فن الرد على الكلام الجارح

فن الرد على الكلام الجارح

يمر الإنسان بالكثير من المواقف في حياته اليومية والتي تحتاج منه سرعة التصرف، لذلك يجب عليه تعلم فن الرد على الكلام الجارح، حيث يستطيع أن يرد إهانة الآخرين له.

يحتاج الشخص المهذب لبعض الوقت حتى يستطيع أن يفكر في الرد المناسب على الكلام الجارح الذي تم توجيهه إليه، وفن الرد على الآخرين يعلمك سرعة البديهة واللباقة وحسن التصرف.

ما هو الكلام الجارح

ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال في تعريف المسلم: “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، والكلام الجارح هو ما ينطق به كثير من الناس دون أن يبالي بها، وقد تكون هذه الكلمات بقصد أو بدون قصد، وتسبب هذه الكلمات في ألم للآخرين وجرح في كرامتهم وكبرياءهم، لا يستطيعون الرد عليه.

فالكلام الجارح له أبعاد كبيرة في نفوس الغير، حيث أنه ربما تنال من سمعتهم وتؤثر في مسيرة حياتهم، لذا يجب على أي إنسان أن يحافظ على هدوئه قبل أن ينطق بكلمات لا يقصدها، ويمكن أن تكون جارحة للبعض.

هناك أشخاص قد فقدوا الثقة بأنفسهم لمجرد سماعهم كلامًا يؤلم، حيث كان لا بد منهم أن يتعلموا فن الرد على الكلام الجارح حتى يتمكنوا من التعامل مع الآخرين وعدم فقد الثقة بأنفسهم، فالمسلم مطالب أن يلين بقوله مع أصدقائه أو أعدائه ليزيد المودة ويعمق الألفة والمحبة، ويقطع كيد الشيطان، كما أوصانا نبينا محمد عليه أفضل الصلاة السلام.

يذكر موقع محيط أن الكلام الجارح هو تعنيف لفظي يؤدي إلى تحطيم شخصية الآخر مثل التهديد أو الشتم أو الابتزاز، سواء بصوت عالي أو خافت، فشخصية الإنسان لها حدود وحقوق تجب مراعاتها واحترامها.

يجب أن ننتبه إلى أن هناك كلمات ننساها بمجرد أن نتلفظ بها، لكنها تترك الأثر الكبير عند الآخرين،فالعالم ممتلئ بأناس يحاولون رفع مقامهم بالحط من قدر الآخرين، وهم دائمًا يطلقون إهاناتهم في وجه أي شخص كان، وكم من خلافات حصلت بين الأهل والأصدقاء والأقارب بسبب كلام يجرح مشاعرهم ويؤدي إلى الفرقة حتى بين الشعوب.

أثر الكلام الجارح على النفس

فن الرد على الكلام الجارح
فن الرد على الكلام الجارح

كم من شخص تحطم كبريائه وفقد ثقته بنفسه بعد أن سمع كلامًا جرحه، فقد قال الله عز وجل: “قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى”، فقد أوصانا الله تعالى بالكلام الطيب الحسن، لذا يجب علينا معرفة فن الرد على الكلام الجارح حتى يتسنى لنا الرد على الآخرين بكلام طيب غير بذيء.

فالكلام كالسيف ذو الحدين، فتارة يشكل وسيلة إيجابية تمد لنا يد المساعدة وتارة أخرى يمكن أن يتحول إلى سلاح فتاك يقتلنا ويدمر علاقاتنا مع الآخرين، ويؤثر في نفسيتنا، لذا يجب أن نعي أن هنالك كلمات ننساها بمجرد لفظها، لكن يظل أثرها وألمها يتجدد في كل ذكرى أو موقف مشابه.

نصائح للرد على الكلام الجارح

يذكر خبراء التنمية البشرية أن هناك مجموعة من النصائح التي يجب اتباعها عند التعامل مع المواقف المحرجة، حتى يتعلم الشخص فن الرد على الكلام الجارح الذي يتعرض له في خلال حياته اليومية، من أهم هذه النصائح:

  • كسب الوقت: حيث أول ما يمكن فعله هو محاولة الشخص الحصول على راحة لمدة دقيقة حتى يمكنه التفكير في رد مناسب للكلمات، ثم يعيد الكلام مرة أخرى.
  • نشاط مختلف: يحث يمكن للشخص القيام بشرب الماء أو بعض العصير أو القيام بأي من التصرفات الممكنة حتى يتمكن الشخص من اختيار الرد المناسب.
  • تكرار السؤال: أفضل نصيحة يمكن اتباعها لتتعلم فن الرد على الكلام الجارح هو تكرار نفس السؤال على السائل مرة أخرى والنقاش معه وإحراجه بلباقة.
  • الأصدقاء: حيث أنه يمكن الاعتماد على الأصدقاء وطلب المساعدة منهم في الرد على الجارحين.
  • المرح: يمكنك تجاوز الكلام الجارح وتحويله لموقف مرح وفكاهي للخروج من المأزق.
  • الرد بهدوء: حيث أنه يمكنك الرد بلباقة على الإهانة دون خطأ بكلام عام هادئ لا يحتوي على كلمات خارجة.

إقرأ أيضًا: كيف تتعامل مع النميمة وكيف أتعامل مع النمامين

أفضل الطرق للرد على الكلام الجارح

هناك مجموعة من الطرق التي يمكن الاعتماد عليها حتى يمكنك تعلم فن الرد على الكلام الجارح، أهمها:

تجاهل الشخص: يعتبر التجاهل من أفضل الطرق المستخدمة للرد على الكلام المهين الجارح، حيث تقوم هذه الطريقة على تجاهل الشخص الذي قال كلام جارح ولا يحوذ على أي اهتمام، لأن كلامه بالتأكيد نابع من مشاعر حقد وكراهية ودونية ولا تستحق إلا التجاهل.

المواجهة: حيث يمكن أن يختار الشخص مواجهة الشخص الآخر الذي أهانه بشكل مباشر، وعند اتباع هذه الطريقة يجب عليك محاولة ضبط النفس وعدم التسرع والتلفظ بمفردات سيئة أو تشابك بالأيدي، فقط تكون المواجهة بالنقاش الهادئ باستخدام كلمات مهذبة.

تجنب الشخص: من أفضل طرق تعلم فن الرد على الكلام الجارح هو تجنب الشخص الغير مهذب وعدم مناقشته نهائياً، وهذه الطريقة تختلف عن طريقة التجاهل، فهي على النقيض تمامًا، حيث يمكن تجاهل شخص يتواجد في نفس المكان، لكن التجنب معناه الابتعاد عن التواجد في الأماكن التي يتواجد فيها، وهذا يمكن أن يشعره بخطئه.

الهدوء: حيث حاول الشخص الجارح استفزازك أكثر وأصر على مناقشتك واستفزازك لترد عليه، في هذه الحالة يجب عليك أن تستخدم أسلوب الرد الهادئ، حيث يكون الرد مصحوب بابتسامه وتحركات بطيئة باردة تؤكد أن الشخص لم يغضب ولم يتأثر بالكلام الجارح بتاتًا، ويتسبب هذا الأسلوب في استفزاز الشخص وربما يتعلم عدم تكرار مثل هذا الكلام مرة أخرى.

إظهار الحقيقة: وتعتمد هذه الطريقة على إظهار حقيقة الشخص للآخرين كوسيلة عملية لرد الإهانة، ويتم مواجهته بمشكلاته ونقاط ضعفه وأخطاءه، حتى يتوقف عن كلامه السيئ الجارح.

إثبات الذات: تعتبر هذه وسيلة عملية ولكنها طويلة الأمد، وفيها يقوم الشخص بفعل المزيد من التصرفات التي يثبت من خلالها أنه يمتلك الكثير من الصفات الحسنة التي لا تتناسب مع الكلام السيئ الذي قيل عنه، حيث يجتهد في عمله ويحقق الكثير من الإنجازات والنجاحات، ويحسن من تصرفاته ليثبت للجميع عكس ما سمعوه بأدلة عملية ملموسة.

الرد بالخير: وتعتبر هذه الطريقة تحتاج للكثير من الصبر، كما أن هذه الطريقة تحث عليها جميع الأديان السماوية، وفيها يتم الرد على الإساءة بالكلمة الطبية والتصرفات الخيرة، حيث يمكن لهذا الكلام الحسن أن يحرج الشخص الجارح ويكف عن القيام بها وربما يعتذر ولا يكررها.

أقوال عن الكلام الجارح

فن الرد على الكلام الجارح
فن الرد على الكلام الجارح

هناك بعض أقوال عن الكلام الجارح التي من شأنها مساعدتك لمعرفة فن الرد على الكلام الجارح، منها:

  • الناس لا ينصفون الحي بينهم، حتى إذا ما توارى عنهم ندموا.
  • قد يجرحك كلام بعض الناس، لكن تذكر أن الصواعق لا تضرب إلا القمم.
  • الكلمة الجارحة كطرقك للمسمار في خشب، والاعتذار كنزعك ذلك المسمار من الخشبة، لكن هل تزول تلك الحفرة التي أحدثها المسمار.
  • أنت لا تستطيع أن تمنع الناس من الكلام عليك لكنك بكل تأكيد تستطيع أن تمنع نفسك من التأثر بما يقولون لأن مفتاح عقلك بيدك لا بأيدهم.
  • عندما تكون على حق تستطيع أن تتحكم في أعصابك، أما إذا كنت مخطئاً فلن تجد غير الكلام الجارح لتفرض رأيك.
  • لا أجيد رد الكلمة بمثلها، فأنا لا أجيد السباحة في الوحل.
  • ينكسر الزجاج فينتهي الصوت بسرعة وتبقى قطع الزجاج تجرح من يلمسها، كذلك الكلام الجارح ينتهي ويبقى القلب يتألم طويلاً.
  • قد أنسى ما قالوه لي يومًا، لكن لن أنسى ما جعلوني أشعر به.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق