدرة على التفرقة بين الجيد والغير جيد والمقبول بين الأمور، وتأتي بمعاني أخرى “كالعظة والفهم والفقه وغيرها..”، وذلك من منظور الشرع والقوانين، وأخذًا بأنَّ الحكمة ضالة المؤمن ، فينبغي إتباع أولوا العلم مهما كان موقعهم أو جنسيتهم.

ومن تلك الحكم:

  • كُن عادلاً قبل أن تكون كريماً.
  •  من زاد في حبه لنفسه زاد كره الناس له.
  •  يسخر من الجروح كل من لا يعرف الألم.
  •  أكثر الرجال حكمة الذي يظن أنّه أقل حكمة! اللسان ليس عظاماً لكنه يكسر العـظام.
  • إذا كنت مخلصاً فليكن إخلاصك إلى حد الوفاء، وإذا كنت صريحاً فلتـكن صراحتك إلى حد الاعتراف.
  •  نمرٌ مفترس أمامك .. خير من ذئب خائن وراءك.
  •  لا تعبدوا الله كي يعطي، بل اعبدوه كي يرضى، فإذا رضي أدهشكم بعطائه.
  •  لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه.
  •  القـناعة دليل الامانة، والأمانة دليل الشكر، والشكر دليل الزيادة، والزيادة دليل بقاء النعمة، والحياة دليل الخير كله تعلّم من الزهرة البشاشة، ومن الحمامة الوداعة، ومن النحلة النظام، ومن النملة العمل، ومن الديك النهوض باكراً.
  •  من أحبَّك في عسرِك ويُسرك دون أن ينتَظر منك معروفاً واحتمَلك في غضبِك وسرُورك دُون أن يُضمِر لك سوءاً ، فذلِك هو الصَّديق.

شاهد أيضًا: حكم قصيرة تغذي الروح وتنير طريق الحياة

حكم وأقوال مأثورة 

نرى على سبيل المثال حكماء سابقون، لا نزال نقتفي أثرهم اتباعًا بأن الحكمة ضالة المؤمن ، كالإمام ابن القيم والنووي وغيرهم..، فنرى أن من دلائل وجود حكمتهم هو قول الصحيح في الوقت الصحيح، وذلك في التوقيت المناسب للحدث دون تقديم أو تأخير.

ولا تقتصر الحكمة على العلوم الشرعية فقط، فعلماء الطب والأدب والفلسفة والهندسة وغيرها..، حكماء فيما وفقهم الله -سبحانه وتعالى- إليه، ومن تلك الحكم والأقوال:

  • وكن رجلاً إذا أتوا بعده يقولون مرَّ وهذا الأثر.
  •  الخبرة .. هي المشط الذي تعطيك إياه الحياة .. عندما تكون قد فقدتَ شعرك.
  •  إن لم يعجبك مكانك فقم بتغييره فأنت لست شجرة. الابتسامة كلمة طيبة بغير حروف.
  •  من أحب الله رأى كل شيء جميلاً.
  • سأل الممكن المستحيل: أين تقيم ؟ فأجابه في أحلام العاجز.
  •  الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب.
  •  حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا.
  • ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم.
  • مع الأصدقاء تخف وطأة الحزن.
  • كن عزيزاً وإيّاك أن تنحني، فربما لا تسمح لك الفرصة بأن ترفع رأسك مرة أخرى.
  •  الأمل بالله حبل لا ينقطع، ونور به الظلمة تنقشع.
  •  املك من الدنيا ما شئت، واعلم أنّك ستخرج منها كما جئت.
  •  تنازلوا عن دوركم في إصلاح الناس، وأصلحوا أنفسكم.
  •  لا تهتم لكلام النّاس ما دمت تفعل الصواب.
  •  تمهّل عند اختيار الصديق، وتمهّل أكثر عند تغييره.

شاهد أيضًا: حكم الامام علي عن الحياة

حكم ومواعظ

الحكمة ضالة المؤمن
الحكمة ضالة المؤمن

يلاحظ انقسام الحكمة ضالة المؤمن إلى مراتب عدَّة، ولا يوجد من اتبع بصيرته وأحسن سريرته إلا واندرج تحت أيٍّ منها، والمرتبة الأولى لمن فعل الصواب في وقته وزمانه ومكانه، من دون تقديم أو تأخير، وهي ترتكز على مقومات أساسية ” مقوِّم العلم، مقوِّم الصبر والحلم، ومقوِّم التأنِّي والوقار”، ولا يُعتد بحكمة بمن يحمل أضداد هذه المقومات.

المرتبة الثانية لمن جعل حكمة الله في خلقه نِصاب عينيه، فلا زجر من تأخُّر، ولا سأل عن أسباب المنع والعطاء، وذلك لنفسه ولغيره من الخلائق، وبما أنه يتعامل مع حكمة الله في الخلق، فلا يبحث بعين الناقد لأحكام الدين والشرع، والنواميس الكونية التي ليس من شأن أحد التدخُّل فيها، المرتبة الثالثة وهي أعلاهم وأفضلهم، وتلك التي كانت مقترنة بباطن الصحابة وأولوا العزم منهم، تعني النظر بالبصيرة، والسَمع النافذ للقلب، وفهم الإشارات الكونية الربَّانية من دون تلفُّظ أو سؤال، وهناك العديد من الحكم التي تداولت على مر الزمان والتي يندرج بعضها تحت أحد هذه المراتب الثلاث، وذلك مثل:

  • اسمها حياتك، فلماذا تفكّر بكلام النّاس؟ إن لم تتقن فن التجاهل فستخسر الكثير، وأولها عافيتك.
  •  إذا أردت أن تفهم حقيقة المرأة فانظر إليها وأنت مغمض العينين.
  • نحن لا نخسر الأصدقاء، بل نتعلم من هو الصديق الحقيقي.
  •  العاقل يتعلم من تجارب الآخرين، لكنّ الجاهل لا يتعلّم إلّا من كيسه.
  • من يقع في خطأ فهو إنسان، ومن يصرّ عليه فهو شيطان.
  •  لا تبرر، فالناس لا تسمع إلّا ما تريد أن تسمعه.

أنواع الحكمة ضالة المؤمن

تتنوع الحكمة إلى اثنين من وجودها عند البشر، فالأولى هي التي يخلق الله عليها العبد الذي يختاره، دون حساب أو اكتساب، مثل ما كانت عند بعض الصحابة مثل “الفاروق وأبي بكر وغيرهم..” -رضوان الله عليهم أجمعين- فلم تتواجد من مرور العمر ومواقفه فقط.

أمَّا الثاني منها تلك التي يسعى الإنسان للوصول إلى أول طريقها، ولا يتيسر العثور على هذا الطريق إلا بفضل الله، فيُعين العبد على كل عمل وقَول موصِّل إليها، فتلقى قبول في قلبه وقلب غيرُه، ويتخذ بفضلها الناس من رأيه قبلة يتوجهون إليها، وهذا ما توصل إليه الدكتور العظيم ابراهيم الفقي.

ومن الحكم التي اشتهرت:

  • احذر ان تكون أهدافك مجرد أمنيات أو رغبات، فتلك بضاعة الفقراء.
  • البعض يقولون ”اننا لا نفهم الحياة” نعم الحياة لا تفهم، ولكنها تعاش لحظة بلحظة فلا تهدرها بالاسئلة وعشها بسعادة.
  • في علم الميتافيزيقا نؤكد دائما على أن العقل مثل المغناطيس، عندما يرى صاحبه يحقق أهدافه (ولو بالتخيل) سيجذب له الأشخاص والمواقف والآليات التي تساعده على تحقيق هذا الهدف.
  • الشخص الذي لا يقرأ لا يكون في درجة أعلى من الشخص الذي لا يعرف القراءة.
  • ابتعد عن الأشخاص الذين يحاولون التقليل من طموحاتك، بينما الناس العظماء هم الذين يشعرونك أنك باستطاعتك أن تصبح واحدا منهم.
  • ابتسم فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا عبادة وعليها نؤجر.
  • يظن الناس ان الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح، ولكن العكس هو صحيح، النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة.
  • إذا كنت مع الله فأنت مع الأغلبية المطلقة.
  • جرب جرب و لا تخف، فالذين صنعوا سفينة نوح كانوا من الهواة أما المحترفون فهم الذين صنعوا تيتانك!.
  • ما الحياة الا امل يصاحبها الم ويفاجئها اجل.
  • ‏لن تَستطيع أن تُعطي بدون الحُب، ولن تستطيع أن تحِب بدون التسامح.

شاهد أيضًا: حكم وأمثال لكل موقف بحياتك

مُعينات الوصول إلى الحكمة

الحكمة ضالة المؤمن
الحكمة ضالة المؤمن

الحكمة ضالة المؤمن ليست قرار أو علم يتم اكتسابه بَين ليلة وضُحاها، بل هي نِتاج بعض الأمور الحياتية والثقافية والعقلية، فمجالسة العلماء والصالحين الأتقياء، والتعلم منهم من مُعينات الأمور، والاستفادة من مواقف الحياة وتِعداد التجارب أيضًا.

كذلك محاربة النفس الأمَّارة بالسوء، والبُعد كل البُعد عن الهوى، من مُعينات اكتساب الحكمة والوصول إليها، ومما لا شك فيه أن طيب المأكل والمشرَب وتحرِّي الحلال فيهم ولو كان قليل، من الأمور البديهية العقائدية التي لا ينبغي عكسها للمسلم، وهذا ما توصل إليه  الشاعر محمود درويش في حكمه.

ومن الحكم المأثورة:

  • وكن من أنتَ حيث تكون، و احمل عبءَ قلبِكَ وحدهُ.
  • الموت لا يوجع.. الموتى، الموت يوجع.. الأحياء…!
  • لا أحنُّ إلى أي شيء، فلا أمس يمضي ولا الغد يأتي، ولا حاضري يتقدَّم لا شيء يحدث لي!…ليتني حجر.
  • فبعضي لديّ وبعضي لديك، وبعضي مُشتاق لبعضي، فهلّا أتيت؟.
  • لم نفترق، لكننا لن نلتقي أَبداً.
  • حين ينتهي الحُب، أَدرك انه لم يكن حُباً، الحبّ لا بد أن يُعاش، لا أن يُتذَكر!.
  • علموك أن تحذر الفرح؛ لأن خيانته قاسية، من أين يأتيك فجأة!!.
  • فإن أسباب الوفاة كثيرةً، من بينها: وجع الحياة.
  • على قدر حلمك تتسع الأرض.
  • وسألني هل أنا + أنا = اثنين، قلت: أنت و أنت أقل من واحد.
  • لا شيء يُثبت أني ميت، لا شيء يُثبت أني حي.

ومن المفروغ منه عقلًا، أنَّ الله -سبحانه وتعالى-، لا يُلهم عبد طريق إلا وفيه خَير دُنياه وتمهيدًا لأُخراه، فإذا أراد الإنسان إتباع سُبل الحق واتباع الحكمة ضالة المؤمن ، فعليه استشارة العقلاء الصالحين، أصحاب البصيرة والفراسة وبُعد النظر، كذلك عليه بصلاح ما بينه وبين الله، وما بينه وبين عباد الله، فإذا ما فعل ذلك كان توفيق الله له قرين خطوته، وإزالة لعواقب طريقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق