احترام الآخرين | أهميته وأثره وفائدته في الإسلام

إن احترام الآخرين جزء لا يتجزأ من احترام المرء لنفسه، فحين تكون البداية من عنده بعدم الاحترام، فلا شك أنه سيُقابل بمثل عدم الاحترام ذلك، وإن ما يصدر عن كل فرد هو انعكاس لتربيته وبيئته، ومن جمال ديننا الحنيف أنه يحث على مكارم الأخلاق والآداب التي يُعد احترام الآخرين جزءً منها، وقد وردت العديد من الأحاديث والآيات التي تحث على ذلك، وتُرغّب فيه، وتُثني على أولئك الذين يتحلون بتلك الصفات.

ما تعريف احترام الآخرين

يعد احترام الآخرين أحد القيم التي يدعو إليها الإسلام، ويمكن تعريفه بأنه التواصل بالحسنى مع الآخرين، وإشعارهم بأنهم مُقدرّون، والتأدب في الحديث معهم وفي وجودهم.

فيجب أن تكون قيمة احترام الآخرين مترسخة داخل الفرد، فلا يعامل هذا بطريقة، ويعامل هذا بطريقة أخرى، أو يُحسن في وقت لأحدٍ ما، ثم يسيء إليه في وقتٍ آخر، أو يحترم من هم أعلى منه اجتماعيًا أو ثقافيًا، ويزدري من سواهم.

احترام الآخرين في الإسلام

احترام الآخرين
احترام الآخرين

جاء الإسلام ليُعلي قيمة الفرد أيًّا كانت رتبته في المجتمع، وكلما تشربت شخصية ذلك الفرد من القيم العليا، كلما علا هو.

وقد حث الله سبحانه وتعالى على الاحترام و البر بأشكاله، والأخلاق الحميدة في القرآن، وأمر بها رسوله صلى الله عليه وسلم.

ويقول الله تعالى في سورة الحجرات:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، (آية: 11).

يمكنك التعرف على: اذاعة عن الاحترام متكاملة الفقرات

ما هـي مظاهر احترام الآخرين

تتعدد مظاهر احترام الآخرين، ولها كثير من الصور، في المنزل، وفي الشارع، وفي المسجد، وفي العمل، وكل مكان يتواجد فيه الفرد، ومن تلك المظاهر:

  • احترام الله سبحانه وتعالى، وتجنب نواهيه، وطاعته فيما أمر به.
  • حسن الإنصات والاستماع للآخرين، وعدم مقاطعتهم، فهذا يُشعر المرء أنه مُقدّر، وأن ما يقوله ذو قيمة، وأنه هو ذو قيمة لدى مستمعه.
  • إلقاء التحية على الجميع، وعندما يتم تخصيص أحدًا بعينه دون الآخر، يشعره هذا بعدم الاحترام، ويترك لديه أثرًا نفسيًّا ليس جيدًا.
  • عدم رفع الصوت دون الحاجة لذلك.
  • احترام رغبات الآخرين واهتماماتهم، وآرائهم حتى وإن وُجد اختلاف في وجهات النظر.
  • قبول النقد وضبط الانفعالات، وعدم التأثر بسهولة بالمؤثرات الخارجية، مما يجعل الطرف الآخر يحجم عن التعامل معك.
  • انتقاء الألفاظ الحسنة أثناء الحديث مع الآخرين، إن اللطف ولين الجانب قد يكونان أقصى ما يريده أحدهم في حالةٍ ما، وحين يكونان أقصى ما يستطيع الفرد أن يقدمه، فهما يكفيان في الحقيقة ليُشعرا الآخرين بالاحترام.
  • تجنب الاستهزاء أو السخرية من الآخرين، فالسخرية منهٍ عنها في الإسلام، كما نَهى عن الهمزِ واللمز، وذكر الناس بالسوء.
  • دعم الآخرين بكل الوسائل المتاحة وقدر الإمكان، وهذا يشعرهم بأهميتهم، وربما يعيد الثقة لمن فقدها فقط، حين نبحث عن الجوانب الإيجابية في شخصياتهم، ثم نبرزه لهم.
  • التعبير للمقربين بمدى السعادة بوجودهم في حياته.
  • من مظاهر الاحترام أيضًا، احترام الحيوان والنبات وكل مخلوقات الله.
  • عدم التصرف في الملكيات الخاصة دون إذن، حتى وإن كان أحد أفراد العائلة أو الأخ الأصغر مثلًا، فذلك التصرف كما هو يزعج الكبار، فالصغار كذلك ينزعجون منه، وإن حدث معهم ذلك، فسيدفعهم للتصرف في أشياء الآخرين دون احترام لخصوصياتهم.

يمكنك التعرف على: عبارات عن الاحترام تجعلك ترفع القبعة لمن يحترمك

كيف تكسب احترام الآخرين

يحاول البعض جاهدًا أن ينال احترام الآخرين لكن دون جدوى، هذا لأنه يسلك طريقًا غير تلك التي تجلبه، وهو يظن أن هذه هي الطريقة الصحيحة، لكن لكسب احترام الآخرين لابد من معرفة الطريقة الصحيحة بصدق دون نفاق، أو مجاملة مبالغ فيها.

وسنذكر كيف فيما يأتي:

  • احترام الآخرين أسهل طريقة لكسب احترامهم.
  • العطاء دون مقابل أو انتظار الشكر، ومساعدة الآخرين يكسب الفرد احترامهم.
  • أن يحتفظ الفرد بأسراره وبعض ما يخصه بعيدًا عن الجميع، وعدم الحديث عن النفس كثيرًا يجعلهم يحترمونه.
  • حين يثق الفرد بذاته، ويقدرها يجد ذلك من الآخرين.
  • الاعتراف بالخطأ، والاعتذار عنه دون مبالغة، من الأشياء التي تُكسب الفرد احترام من حوله.
  • الاعتماد على النفس في اتخاذ بعض القرارات، فلا يجعل المرء قراراته بناءً على رأي الآخرين في كل الأحيان.
  • التعاطف وإبداء النصح والمواساة من الوسائل الفعالة لكسب الاحترام.
  • الهدوء وضبط الانفعالات تُكسب الفرد احترام الآخرين.
  • احترام المواعيد يجعل الفرد مُحترمًا من قِبل من يعامله.

آثار احترام الآخرين وفوائده

لا شك أن البيئة التي يسودها الاحترام المتبادل تختلف تمامًا عن تلك التي تفتقد إليه، فالأسرة التي تشجع على الاحترام تختلف عن غيرها، وكذلك المجتمعات سواء الضيقة أو الكبيرة.

ونذكر من آثاره وفوائده ما يلي:

  • يساعد احترام الآخرين على تنحية المشاعر السلبية جانبًا، وإضفاء الشعور الإيجابي على علاقة الأفراد ببعضهم.
  • يُمهد احترام الآخرين الطريق لكسب الأصدقاء، لأنه يأسر القلوب ويبني الجسور، فحين تحترم خيارات أحدهم وأفكاره، ويفعل هو مثل ذلك، فإن الخلاف يتلاشى ويبقى الود.
  • احترام الآخرين يضفي السكينة والسلام على العلاقات، مما يجعل الأفراد أكثر سعادةً وتفاهمًا.

يمكنك التعرف على: 10 خطوات لتعليم الاحترام للاطفال

كيفية كسب احترام زملاء العمل

احترام الآخرين
احترام الآخرين

بالإضافة لما تم ذكره في كيفية كسب احترام الآخرين، يمكن وضع تلك النقاط في الاعتبار لتكون الحياة العملية أكثر إبداعًا وإنتاجية، ولكسب احترام زملاء العمل يمكن فعل الآتي:

  • الإتقان في أداء العمل والمهام المطلوبة، كما أنه واجب، فهو يكسب الفرد احترامًا لدى زملائه ومديريه.
  • الوفاء بالوعود والالتزام التام تجاه المسؤوليات.
  • حسن المظهر من الأمور التي تساعد على كسب الاحترام.
  • إقامة علاقات طيبة مع أشخاص ذوي شخصيات محترمة ومحبوبة.
  • كثرة استخدام كلمة (أنا) في الحديث تزعج البعض، فيمكن التقليل منها، وترك المجال للآخرين كي يعبروا عن أنفسهم.
  • طلب المساعدة من الآخرين في بعض الأحيان وإشعارهم بالتقدير.
  • السؤال عن أحوال الجميع، والاهتمام بهم ومعرفة بعض الأشياء التي تخصهم ويحبون مشاركتها، يزيد من احترام الفرد لدى زملائه ومن حوله.
  • تحمل المسؤولية والسعي لإصلاح ما تم إفساده، وعدم إلقاء اللوم على الآخرين.

أهمية الاحترام في مكان العمل

من الضروري جدًّا أن تكون بيئة العمل يسودها الاحترام المتبادل بين الموظفين أنفسهم، وبينهم وبين مديريهم لأسباب عدة، منها:

  • أن تلك البيئة تكون بيئة صحية ودافعة للعمل ويسودها الروح الإيجابية.
  • تسمح أن يكون التفاهم هو الشيء الذي يربط الموظفين ببعض.
  • يزيل الاحترام الصراعات التي تكون بين الموظفين وبعضهم في مكان العمل، ويمحو كافة التوترات والمشاكل الموجودة به.
  • يساعد الاحترام المتبادل على زيادة التواصل البناء، وتفعيل بيئة العمل الجماعي.
  • تستفيد بيئة العمل من وجود الاحترام المتبادل بين الموظفين بقدر كبير، فهذا سيؤدي إلى تشجيع الابتكار وزيادة الإنتاجية.

احترام الآخرين يعني أن تحترم أذواقهم، أحلامهم، وتحترم آلامهم، فلا يمكن أن يقلل من شأنها أحد، ومن احترامهم عدم التدخل في شئونهم الخاصة دون طلب منهم للمساعدة.

ومن الاحترام أن يُقدر الفرد من يحترمه، ولو أن العالم يسوده الاحترام، لانعدمت كل مظاهر العنصرية والتمييز والاضطهاد التي انتشرت كثيرًا، لكن ليبدأ كلٌ بنفسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق